الأسهم الصغيرة تستعيد دور «الحصان الأسود»

مؤشر الأسهم السعودية يمر بمسار أفقي وسط ثبات في قيم التداولات

TT

باتت أنظار المتداولين في سوق الأسهم السعودية تتجه صوب الأسهم الصغيرة بعد أن تحركت بشكل نشط وملموس خلال الأيام المنصرمة وسجلت ارتفاعات متتالية بالنسب القصوى، وسط آمالهم بأن تستعيد دورها وتكون «الحصان الأسود» لسوق الأسهم التي غابت عن الحضور الفاعل فيه من حيث النشاط والكمية.

وشهد المؤشر العام لسوق الأسهم السعودي خلال تداولات اليومين الماضيين مسار أفقيا وسط ثبات في قيم التداولات بعد تسجيله تذبذبات داخل نطاق ضيق والتي لم تتجاوز 70 نقطة صعودا وهبوطا، في الوقت الذي استعادت فيه الأسهم الصغيرة زمام إنعاش حركة التداولات وجذب الأنظار إليها من جديد.

وسجل المؤشر العام تراجعا قوامه 0.09 في المائة ليغلق عند مستوى 4743 نقطة خاسرا 4 نقاط، بينما بلغت قيمة التداولات 3.7 مليار ريال (مليار دولار) توزعت على ما يزيد عن 236 مليون سهم.

ويرى محللون فنيون أن مثل هذه التحركات الجانبية قبل صدور الأخبار توحي بانفجار قوي قادم في تحرك السوق أما (للأعلى أو للأسفل)، مشيرين إلى عملية تحرك الأسهم الصغير والمتوسطة والتي شهدت ارتفاعات قوية في وقت يراهن المراقبون والخبراء على سوء النتائج المالية للربع الرابع من السنة الميلادية والربع الأول في العام المقبل.

وواصلت الأحصنة السوداء ـ بحسب ما يصفه المتداولون ـ تسجيل ارتفاعاتها المتتالية خلال الأيام الثلاثة الماضية في مقدمتها سهم «الأسماك» الذي ارتفع بأكثر من 50 في المائة، إضافة إلى بعض أسهم شركات التأمين التي لبست ثوبا جديدا بعد الخسائر الرأسمالية وهبوطها العنيف خلال الأشهر الماضية، حيث أغلقت 3 شركات على النسب العليا المسموح بها في نظام تداول منها سهمان من قطاع التأمين وسهم من قطاع الزراعة.

وشهدت تداولات الأمس تحركا ملموسا لسهم «إعمار» حيث تصدر قائمة أكثر شركات السوق نشاطا من حيث القيمة والكمية والتي بلغت 368 مليون ريال توزعت على ما يزيد عن 42 مليون سهم أي ما يعادل 18 في المائة من إجمالي تداولات السوق. وفي حديثة لـ«الشرق الأوسط» ذكر الدكتور حمد التويجري أستاذ الاقتصاد بجامعة الملك سعود أن سوق الأسهم السعودي سيعتمد على كيفية التعاطي مع خبر الميزانية، مشيرا إلى أن مقارنة الميزانية بالعام الماضي تصب لصالح الميزانية الأخيرة.

وألمح التويجري الى أن الركود الاقتصادي، يتوقع أن يستمر حتى العام 2010 وهو الذي سيتزامن في نفس وقت النتائج الربع الرابع من العام المقبل حيث ستكون منخفضة لذلك هناك ترقب وحذر لمعرفة المزيد عن أثر هذه الازمة على الأسهم والشركات القيادية بالسوق.

من ناحية أخرى، أفاد لـ«الشرق الأوسط» الأستاذ عبدالحميد العمري عضو جمعية الاقتصاد السعودي أن الفترة الماضية تأثر السوق بالاقتصاد العالمي بشكل كبير مرجعا ذلك إلى المعالجة غير الموفقة من الإعلام والذي تسبب بدوره في هز ثقة المتداولين وزاد من روعهم، وبالتالي لقيت أسواق المال نتائج سلبية.

وقال عضو جمعية الاقتصاد: «إذا استمر السوق دون الافصاحات والشفافية سيمر بمرحلة صعبة خلال نهاية العام المقبل خاصة أن النتائج المالية ستلعب دورا كبيرا بعد أن تتضح تأثيراتها من الازمة المالية».