طائرة الأحلام بوينغ 787 تواجه تأخيرا آخر

«نيبون ايروايز» اليابانية أول من يتسلمها في 2010

TT

تواجه طائرة الأحلام بوينغ 787 فترة تأجيل أخرى، ولن يتم تسليم أول طائرة حتى عام 2010 على الأقل، وفي ذلك تأخير عامين عن الموعد الأصلي، كما صرح رؤساء شركات الخطوط الجوية.

وقد تأخر تاريخ إكمال تطوير طائرة الأحلام، وهو مشروع ابتكاري عالي المستوى، بالفعل ثلاث مرات، لتستلم شركة نيبون ايروايز للخطوط الجوية اليابانية طائراتها أولا، بينما لن يستطيع العملاء الآخرون تسلم طائراتهم حتى عام 2011 أو حتى بعد ذلك.

وبذلك يمر عامان تقريبا على الموعد الذي كان من المتوقع أن تسلم الشركة الطائرات فيه لشركات الخطوط الجوية، التي أسرعت بتقديم الطلبات من أجل الحصول على طائرات موفرة للوقود. وقد جعل حماس تلك الشركات برنامج تصنيع طائرة الأحلام أهم مشروع في تاريخ بوينغ، حيث وردت طلبات من أكثر من 60 شركة طيران للحصول على أكثر من 800 طائرة. ولكن واجهت التطلعات الكبيرة للطائرة حقائق صعبة، وعلى وجه التحديد كانت صعوبة إنتاج طائرة تعتمد على الإنجازات التكنولوجية، مثل هيكل الطائرة المصنوع من مواد مركبة خفيفة الوزن بدلا من الألمونيوم. كما أنها تعتمد أيضا على سلسلة توريد ممتدة في جميع أنحاء العالم، حيث ينتج عدد كبير من الموردين في كثير من الدول أكثر من 4 ملايين قطعة تدخل في تصنيع الطائرة. وقد صرحت شركة بوينغ أنها لن تؤكد أو تنفي التراجع، الذي نشر في وول ستريت جورنال يوم الجمعة الماضية. ولكن أكد رؤساء شركات طيران، اشترطوا عدم ذكر اسمهم لأنه غير مفوض لهم التحدث باسم بوينغ، هذا التأجيل. ومن المتوقع ألا يتم أول اختبار طيران لطائرة الأحلام قبل دخول عام 2009.

ورفضت إيفون ليتش، المتحدثة باسم شركة بوينغ للطائرات التجارية، التعليق على أخبار التأجيل، وأضافت يوم الجمعة أنها لن تؤكدها أو تنفيها. وقالت: «نجري الآن التقييم، وهو لم يكتمل بعد. وبسؤالها عن موعد إعلان أي قرار، أجابت: «ليس لدينا موعد محدد. ونحن لم نقرر بالفعل متى سنعلن عنه». وأضافت أن بوينغ ستحاول إخطار العملاء والموردين قبل الإعلان الرسمي بـ24 ساعة، على الرغم من أنها صرحت أن أية إخطار «من الممكن أن يكون مبكرا» عن ذلك.

ولم يكن من المتوقع ورود أخبار عن تأجيل محتمل. وفي بداية الأمر تسببت تلك الأخبار في هبوط أسهم بوينغ في العمليات التجارية الأولى يوم الجمعة، ولكن انتعشت الأسهم مجددا، وأغلقت عند 39.53 دولار، بارتفاع 34 سنتا. وانخفضت الأسهم بنسبة 55 في المائة منذ بداية العام، بسبب تأخير تسليم طائرة الأحلام، وإضراب العمال الذي استمر لشهرين، وضعف سوق الأسهم.

يقول هوارد روبل، المحلل في جيفريز أند كومباني: «تنتشر الكثير من الشائعات حول بوينغ 787. لذا ليس مفاجأة أن تكون هناك تأخيرات مع بوينغ 787. ومن الواضح حدوث تراجع في الأداء».

وقد واجهت الطائرة الجديدة عدد من الانتكاسات في الإنتاج، بسبب إضراب 27 ألف عامل في مصانع التجميع مما أغلق مصانع طائرات بوينغ التجارية لمدة شهرين في بداية الخريف الحالي. ولكن تتصل المشكلات الكبرى التي تخيم على البرنامج بجدول زمني متفائل وعدت بوينغ بالالتزام به عندما أعلنت لأول مرة عن إنتاج الطائرة، وبمجموعة من المشاكل المتعلقة بالإنتاج التي تسعى الشركة إلى حلها.

ولاقت طائرة الأحلام، وهي متوسطة الحجم ذات محرك مزدوج، قبولا فوريا من شركات الطيران، التي احتشدت لشرائها بسبب محركها الموفر للوقود وهيكلها خفيف الوزن، وكلاهما يوفران استهلاك الوقود وفواتيره.

ولكن منذ ذلك الحين، بدأت المشكلات الهندسية والإنتاجية في الظهور كتحد تلو آخر. وتم تأريخ الكثير من تلك المشكلات في دراسة داخلية أجراها المنافس الأساسي لبوينغ، شركة ايرباص. وتم إرسال التقرير الذي يحمل عنوان: «الدروس المستفادة من بوينغ 787» يوم الأربعاء على موقع Flightblogger، وهو موقع عن الطيران له قاعدة عريضة من المتابعين.

وتتعلق المشكلات، التي تم حل بعضها، بمشاكل فنية في البرامج وجناحي الطائرة المصنوعين من التيتانيوم، والاستعانة بعمال أجانب في دول أخرى ليست لديهم خبرة كبيرة في مجال الطيران. وكان هناك أيضا نقص في القطع، وخاصة أدوات الربط، وما زال وزن الطائرة زائدا.

ويقول روبل: «من السهل للغاية ألا توضع الأشياء في نصابها الصحيح. وتتجاوز التحديات البشرية في إنجاز الأمر نطاق التصور. فما الذي يسبب التأجيل؟ إنها أسباب عديدة». ولكن أضاف روبل أنه نظرا للتراجع الاقتصادي الراهن في مجال الطيران، ربما يكون التأجيل نعمة مخفية لأن توصيل الطلبات في موعدها، ربما يعني زيادة العبء على نظام الخطوط الجوية الذي تعمل فيه طائرات كثيرة للغاية.

* خدمة نيويورك تايمز