خادم الحرمين الشريفين: الميزانية الجديدة رغم انخفاض أسعار النفط ستعزز برامجنا التنموية وتزيد ثقتنا باقتصادنا الوطني

السعودية ترصد 475 مليار ريال كأعلى ميزانية في تاريخها

خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يوقع على الميزانية الجديدة للمملكة العربية السعودية للعام 2009 (واس)
TT

أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عن حجم الميزانية الجديدة للمملكة العربية السعودية للعام 2009م، التي بلغت 475 مليار ريال بزيادة مقدارها 65 مليار ريال عن ميزانية العام المالي 2008. وأكد الملك عبد الله، في كلمة ألقاها أمس بمناسبة إعلان الميزانية خلال جلسة مجلس الوزراء التي عقدت برئاسته في روضة خريم، أن الميزانية الجديدة وبالرغم من الانخفاض الحاد في أسعار البترول خلال إعدادها «ستكون تعزيزاً للبرامج التنموية التي تؤدي إلى نمو الاقتصاد الوطني وزيادة الثقة به وتوفير الفرص الوظيفية للمواطنين والمواطنات».

وأشار إلى أنه وجّه باعتماد برامج ومشاريع جديدة تزيد تكاليفها الإجمالية عن 225 مليار ريال بزيادة نسبتها 36 في المائة عمّا تم اعتماده بالميزانية الحالية، مشددا إلى استمرارية رفع مستوى الرعاية الصحية الأولية، ومواصلة دعم برامج معالجة الفقر، والاهتمام بشؤون الشباب والرياضة.

ودعا في كلمته جميع المسؤولين الى الحرص على متابعة تنفيذ المشاريع التي تضمنتها الميزانية لإنجازها وفقاً للمدد المحددة لها، بهدف توفير الخدمات التي يحتاجها المواطن، ولدفع عجلة التنمية الشاملة، وفي ما يلي نص كلمة خادم الحرمين الشريفين:

«بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، إخواننا المواطنين، أخواتنا المواطنات. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بحمد الله وتوفيقه، يسرنا أن نعلن ميزانية العام المالي الجديد 30 ـ1431هـ، التي يبلغ حجمها 475 مليار ريال بزيادة مقدارها 65 مليار ريال عن ميزانية العام المالي الحالي..

إن الميزانية الجديدة، وبالرغم من الانخفاض الحاد في أسعار البترول خلال إعدادها، ستكون ـ بمشيئة الله تعالى ـ تعزيزاً للبرامج التنموية التي تؤدي إلى نمو الاقتصاد الوطني وزيادة الثقة به وتوفير الفرص الوظيفية للمواطنين والمواطنات، فقد وجهنا باعتماد برامج ومشاريع جديدة تزيد تكاليفها الإجمالية عن 225 مليار ريال بزيادة نسبتها 36 بالمائة عمّا تم اعتماده بالميزانية الحالية، وتبلغ ثلاثة أضعاف ما تم اعتماده في بداية خطة التنمية الثامنة التي بدأت قبل أربع سنوات، ففي قطاع التعليم العام والتعليم العالي وتدريب القوى العاملة والعلوم والتقنية والبحث العلمي وبرامج الابتعاث الخارجي، بلغ ما تم تخصيصه لهذا القطاع حوالي 122 مليار ريال، ويمثل أكثر من ربع اعتمادات الميزانية الجديدة..

واستكمالاً للاستثمار في البنية الأساسية لهذا القطاع تم اعتماد مشاريع جديدة لتوفير البيئة المناسبة للتعليم وزيادة الطاقة الاستيعابية للمدارس والجامعات والكليات المتخصصة ومن أبرزها تنفيذ مشروع جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، وجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية وفروعها.

وفي قطاع الخدمات الصحية والتنمية الاجتماعية تم تخصيص ما يقارب 52 مليار ريال لزيادة القدرة الاستيعابية للمستشفيات، ورفع مستوى الرعاية الصحية الأولية، كما شملت الميزانية مواصلة دعم برامج معالجة الفقر، بالإضافة إلى الاهتمام بشؤون الشباب والرياضة. وبلغ ما خصص للإنفاق على قطاعات المياه والخدمات البلدية والزراعة والصناعة والتجهيزات الأساسية ما يقارب 49 مليار ريال.

وفي إطار الاهتمام بهذه القطاعات تضمنت الميزانية مشاريع جديدة للبلديات وإضافات لبعض المشاريع البلدية القائمة، وتعزيز مصادر المياه، وخدمات الصرف الصحي، وحماية البيئة، وسلامة الغذاء والدواء. وفي قطاع النقل والاتصالات وصلت مخصصاته لهذا العام إلى 19 مليار ريال، فقد تم اعتماد مبالغ لتنفيذ طرق جديدة وإكمال وإصلاح العديد من الطرق القائمة، وتمثل تلك المبالغ أعلى ما تم اعتماده حتى الآن للطرق. كما شمل هذا القطاع مشاريع جديدة للموانئ والمطارات. ونرغب إلى جميع المسؤولين الحرص على متابعة تنفيذ المشاريع التي تضمنتها الميزانية لإنجازها وفقاً للمدد المحددة لها، بهدف توفير الخدمات التي يحتاجها المواطن، ولدفع عجلة التنمية الشاملة..

وفي الختام، نحمد الله أن مكننا من تسخير موارد هذه البلاد وطاقاتها للوصول ببلادنا العزيزة إلى ما وصلت إليه من الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لأبناء وطننا الغالين علينا، وتحقيق الرخاء والتنمية، ونسأله ـ جلّت قدرته ـ أن يديم على الجميع نعمه، وأن ينفع الوطن والمواطن بهذه الميزانية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

من جانبه قال إياد مدني، وزير الثقافة والإعلام، لوكالة الأنباء السعودية عقب الجلسة، إن وزير المالية قدم عرضاً موجزاً لمشروع الميزانية الجديدة للدولة، واستعرض الأوضاع الاقتصادية العالمية وتطوراتها وتطورات الاقتصاد الوطني والنتائج المالية للعام الحالي 1428هـ ـ 1429هـ والملامح الرئيسية للميزانية الجديدة. كما بين الوزير مدني، أن خادم الحرمين الشريفين «توجه بالحمد والثناء لله سبحانه على ما أنعم به على هذه البلاد من نعم لا تعد ولا تحصى، والشكر له سبحانه في السراء والضراء، وحث الجميع على شكر الله جل وعلا على ما أفاء به على هذه البلاد وخصها به من النعم، ووجه كل مسؤول أن يراعي الله في كل الأوقات ويعمل على خدمة دينه ووطنه مستشعراً عظم الأمانة التي حُمل إياها». إلى ذلك أوضح وزير الثقافة والإعلام أن المجلس وافق على تغيير اسم جمعية الهلال الأحمر السعودي إلى «هيئة الهلال الأحمر السعودي».