شركة كرايسلر تغلق مصانعها شهرا ابتداء من اليوم لتفادي الإفلاس

تعيد فتح محادثات الاندماج مع «جنرال موتورز»

TT

أعلنت شركة كرايسلر الأميركية العملاقة للسيارات، أنها ستغلق جميع مصانعها شهرا على الأقل، اعتبارا من اليوم الجمعة نظرا لتراجع مبيعات السيارات، على أمل تفادي الإفلاس.

وقالت «كرايسلر» إن موزيعها لديهم بالفعل مخزون فائض عن الحاجة من الإنتاج مع تراجع مبيعات السيارات على مدار الشهور الماضية، بنسبة لا تقل عن 35 في المائة، لتصل إلى أدنى مستوى لها خلال 25 عاما في الولايات المتحدة. ويجد المشترون صعوبة كبيرة في الحصول على قروض لشراء سيارات وسط أزمة مالية كبيرة، منعت البنوك من الإقراض فيما بينها وللعملاء.

وأوضحت الشركة أن فشل العملاء في الحصول على قروض كان له «تأثير دراماتيكي» على صناعة السيارات وكلفها انخفاضا يتراوح ما بين 20 إلى 25 في المائة في حجم المبيعات الشهرية.

ويأتي إعلان «كرايسلر» بعد أسبوع من رفض المشرعين الأميركيين الأسبوع الماضي الموافقة على تقديم قرض عاجل بقيمة 14 مليار دولار لإنقاذ صناعة السيارات الأميركية. وقالت شركتا كرايسلر وجنرال موتورز، إنهما لا تتوقعان الاستمرار في نشاطهما من دون الحصول على مساعدات من الحكومة الاتحادية.

وكانت «جنرال موتورز» قد أعلنت الأسبوع الماضي هي الأخرى، أنها قد تغلق 30 في المائة من مصانعها في أميركا الشمالية في الربع الأول من عام ،2009 وعزت ذلك إلى تراجع بنسبة 36 في المائة في مبيعاتها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وانخفاض نسبته 41 في المائة في عام 2008، مقارنة بعام 2007. وقالت «كرايسلر» في بيان، إن إغلاق ما إجماله 30 مصنعا «سيبقي على الإنتاج والمخزون لدى الموزعين، متماشيا مع الطلب في السوق الأميركي».

وطالب مديرو شركات جنرال موتورز وكرايسلر وفورد موتور، بالحصول على مساعدات اتحادية لإنقاذ صناعة السيارات. غير أن المشرعين الاميركيين رفضوا الموافقة على القرض قائلين إن أزمة شركات السيارات سببها التقاعس على المدى الطويل عن تحديث وصناعة سيارات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود.

وتدرس إدارة الرئيس جورج بوش التي أيدت خطة الإنقاذ تقديم الاعتمادات الطارئة لصناعة السيارات من حزمة إنقاذ مالية منفصلة، أقرها الكونغرس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

كما أن الازمة تعوق خطط شركات تصنيع السيارات الخاصة بإنتاج سيارات صديقة للبيئة. فقد أعلنت «جنرال موتورز» أول من أمس، أنها ستوقف مؤقتا إنتاج سيارتها تشيفي فولت، وهي سيارة هجينة كهربائية كانت تأمل الشركة طرحها في الأسواق بحلول عام 2010.

وأفادت تقارير صحافية بأن الشركتين بصدد العودة مرة أخرى لاستئناف مفاوضات الاندماج، للتغلب على الأزمة التي تكاد تعصف بالشركتين، بسبب التراجع الكبير في المبيعات، والأزمة التي تواجه صناعة السيارات. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلا عن مصادر مطلعة، أن شركة جنرال موتورز كورب وكرايسلر، أعادتا فتح محادثات الاندماج بينهما، بعد أن أبدت شركة سيربرس كابيتال مانجمنت المالكة لكرايسلر، استعدادا للتخلي عن جزء من ملكيتها في الشركة المنتجة للسيارات.

وقالت الصحيفة انه مع نقص السيولة في الشركتين، أخذت سيربرس زمام المبادرة لإعادة فتح المحادثات التي تعثرت قبل بضعة اسابيع. وأضافت الصحيفة ان احياء المحادثات قد يكون وسيلة لكي تظهر سيربرس لواشنطن أنها تريد التعاون في اعادة هيكلة صناعة السيارات. وتدرس واشنطن حاليا خطة حجمها 14 مليار دولار، لانقاذ صناعة السيارات الاميركية. وتشير تقديرات الخبراء إلى حاجة الشركتين إلى مبلغ عشرة مليارات دولار، لتنفيذ عملية الاندماج التي سينجم عنها أكبر شركة سيارات في العالم من دون منافس.