وادي السليكون الأميركي يغلق أبوابه في أعياد الميلاد

توقعات بالاستغناء عن 26 ألف وظيفة

TT

أعياد الميلاد (الكريسماس) البهيجة تجلب معها هذا العام الكآبة حتى للبقعة الناصعة على الدوام من الاقتصاد الاميركي، ألا وهي وادي السليكون الشهير معقل شركات التكنولوجيا المتقدمة.

فقد قررت شركات عملاقة مثل هيوليت باكارد (إتش.بي) وأدفانسد مايكرو ديفايسيز وسيسكو اغلاق أبوابها بمناسبة عطلة أعياد الميلاد، للمرة الاولى في التاريخ في إطار محاولتها للتدبير في النفقات في مواجهة التراجع الاقتصادي العالمي. فالكثير من الزبائن من الصين إلى الهند الذين ساعدوا صناعة التكنولوجيا في الماضي إبان الاوقات العصيبة في الولايات المتحدة يشعرون الان بوطأة الازمة، الأمر الذي اضطر وادي السليكون إلى استحداث نظام غير مسبوق لأجازات العاملين.

وأوضحت وكالة الانباء الالمانية انه في الوقت الذي يعتبر الكثير من العاملين عطلة الكريسماس شيئا رائعا للاستمتاع بقدر من الترفيه في هذه الفترات الاقتصادية العصيبة، فإن البعض قد لا يقدر على تحمل نفقات العطلة التي تستمر 10 أيام والتي بدأت الاثنين وتستمر مطلع السنة الجديدة. ونظرا لان الموظفين الاميركيين يحصلون على أجازة سنوية مدفوعة الاجر مدتها عشرة أيام في المتوسط سيجد الكثيرون منهم أنفسهم في أجازة بدون راتب خلال العطلة الطويلة بسبب استهلاكهم لرصيد أجازاتهم الهزيلة. لكن تقليص قدر من الدخل في موسم الأعياد أفضل بكثير من البدائل الاخرى في ظل الركود الراهن.

فقد أدت العاصفة الاقتصادية إلى الاستغناء عن أعداد كبيرة من العاملين في شركات مثل مايكروسيستمز وياهو وأدوب سيستمز و«إتش.بي» وأدفانسد مايكرو ديفايسيز. وحتى شركة غوغل العملاقة قلصت خططها للتوظيف بها وخفضت العلاوات الاسطورية التي تمنحها للعاملين في ظل انكماش سوق الاعلانات على الانترنت. كما أن شركة آبل عملاق وادي السليكون الآخر تعاني بسبب الازمة الاقتصادية حيث لم تسجل مبيعات الشركة من حاسبات «ماك» أي زيادة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي مقارنة بنفس الشهر من عام 2007 رغم أن مبيعات منافستها شركة مايكروسوفت من نظام التشغيل ويندوز زادت بنسبة سبعة في المائة. وفي الاسبوع الماضي توقعت شركة الابحاث «آي.دي.سي» انخفاض المبيعات العالمية من الهواتف المحمولة بنسبة 1.9 في المائة وهو أول انخفاض منذ الركود العالمي الناجم عن انهيار شركات الانترنت الذي اشتهر بـ«انفجار فقاعة دوت كوم» في 2001 .

وتوقع الخبير الاقتصادي ليوك تيلي من شركة «جلوبال انسايت» للتنبؤات الاقتصادية أن تستغني شركات وادي السليكون عن 26 ألف موظف وأن تحقق نموا سلبيا نسبته 1.5 في المائة العام المقبل مع ارتفاع أسعار منتجاتها بالنسبة للمشترين الأجانب في ظل زيادة قوة الدولار.

ولكن أيا كانت الآثار السلبية لهذه الازمة الاقتصادية على صناعة التكنولوجيا فإن عدد الذين سيتم الاستغناء عنهم لن يقترب حتى من عدد أكثر من 200 ألف موظف جرى تسريحهم في هذا القطاع عقب انهيار شركات الانترنت في 2001 . ويقول خبراء الاقتصاد إن أحد الدروس المستفادة من تلك الازمة وهو مراعاة الحذر يعد أحد أسباب الاعتقاد أن التراجع الاقتصادي الراهن ربما يكون مجرد وضع طارئ في الطفرة الاقتصادية التي تشهدها منطقة التكنولوجيا.

ويقول الخبير الاقتصادي ريتشارد كارلسون: «لم نصاب بالجنون هذه المرة ولم نقم بتمويل 10 مشروعات جديدة في حين يكفي مشروعان ولم نقم ببناء 10 مبان بينما يكفي مبنيان».