أسعار النفط تستجيب نسبياً لجهود «أوبك»

ارتفاع في نيويورك للمرة الأولى منذ عشر جلسات > تراجع الصادرات العراقية من البصرة 68% إلى 552 ألف برميل يوميا

أدى انضمام الإمارات إلى السعودية في خفض الإنتاج إلى زيادة سعر البرميل في جميع أنحاء العالم (إ ب أ)
TT

بدأت أسعار النفط على ما يبدو من ردود فعل بالاستجابة النسبية لجهود منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، لرفع سعر البرميل بعد الخسائر الثقيلة التي مني بها في الفترات السابقة. فقد أغلقت أسعار النفط أول من أمس على ارتفاع منهية تسع جلسات متتالية من التراجع، في ختام جلسة لم تشهد حركة كبيرة غداة أعياد الميلاد مدعومة بقرار الامارات خفض انتاجها ليتطابق مع حصص منظمة الدول المصدرة (أوبك).

وفي سوق نيويورك، اقفل سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود)، تسليم فبراير (شباط)، على 37.71 دولار اي بارتفاع 2.36 دولار قياسا بسعر اقفال الاربعاء الماضي. ويكون سعر البرميل في نيويورك بذلك سجل اول ارتفاع له في خلال عشر جلسات.

وفي لندن، انهى برميل النفط برنت المستخرج من بحر الشمال الجلسة على 38.37 دولار اي بارتفاع 1.76 دولار. وأبلغ وكيل ملاحي رويترز أن صادرات نفط العراق من ميناء البصرة في جنوب البلاد تراجعت أمس 67.5 في المائة الى 552 ألف برميل يوميا من 1.7 مليون برميل يوميا لأول من أمس. ولم يعلم المصدر سبب التراجع لكن الصادرات من ميناء البصرة الذي يضخ نحو ثلاثة أرباع نفط العراق اتسمت بعدم الاستقرار في الشهور الاخيرة. وغالباً ما يكون سوء الاحوال الجوية أو عطل فني وراء تباطؤ معدل الصادرات. وأصبحت التقلبات الجامحة أمرا مألوفا. فقد تراجعت الصادرات الى 984 ألف برميل يوميا يومي الاثنين والثلاثاء من 1.44 مليون برميل الاحد ثم عاودت الصعود الى 1.32 مليون برميل بحلول الاربعاء. لكن تراجع اليوم أشد من المعتاد. وبلغ متوسط معدل الضخ من البصرة على مدى العام المنصرم 1.6 مليون برميل يومياً. وأبلغ مسؤول بشركة نفط الجنوب رويترز أنه لا يستطيع تأكيد سبب التراجع. ولخص مايك فيتزباتريك من مؤسسة «ام اف غلوبال» الوضع بقوله «ان الامارات العربية انضمت الى السعوديين من خلال تأكيدها انها ستحترم تماما خفض حصص اوبك، والسوق ترى في ذلك اشارة ايجابية». وهذان البلدان هما من المنتجين الرئيسيين للنفط داخل اوبك.

من جهته، قال جيمس وليامس من «دبليو تي ار جي ايكونوميكس» «بقدر ما تتلقى السوق معلومات حول اقتطاعات فعالة في اوبك نلاحظ قفزة». وفي الواقع تساور المستثمرين شكوك كبيرة لجهة قدرة الكارتل النفطي على تطبيق تخفيضات الحصص المعلنة، وهم يتنبهون لكل تطور في هذا الخصوص. واوضح فيتزباتريك «حتى وإن كانت الاقتطاعات الاشد المعلنة من قبل الكارتل، فان المحاولات السابقة اظهرت ان التطبيق لم يتعد في افضل الحالات نسبة 80 في المائة».

وفي هذا الاطار، لم تنجح التخفيضات الثلاثة للانتاج التي اعلنتها اوبك في الاشهر الاربعة الماضية في وقف تدهور الاسعار التي خسرت ثلاثة ارباع قيمتها منذ مستويات الارتفاع القياسية التي بلغتها في منتصف يوليو (تموز) الماضي. وتعتبر السوق ان اعضاء الكارتل سيلقون صعوبة في تطبيق الحصص الجديدة بنسبة 100 في المائة لأن ذلك يعني بالنسبة لهم التخلي عن جزء من عائداتهم.

الى ذلك، غادر العديد من المستثمرين السوق الجمعة غداة أعياد الميلاد وعشية عطلة نهاية الاسبوع. على صعيد آخر، أفادت وكالة الطلبة للانباء أن وزير النفط الايراني غلام حسين نوذري، قال أمس ان ايران تستطيع انتاج ما يكفي من الغاز للوفاء بالطلب المحلي حتى في غياب أي واردات من تركمانستان. وتملك ايران ثاني أكبر احتياطات الغاز في العالم لكنها بطيئة في استغلال مواردها. وواجهت نقصا في الغاز الشتاء الماضي مع صعود الطلب وتفاقم الوضع عندما أوقفت تركمانستان إمداداتها متذرعة بمشاكل فنية. واستؤنفت واردات الغاز من تركمانستان في ابريل (نيسان). وقال نوذري ان ايران بدأت انتاج امدادات اضافية لتفادي تكرار النقص الذي حدث الشتاء الماضي.