براون يقدم دعمه لخطة تحفيز الاقتصاد الأوروبي مع ساركوزي وباروسو.. ويحذر من الحمائية

اجتماع القادة الثلاثة بغياب ميركل يثير تساؤلات حول الموقف الألماني قبل اجتماع المجلس الأوروبي

رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون يضحك مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي امام مقر الحكومة البريطانية 10 داونينغ ستريت امس (رويترز)
TT

اعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون دعمه لخطة تحفيز الاقتصاد الاوروبي، مشدداً على «ضرورة عمل كل دولة لمواجهة تراجع الاقتصاد». وبينما حذر براون مساء امس من «مخاطر الحمائية التي قد تسبب بأذى حول العالم ولسنوات طويلة»، دارت تساؤلات حول احتمال وجود انقسامات داخل الاتحاد الاوروبي، وخاصة بين لندن وفرنسا من جهة، وبرلين من جهة اخرى، حول معالجة الازمة الاقتصادية. واجتمع قادة بريطانيا وفرنسا والاتحاد الاوروبي في لندن امس، تمهيداً لتقديم خطط للمجلس الاوروبي نهاية هذا الاسبوع للتعامل مع الازمة المالية الحالية، على رأسها خطة الاتحاد الاوروبي لتحفيز الاقتصاد تبلغ قيمتها 200 مليار يورو (256 مليون دولار) وتركز على تسريع استثمارات الاتحاد في قطاعات المواصلات وتكنولوجيا المعلومات والطاقة. وبينما ناقش القادة الثلاثة الاقتصاد الاوروبي كان لافتاً غياب عنصر اوروبي مهم، مع غياب المستشارة الالمانية انجيلا ميركل. ويجتمع القادة الاوروبيون في بروكسل يومي الخميس والجمعة المقبلين لبحث خطة التحفيز التي تشمل إنفاق خمسة مليارات يورو على مشروعات لنقل الطاقة والانترنت السريع وخطط لجمع 4.5 مليار يورو للبنية الاساسية في أوائل عام 2009. وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني انه يدعم اقتراح الاتحاد الاوروبي في قمة مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس المفوضية الاوروبية خوزيه مانويل باروسو قبل محادثات مع اقتصاديين ورؤساء اكبر الشركات الاوروبية الاقتصادية. وقال باروسو في المؤتمر الصحافي المشترك مع براون وساركوزي: «أنا فخور بأن أرى دعما ساحقا لخطة الانتعاش الاقتصادي الاوروبية التي قدمتها المفوضية». وحول غياب مركيل اوضح: «المانيا اهم اقتصاد اوروبي ولذا سيكون من غير المعقول على الاطلاق التفكير في اي خطة بدون التعاون النشط من المانيا». ولفت ساركوزي من جهته، الانتباه الى ان وجهات نظر الدول الاوروبية «أقرب بكثير مما كانت عليه قبل بضعة اسابيع». والتقى براون بساركوزي وباروسو في مقر الحكومة البريطانية عصر امس قبل دعوة 50 اقتصاديا وممثلا عن كبرى الشركات الاوروبية للقاء بالمسؤولين الاوروبيين. ومن بين الشركات التي كانت ممثلة في الاجتماع الذي حمل عنوان «مؤتمر اوروبا العالمية» شركة الاتصالات البريطانية «بي تي» و«فودافون» للاتصالات وشركة «أي أي دي اس» للدفاع والطيران الاوروبية، بالاضافة عن مسؤولين في قسم اوروبا والشرق الاوسط من شركة «ميريل لينش» الاستشارية. وكان الهدف من دعوة ممثلي تلك الشركات معرفة احتياجات السوق والطريقة الافضل لتخصيص اموال من خطة تحفيز الاقتصاد الاوروبي. وعلى الرغم من تأكيد ناطق باسم براون ان «الاجتماع ليس بين الحكومات» الاوروبية و«غير رسمي»، كان من اللافت عدم دعوة المستشارة الالمانية انجيلا ميركل لاجتماع امس. ونقلت وسائل اعلام اوروبية تقارير عن فتور العلاقات بسبب انتقاد براون وساركوزي لميركل لعدم تأييدها خطة الاتحاد الاوروبي. وتتعرض ميركل، زعيمة أكبر اقتصاد في أوروبا، لانتقادات عنيفة من جانب بعض دول الاتحاد ومشرعين محليين لما يقولون إنه أسلوبها المبني على العزلة تجاه الأزمة المالية. وعلى الرغم من سعي مكتب براون للتقليل من شأن غياب ميركل عن الاجتماع، إلا ان بعض الدول الاوروبية عدم راضية أساسا من إحجامها عن تبني خطة الاتحاد رغم ان ائتلافها الحاكم دفع بخطة تحفيز وطنية تصل قيمتها الى 31 مليار يورو. ونقلت وكالة «اسوشيتد بريس» عن الناطق باسم ميركل قوله انها غير قلقة من اجتماع براون بساركوزي وباروسو من دونها. ورد براون على سؤال حول غياب ميركل قائلاً: «انني دعوت الرئيس ساركوزي كونه رئيساً للاتحاد الاوروبي وباروسو لأنه رئيس المفوضية الاوروبية». وتدخل بوروسو ليضيف: «لقد حصلت على هذه الدعوة يوم 25 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، قبل الاتفاق على عقد اجتماع مجلس اوروبا» مشدداً مرة اخرى على انه «لا يمكن الاتفاق على خطة لاقتصاد اوروبا من دون المانيا». وفي حال تم الاتفاق على خطة تحفيز الاقتصاد التي يطرحها باروسو، سيتعين على الحكومات الوطنية تخصيص 170 مليار يورو (219 مليار دولار) لهذه الخطة، والباقي سيخصص من ميزانية الاتحاد الاوروبي وبنك الاستثمار الاوروبي. ولفت باروسو امس الى ان «الاتحاد الاوروبي فيه 27 نظاما اقتصاديا، ولا يوجد نموذج يناسب الجميع، ولكن علينا العمل معا».

وقال ناطق باسم براون امس: «من الواضح ان كل دولة يجب ان تتخذ الاجراء الذي تراه مناسبا.. لقد شهدنا بالفعل إعلان خطة التحفيز المالية في المانيا». واضاف: «نواصل العمل عن كثب مع المانيا على كيفية مساعدة الشركات والأسر في بلدينا لضمان ان نتجاوز هذا التباطؤ بأفضل شكل ممكن». وعرض براون مشروعات إنفاق عام قيمتها ثلاثة مليارات جنيه استرليني في اطار خطة تحفيز بقيمة 20 مليار لتهدئة آثار الكساد الذي يلوح في الافق. وأفاد بيان من مكتبه بأن براون يعتقد أن تسريع الاستثمارات في البنية الاساسية «لن يهدئ فقط من وقع الأزمة على قطاع الانشاءات الذي يتباطأ بحدة في أغلب الدول الاعضاء بل سيشجع كذلك آفاق النمو المستمر في أوروبا في الأجل الطويل».