مؤتمر اليورو متوسطي يدرس مشاريع جديدة لتوفير المياه

الأردن من بين 10 دول الأكثر افتقاراً للمياه في العالم

TT

اعتبر وزير المياه الاردني رائد ابو السعود ان ازمة المياه في المملكة التي تعتبر واحدة من بين عشر دول في العالم هي الاكثر افتقارا للمياه سببها الهجرات القسرية المتكررة والتغييرات المناخية وتراجع معدل هطول الامطار. وقال ابو السعود في كلمة خلال افتتاح اعمال المؤتمر اليورو ـ متوسطي حول المياه بمشاركة 24 وزيرا الذي يعقد في الشونة على شاطئ البحر الميت (55 كلم غرب عمان) ـ «تعرفون حجم التحديات التي تواجهها منطقتنا عامة وما نواجهه في الاردن خاصة من اختلال في المعادلة المائية ما بين الطلب والمتاح نتيجة الهجرات القسرية والمتكررة التي شهدها الاردن على مدار السنوات الماضية».

واضاف ان «مياه الشرب هي هاجس يدق ناقوسه في ظل التغيرات المناخية وتراجع معدل الهطول وزيادة الطلب كنتيجة طبيعية للتطورات التي تشهدها المنطقة». واوضح ابو السعود ان «عجز الموازنة المائية في الاردن يتجاوز 500 مليون متر مكعب سنوياً، وان حصة الفرد لا تتجاوز 150 مترا مكعبا سنويا، في حين ان خط فقر المياه عالميا هو الف متر مكعب سنويا». ودعا الوزير الدول المشاركة الى «تعزيز التعاون فيما بينها والعمل من اجل ايجاد الحلول المناسبة لسد الهوة بين وفرة المياه في دول الشمال (حوض البحر المتوسط) وشحها وندرة مواردها في دول الجنوب». واوضحت وكالة الصحافة الفرنسية ان الاردن، الذي يبلغ عدد سكانه نحو ستة ملايين نسمة مع زيادة سكانية سنوية بمعدل 3.5 في المائة، يعتمد على الامطار لسد حاجاته.

ويشهد الطلب على المياه ارتفاعا متواصلا في هذا البلد الذي تدفق اليه نحو 750 الف لاجئ عراقي منذ اجتياح العراق عام 2003.

ويحتاج الاردن الذي تغطي الصحارى 92 في المائة من اراضيه الى 1600 مليار متر معكب من المياه لسد حاجاته عام 2015. ويهدف المؤتمر الى وضع الخطوط العريضة «لاستراتيجية مائية طويلة الامد» في حوض المتوسط وتحديد المشاريع الاولى المتعلقة بقطاع المياه. وكان من المفترض عقد المؤتمر في 29 اكتوبر (تشرين اول) الماضي في الاردن، إلا انه تأجل بسبب خلاف بين الجامعة العربية واسرائيل.

وكانت اسرائيل تعارض مشاركة الجامعة العربية في المؤتمر الى ان اعلن عن اتفاق حول مشاركتها في مؤتمر مرسيليا بفرنسا في 4 نوفمبر (تشرين ثاني) الماضي ويضم الاتحاد من اجل المتوسط 43 دولة (27 دولة في الاتحاد الاوروبي و16 على الضفة الجنوبية للمتوسط) وترأسه حاليا فرنسا ومصر. ويسعى الاردن الى البحث عن مصادر جديدة للمياه. ويعتبر مشروع بناء قناة البحرين التي تربط البحر الاحمر بالبحر الميت الذي تقع على ضفافه اسرائيل والاردن والاراضي الفلسطينية، جزءاً من المشاريع الاساسية التي سيتم مناقشتها خلال المؤتمر. اما الوزير ابو السعود فاعتبر من جانبه ان «مشروع قناة البحر الاحمر ومشروع سحب مياه الديسي الى عمان يشكلان حجر الاساس للامن المائي في المملكة على المدى البعيد». ويُعِدُ البنك الدولي حالياً دراسة حول امكانية تنفيذ مشروع قناة البحر الاحمر تمولها، خصوصا الوكالة الفرنسية للتنمية. وتهدف «قناة السلام» الى منع زوال البحر الميت، البحيرة الطبيعية الاكثر ملوحة على سطح الأرض والأكثر انخفاضا في العالم، والى انتاج مياه الشفة بفضل تحلية مياه البحر.

وأثارت منظمات غير حكومية عدة تحفظات حيال هذا المشروع، متسائلة عن انعكاساته على البيئة. وبالاضافة الى هذا المشروع، هناك مشروع «الديسي» الذي تقدر كلفته بـ600 مليون يورو (944 مليون دولار) الذي يهدف الى جر نحو 100 مليون متر مكعب من المياه من 65 بئرا جوفية من حوض الديسي في الصحراء جنوب المملكة الى عمان عبر انابيب بطول 325 كلم. ووفقا للخبراء، سيكون الحوض قادرا على تزويد عمان بالمياه لخمسين عاماً.