مجلس الأعمال السعودي ـ الأميركي يعقد اجتماعه لأول مرة في الرياض منذ 10 سنوات

وفد عقاري أميركي من كافة الولايات يزور المدينة الاقتصادية بحائل في فبراير

جانب من العاصمة السعودية الرياض («الشرق الأوسط»)
TT

أبلغت «الشرق الأوسط» مصادر رسمية، انتهاء انعقاد اجتماع إدارة مجلس الأعمال السعودي ـ الاميركي في العاصمة السعودية، الرياض، أخيرا وذلك لأول مرة منذ 10 سنوات بعد أن توقف عقدها في المملكة لأسباب أمنية. وأكد سعود بن محمد الصويلح، مدير العلاقات والتسويق في مجلس الأعمال السعودي ـ الاميركي، أن الاجتماع تواصل طيلة عقد من الزمن، ولم ينقطع، ولكنه كان يقام في الولايات المتحدة حيث فضلت إدارة المجلس انعقاده هناك بحكم الظروف الأمنية حينها.

ولفت الصويلح في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن زوال الأسباب الأمنية دعا إلى العودة للنظام المعتاد السابق بانعقاده مرة هنا في السعودية ومرة هناك في أميركا، مشددا على أن أطراف المجلس من البلدين ما زالوا يولون أهمية لاستمراره وتعزيز مكانته. وقال الصويلح لـ«الشرق الأوسط» إن الاجتماع الذي عقد في نوفمبر (تشرين الثاني) المنصرم شهد حضور كافة أعضاء مجلس الإدارة من السعوديين والأميركيين على الرغم من الأشغال والارتباطات الواسعة لمعظمهم، إذ شدد الأعضاء على ضرورة عودة المجلس بقوة إلى الساحة الاقتصادية.

ووفقا للصويلح، فقد حضر الاجتماعَ أعضاءُ مجلس الإدارة من الطرفين السعودي والاميركي، شمل كبار رجال الأعمال في البلدين؛ بينهم رؤساء كبريات الشركات الاميركية «بوينغ»، «إكسون موبيل»، و«شيفرون» وشخصيات الأعمال السعودية البارزة أعضاء مجلس الإدارة.

وأكد الصويلح أن الاجتماعَ شدد على ضرورة تنشيط دور المجلس وتسويق أنشطته في القطاع الخاص لدى البلدين خلال الفترة المقبلة، مضيفا أنهم بدأوا بالفعل زيادة أنشطتهم التسويقية وعقد جدول زيارات منتظم للشركات والمؤسسات الكبرى والمتوسطة والصغيرة العاملة في السعودية، بينما يقوم رئيس المجلس من الطرف الاميركي بذات العمل في الولايات المتحدة. وشهدت السعودية خلال العام الجاري زيارات لمسؤولين حكوميين وممثلي شركات تقدمهم روبرت كيميت نائب وزير الخزانة عندما التقى المسؤولين الحكوميين في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بينما حضرت وفود تجارية اميركية لزيارة مدن الرياض والدمام وجدة في الشهرين الماضيين؛ الأول من ولاية بنسلفانيا ضم 9 شركات، بينما كان الوفد الثاني من ولاية فرجينيا وضم 13 شركة. ويعتبر مجلس الأعمال السعودي ـ الاميركي الوحيد بين مجالس الأعمال المشتركة في السعودية، الذي يعمل بمكتب قائم لمتابعة أعمال المجلس لاسيما أنه يضم بين جنباته عددا ضخم من الأعضاء يبلغ عددهم 300 عضو بينهم 170 من السعودية و130 من الجانب الاميركي يضم في عضويته كبريات الشركات العاملة في كافة الأنشطة والمجالات. وكانت آخر إحصاءات وزارة التجارة الأميركية للنصف الأول من العام الحالي قد كشفت عن قفزة في حجم التبادل التجاري بين السعودية وأميركا مقابل النصف الأخير من العام الماضي، حيث أفصحت أن الفرق بين الصادرات والواردات للنصف الأول من العام الحالي بلغ 27.9 مليار دولار لمصلحة الواردات مقابل 25.2 مليار دولار العام الماضي.

وحقق شهر تموز (يوليو) الماضي أعلى رقم للواردات السعودية، إذ بلغ 7.3 مليار دولار، فيما بلغت الواردات الأميركية من السعودية حتى يوليو (تموز) الماضي 7.3 مليار دولار مقابل واردات بلغت 3.3 مليار دولار. وتتركز أهم السلع الرئيسية التي تستوردها السعودية من أميركا قطع غيار الطائرات والسيارات ومحركات الطائرات، بينما أهم السلع التي تصدرها السعودية إلى أميركا هي زيوت النفط الخام، وبيوتال الأثير الثلاثي الميثيل، وسماد اليوريا، وايثلين الجلايكول.

أمام ذلك، كشف الصويلح عن بدء الترتيبات لاستضافة وفد عقاري اميركي من كافة الولايات المتحدة في فبراير (شباط) من العام المقبل ضمن زيارة مزمعة إلى مدينة حائل شمال السعودية للاطلاع على الفرص العقارية المتاحة هناك، ملمحا إلى التركيز على مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية التي يجري العمل على قيامها ضمن المدن الاقتصادية التي أعلنت عنها السعودية.

وأفاد الصويلح أن العمل قائمٌ حالياً للتنسيق مع إمارة المنطقة والغرفة التجارية الصناعية بحائل، وكذلك مع المنظمين للمعرض لضمان مشاركة الشركات الاميركية العقارية بفعالية أكثر، موضحا أن هناك العديدَ من الشركات في الولايات المتحدة لديها الرغبة في الاستفادة من خبراتها وأموالها خارج الولايات المتحدة بعد إصابة اقتصادها بالركود. وأضاف مدير العلاقات والتسويق بمجلس الأعمال السعودي ـ الاميركي المشترك أن هذه الفعاليات تأتي في سياق الجهود المبذولة من الطرف السعودي هنا والطرف الاميركي هناك لزيادة نشاط المجلس والكشف عن الفرص الاستثمارية المتاحة وتزويد الشركات في البلدين بالفرص المتاحة وسط التركيز على قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة حيث لا تزال الاستفادة منها في كلا البلدين محدودة. ويعمل مجلس الأعمال السعودي ـ الاميركي كمنظمة مشتركة بين قطاعي الأعمال في البلدين لزيادة التجارة الاستثمار ونشر الوعي والتفاهم بين الشركات، حيث تم إطلاق المجلس في ديسمبر (كانون الأول) عام 1993 وأقيمت له مكاتب في العاصمتين الاميركية واشنطن دي سي وعاصمة السعودية الرياض. ويقود مجلس إدارة المجلس من الجانب السعودي عبد العزيز القريشي، وهو محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي السابق والعضو المنتدب لشركة علي القريشي وإخوانه، ومن الجانب الأميركي بيتر جي روبرتسون نائب رئيس شركة شيفرون العالمية.