الأزمة المالية العالمية تدفع «سابك» للتوسع في استثمارات الابتكار

وقعت اتفاقية مع جامعة الملك سعود لإنشاء مركز للتطبيقات البلاستيكية بقيمة 100 مليون دولار

الماضي والعثمان أثناء توقيع الاتفاقية بين سابك وجامعة الملك سعود، ويظهر الأمير سعود بن عبد الله والأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز (تصوير: عبد الله عتيق)
TT

قالت الشركة السعودية «سابك»، أمس، إنها ستكثف من توجهها نحو الابتكار في الصناعات التي تعمل عليها، وذلك من خلال الاستثمار في بحوث ودراسات للتواكب مع ما يحدث في العالم من أزمة اقتصادية عالمية.

وقال المهندس محمد الماضي الرئيس التنفيذي لشركة سابك أمس أمام جمع من الصحافيين في جامعة الملك سعود بالعاصمة السعودية الرياض، ان الشركات القوية دائماً ما تهتم بسمعتها وعالميتها في وقت الأزمات، مما يدفعها إلى التركيز على الابتكارات، مشيراً إلى أن الابتكارات هي التي تخلق الفرص وفرص العمل ومواد جديدة، وبالتالي فيها التي تدفع إلى منافسة جديدة في السوق العالمي. وأضاف أن سابك ستركز في الوقت الحالي على الابتكارات، ولن يكون هناك تخفيض في تكاليف الابتكارات مقارنة بالأمور الأخرى على حد تعبيره، الأمر الذي يدفع إلى تقوية مركز الشركة الابتكاري، مما سيدفعها في المستقبل للتنافس، مؤكداً أن الشركات الكبيرة في أوروبا وأميركا تركز حالياً على البحث والتطوير والابتكار.

وذكر الرئيس التنفيذي لسابك، أن تلك الشركات في الوقت الحاضر لا تخفض في ميزانياتها، بل تعمل على رفعها، مؤكداً أن ضخ مبالغ في عمليات الابتكار تعتبر استثمارا وليس تكلفه، على حد وصفه، مشيراً الى أن بناء العمليات التي تعتمد على العنصر البشري تعتبره سابك «استثمارا». إلى ذلك، وقعت الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» مذكرة تفاهم مع وزارة البترول والثروة المعدنية وجامعة الملك سعود في العاصمة السعودية الرياض، وذلك لإنشاء «مركز سابك لتطوير التطبيقات البلاستيكية» بتكلفة بلغت 375 مليون ريال (100 مليون دولار) على مساحة تصل إلى 100 الف متر مربع.

ووقع كل من المهندس محمد الماضي والدكتور عبد الله العثمان مدير جامعة الملك سعود، مذكرة التفاهم بحضور الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة سابك، والأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز المستشار بوزارة البترول والثروة المعدنية.

وحسب الاتفاقية فأن المركز المزمع إنشاؤه يهدف إلى تطوير التطبيقات البلاستيكية المتخصصة والمتقدمة التي تشمل مجالات صناعية، يطورها البرنامج الوطني لتطوير التجمعات الصناعية، وصناعات أخرى مثل صناعة السيارات والإطارات ومستلزماتها، وصناعات الأجهزة الالكترونية، والأدوات المنزلية، والألياف ومواد التعبئة، والتغليف والأنابيب وملحقاتها ومستلزمات الرعاية الطبية والتطبيقات الناتجة عن مزج «البوليمرات» المختلفة لخدمة الصناعات والزبائن في السعودية وكافة الدول التي تصلها منتجات سابك. وقال الدكتور عبد الله العثمان مدير جامعة الملك سعود، إن توقيع المذكرة يعتبر نقلة نوعية في علاقة الجامعة بالمجتمع الصناعي، وفي مفهوم البحث العلمي بالجامعات السعودية، وذلك لسد الفجوة بين البحث والمستفيد منه وسيكون خيرها لكافة البلاد، مشيراً إلى انه من المتوقع أن يوظف المركز قرابة 100 باحث من المتخصصين والفنيين المتميزين.

وأضاف الدكتور العثمان أن المركز سيسهم في زيادة التوجه البحثي والعلمي في الجامعات وسيعمل علي إيجاد رابطة بين الباحثين في الجامعات والمصنعين النهائيين في مجال صناعات البلاستيك، كما سيتيح المركز فرصة للطلبة للعمل في القطاعات المختلفة في المجالات الصناعية ومنها مراكز الأبحاث، وسيكون نواة للتوسعات المستقبلية في هذا المجال وفتح قنوات اتصال جديدة بين الجامعات والقطاع الصناعي.

وأشار إلى أن وادي الرياض للتقنية يركز على ايجاد تكتلات بحثية تطويرية لقطاعات متكاملة معززة بتقنيات متقدمة، ويتميز بثلاث خصائص أساسية وهي الموقع الجغرافي، وتطوير علاقات تجارية وثيقة مع الصناعات في السوق المحلية، وأخيرا الاستخدام الأمثل للموارد المشتركة.

وأوضح مدير جامعة الملك سعود، أن الجامعة حققت مرتبة متقدمة في التصنيف الإسباني والأسترالي وكذلك متوقع في أغسطس 2009 أن تكون جامعة الملك سعود مصنفة ضمن أفضل 500 جامعة بحثية علي مستوى العالم في تصنيف شنغهاي الصيني، كما أنه من المتوقع في شهر أكتوبر 2009 أن تكون ضمن أفضل 300 جامعة في تصنيف «التايمز». فيما عاد المهندس الماضي الرئيس التنفيذي لشركة سابك ليشير الى أن المركز الجديد، والذي سيطبق أرقي التقنيات ويضم أحدث التجهيزات يتوقع ظهوره مطلع عام 2011، حيث سيتكامل مع مراكز سابك العالمية الأخرى التي امتلكتها عقب استحواذها على قطاع الصناعات البلاستيكية من شركة «جنرال إلكتريك» الأميركية، وسيتم نقل الخبرة بين مراكز الشركة المحلية والخارجية.

وأضاف الماضي أن الشركة ستواصل جهودها ودورها الريادي الفاعل لاستقطاب وتطوير أحدث التقنيات التي تثري المنتجات البلاستيكية في السعودية، وتساعدها علي دخول مجالات جديدة أكثر تقدماً وستكون هناك قيمة مضافة للوطن ولسابك ولجامعة الملك سعود.