منتدى البلدان المصدرة للغاز يقر ميثاق عمل.. ويرشح سان بطرسبورج مقرا لسكرتاريته

بوتين يقول إن عصر الغاز الرخيص الثمن قد ولى.. وروسيا تحذر الاتحاد الأوروبي من صعوبات

يضم المنتدى كلا من روسيا وقطر وايران والجزائر ومصر وبوليفيا وفنزويلا والنرويج واندونيسيا وليبيا ونيجيريا والامارات العربية المتحدة (إ ب أ)
TT

بدأت أمس الثلاثاء في العاصمة الروسية موسكو محادثات بين كبرى الدول المصدرة للغاز لبحث سبل تعزيز التعاون بينها في ظل مخاوف أوروبية من اتجاه تلك الدول لتشكيل تجمع على غرار منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). وفي اجتماعهم السابع في العاصمة الروسية اقر وزراء الطاقة والنفط والغاز من 12 من البلدان المصدرة للغاز ميثاق المنتدى لعام 2001. يشارك في الاجتماع إلى جانب روسيا 11 دولة أخرى أعضاء في منتدى الدول المصدرة.

واعرب رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أمس في كلمة القاها في الاجتماع عن اعتقاده بان «عصر الغاز رخيص الثمن» يوشك على الانتهاء. وقال بوتين ان «عصر انواع الطاقة رخيصة الثمن والغاز رخيص الثمن يوشك على الانتهاء رغم المشكلات المالية المعروفة» وذلك في اشارة الى الازمة الاقتصادية والمالية العالمية.

وطالب بضروة ان تتسم العلاقة بين المنتجين والمستهلكين بالشفافية، فيما اشار الى ان التقارب بين الدول المنتجة سيساعد على الاستقرار والتخفيف من المخاطر، فيما انتقد بشكل غير مباشر بقوله ان هناك من الدول التي لا تملك ما يكفي من مصادر الطاقة وتدخر ما لديها للمستقبل في الوقت التي تريد فيه التحكم في مقدرات الغير في اشارة غير مباشرة الى الولايات المتحدة التي سبق وأقرت مشروعية التصدي لاية محاولات لتشكيل منظمات على غرار الاوبك في قرار اصدره الكونغرس الاميركي وأوصى وزارة الخارجية على العمل من اجل متابعة الالتزام به. ويضم المنتدى كلا من روسيا وقطر وايران والجزائر ومصر وبوليفيا وفنزويلا والنرويج واندونيسيا وليبيا ونيجيريا والامارات العربية المتحدة.

ووجهت الحكومة الروسية تحذيرا لدول الاتحاد الاوروبي من احتمال ظهور صعوبات في تزويدها بالغاز الطبيعي خلال الفترة القليلة المقبلة. وقالت دوائر اعلامية حكومية في عدد من العواصم الاوروبية انه وفقا لمعلومات حصلت عليها، قامت أخيرا مؤسسة «غازبروم» الحكومية الروسية بالتحذير من ظهور نقص في تصدير الغاز الطبيعي الى الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي، خلال الفترة الانتقالية من العام الحالي الى العام الجديد.

وتجتمع الدول المصدرة للغاز منذ عام 2001 لكن دون أن يكون لها أمانة عامة رسمية.

يذكر أن روسيا دعت في وقت سابق من العام الحالي إلى تكوين ما سمته «ترويكا الغاز» وتضم إلى جانبها إيران وقطر باعتبارها أكبر دول منتجة للغاز على مستوى العالم حيث تنتج معا حوالي ثلث إنتاج العالم من الغاز.

وكان وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل الرئيس الحالي لمنظمة أوبك قد كشف أول من أمس أن اجتماع موسكو سيخلص إلى توقيع اتفاقية إنشاء منظمة الدول المصدرة للغاز كما سيناقش أهدافها وتنظيمها والميزانية المخصصة لها موضحا أن من بين أهداف المنظمة الجديدة التنسيق ما بين الدول المصدرة للغاز ودراسة مشاريع لتطوير إنتاج الغاز إلى جانب إقامة مشروعات مشتركة.

وأضاف خليل أن اجتماع موسكو سيبحث تعيين رئيس المنظمة والأمين العام لها ومجلس المحافظين ورئيس المجلس مشيرا إلى أن أربع دول هي الجزائر وروسيا وإيران وقطر تقدمت بطلب استضافة مقر المنظمة.

وكان مسؤولون روس قد قالوا يوم الخميس الماضي إنه لا يمكن مقارنة التجمع المقترح للدول الثلاث الكبرى في إنتاج الغاز على مستوى العالم وهي روسيا وإيران وقطر بمنظمة أوبك.

وقال أناتولي يانوفسكي نائب وزير الطاقة الروسي إن المنظمة المقترحة يمكن أن تسمى في أفضل أحوالها «ليست أوبك». وقلل المخاوف من أن تسعى دول المنظمة إلى التحكم في أسعار الغاز بالطريقة التي تتعامل بها أوبك مع أسعار النفط حاليا.

ونسبت نشرة اعلامية في برلين الى نائب رئيس الوزراء الروسي فيكتور سوبكوف في موسكو قوله ان «موقف اوكرانيا غير المرن اصبح يهدد ويؤثر سلبا على استقرار تزويد الغاز الطبيعي باتجاه اوروبا». ونوه سوبكوف الى التزام روسيا باطلاع الشركاء في الاتحاد الاوروبي في الوقت المناسب على احتمال حصول صعوبات في تزويدهم بالغاز الطبيعي. ويأتي ذلك بعد وقت قصير من تهديد شركة الغاز العملاقة «غازبروم» بقطع إمدادات الغاز عن أوكرانيا في حال عدم التزام الأخيرة بدفع دين قيمته ملياري يورو. تجدر الإشارة إلى أن 80 في المائة من صادرات الغاز الروسية إلى أوروبا تمر عبر أوكرانيا، وقد وقع خلاف مشابه بين موسكو وكييف منذ 3 سنوات تسبب في توقف إمدادات الغاز الروسية إلى الاتحاد الأوروبي. من جهتها تقول المفوضية الأوروبية أنه ليس هناك من سبب يدعو للقلق هذه المرة لأن كلا من الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا يملكان مخزونا احتياطيا كبيرا. كما تتفاوض روسيا حول إمدادات الغاز مع بيلاروسيا. حيث تشير وسائل إعلامية روسية إلى أن منسك مستعدة للاعتراف باستقلال إقليمي جنوب اوستيا وأبخازيا المنفصلين عن جورجيا والموالين لموسكو مقابل تخفيض سعر الغاز.

وفي وقت سابق من العام الحالي اعلنت مؤسسة فلوكسيس البلجيكية للطاقة في بيان لها انها تخلت نهائيا عن مشروع بناء مستودع أرضي ضخم للغاز في بلجيكا لتخزين الغاز الروسي. وقالت المؤسسة التي تسيطر شركة سياز الفرنسية العملاقة على جزء كبير منها ان الاتفاق المسجل في هذا الاتجاه مع مؤسسة غازبروم الروسية تم الغاؤه دون ان توضح أسباب ذلك. وقال البيان ان إشكاليات اقتصادية ظهرت بين الطرفين ولكن دون تقديم اية تفاصيل.

وكانت غازبروم الروسية تخطط لبناء مستودع أرضي ضخم للغاز الطبيعي في بلجيكا بسعة 300 مليون متر مكعب.

وسبق ايضا ان رحبت المفوضية بالتوقيع على اتفاق بين روما وموسكو لانشاء انبوب غاز بتكلفة قدرها 10 ملايين يورو، واعتبر مفوض شؤون الطاقة في الاتحاد الأوروبي اندريه بيبالغس مشروع غاز ساوث ستريم، الذي اقترحته مجموعة إيني الإيطالية للطاقة وشركة غازبروم بأنه سيكون «إيجابيا» لأوروبا، وقال المسؤول في المفوضية «المشروع سيكون بديلا آخر لإمداد أوروبا بالطاقة، واعتقد أن ذلك مصدر سعادة لنا، كونه يبرز مدى جاذبية السوق الأوروبية واهتمام روسيا» بذلك ومن المقرر أن يضخ أنبوب ساوث ستريم حوالي ثلاثين مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا، ويمر عبر بلغاريا والنمسا وسلوفينيا وإيطاليا. ويعتبر ساوث (خط جنوب أوروبا) ونورث ستريم (خط شمال أوروبا)، المشروعين الأساسيين لخطط إمدادات الغاز الروسية المستقبلية صوب الاتحاد الأوروبي، ويتجنب كلاهما المرور عبر أراضي أوكرانيا التي دخلت سلطاتها في نزاعات متكررة مع موسكو بشأن السياسات التسعيرية.