السعودية تؤكد الاستمرار في جذب الاستثمارات رغم الأزمة المالية العالمية

الدباغ محافظ الاستثمار: سنواصل تحسين البيئة الاستثمارية.. ومنتدى للتنافسية أواخر يناير

عبد المحسن البدر الرئيس التنفيذي لمنتدى التنافسية (يمين) وعمرو الدباغ محافظ هيئة الاستثمار السعودية (تصوير: أحمد فتحي)
TT

قال عمرو الدباغ محافظ الهيئة العامة للاستثمار السعودية إن التحديات التي نتجت عن الأزمة المالية العالمية لن توقف عزم بلاده في جذب الاستثمارات، مشيراً إلى أن المملكة تقف على أرض صلبة تستطيع التعامل مع هذه التحديات وتستطيع من خلالها استقطاب المزيد من تلك الاستثمارات.

وأضاف أن هيئة الاستثمار ستواصل تحسين البيئة الاستثمارية في البلاد، وذلك لسعيها المتواصل نحو استراتيجيتها للوصول إلى مصاف أفضل 10 دول في العالم من حيث تنافسية بيئة الاستثمار في نهاية عام 2010، مشيراً الى أن الأزمة المالية العالمية لا تشكل خطراً على تحسين بيئة الاستثمار.

ووصف الدباغ أن التحدي القادم يتمثل في عدم توقف بقية الدول على دعم بيئتها الاستثمارية، مشيراً إلى أن بيئة الاستثمار في المنطقة ستشهد منافسة شرسة.

وأكد تفاؤله في تدفق رؤوس الأموال إلى السوق السعودية، بسبب مكانة الاقتصاد السعودي والسياسة المتبعة، وزيادة الإنفاق الحكومي في الموازنة الأخيرة، وكل هذه تطمينات للمجتمع الاقتصادي العالمي، لافتاً أن كل ذلك ترجم ذلك في انضمام السعودية إلى مجموعة العشرين. وأشار محافظ الهيئة العامة للاستثمار الى أن الأزمة العالمية ساعدت على استقطاب أكثر من 100 شخصية قيادية عالمية ستناقش حلول الأزمة في أواخر يناير (كانون الثاني) الجاري، وذلك خلال منتدى التنافسية الدولي الثالث، الذي سيرعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وبين الدباغ أن الشخصيات المتحدثة في الدورة الثالثة لمنتدى التنافسية ستتضمن رؤساء دول ووزراء ورؤساء عدد من كبرى شركات العالم، وعددا من القيادات الفكرية العالمية، إضافة إلى العديد من الشخصيات التي واجهت تحديات كبيرة في ظل المتغيرات التي طرأت على الاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى رياضيين ساهموا في توسيع مفاهيم التنافسية.

وأكد محافظ الهيئة العامة للاستثمار أن المنتدى يعقد تحت عنوان «التنافسية المسؤولة في عالم متسارع الأحداث»، وذلك لمناقشة المحددات اللازمة لرفع الدول والشركات تنافسيتها بمسؤولية والتزام بقيم المنافسة الشريفة التي تخدم بلدانها والعالم في وقت يعاني فيه العالم من أزمة اقتصادية عاصفة. وقال الدباغ إن منتدى التنافسية الدولي أصبح من المحطات البارزة في أجندة الأحداث العالمية، كونه يعتبر اكبر منتدى للتنافسية في العالم، بالإضافة إلى ازدياد أهميته كحدث اقتصادي مهم بعد منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس، مشيراً الى أن الاهتمام العالمي بالمنتدى يأتي متوافقا مع السمعة الكبيرة التي تمثلها السعودية في منظومة الاقتصاد العالمي تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين، وما مشاركة المملكة في قمة العشرين إلا دليل على الثقل الاقتصادي التي تحمله السعودية.

وكشف الدباغ أن المنتدى سيشهد الإعلان عن الفائزين بجائزة الملك خالد للتنافسية المسؤولة وجائزة أسرع 100 شركة سعودية من حيث النمو، وجائزة مايكل بورتر للاستراتيجيات الإبداعية، لافتاً إلى أن المنتدى سيكون منصة إطلاق مبادرات جديدة تعنى بتشجيع القطاع الخاص على تبني ممارسات مبتكرة تكون أرضية لمناخ تنافسي مسؤول يتيح لهم المشاركة الفعالة في دعم التنمية على المدى البعيد. وقال الدباغ إن المنتدى يستهدف المساهمة الإيجابية الفعالة والواعية في الفكر العالمي فيما يتعلق بمفاهيم التنافسية، كما يستهدف الاستفادة من طروحات المشاركين والنقاشات التي تتم بين المسؤولين في القطاعين العام والخاص من أجل التحسين التدريجي والمستمر لبيئة الاستثمار في السعودية والذي يلخصه هدف 10 في 10 أي وصول المملكة إلى مصاف أفضل عشر دول في العالم من حيث تنافسية بيئة الاستثمار بنهاية عام 2010 . إلى ذلك أوضح عبد المحسن البدر، الرئيس التنفيذي لمنتدى التنافسية الدولي، ان المنتدى يتضمن نحو 20 حلقة نقاش مفتوحة تتناول أهم القضايا العالمية المعاصرة ذات العلاقة بتنافسية الاقتصادات، وعلى رأسها الأزمة المالية العالمية وكيفية الخروج منها، بالإضافة إلى مناقشة التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي خلال العام الجاري 2009. كما سيتم في هذا المنتدى استكشاف الرابط بين التنافسية والرياضة، وسيتطرق المنتدى إلى مدى تأثير الأزمة الحالية على الاستثمارات الفردية والشركات الصغيرة المتوسطة. وأضاف البدر أن أبرز المشاركين في جلسات المنتدى هم، شينزو ابي رئيس وزراء اليابان الأسبق، وماري روبنسون الرئيس الأسبق لجمهورية آيرلندا، والدكتور مهاتير محمد رئيس الوزراء الأسبق لماليزيا، وجان كريتيان رئيس وزراء كندا الأسبق، إضافة إلى عبد الله زينل وزير التجارة والصناعة، والدكتور محمد الجاسر نائب محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي والمهندس محمد الماضي الرئيس التنفيذي لشركة «سابك».

وأضاف البدر أن متحدثين من قطاع الأعمال وقطاعات أخرى لها تأثيرها الاجتماعي والاقتصادي سيشاركون في أعمال المنتدى، حيث تأتي أهمية وجودهم مضاعفة نتيجة لموجة الخسائر والأزمات الاقتصادية التي تعصف بالكثير من مراكز القوى والشركات العملاقة، حيث يشارك كارلوس غصن رئيس شركة «نيسان»، وتوماس أندرز رئيس شركة «ايرباص»، وبيتر برابك ليتمات رئيس شركة «نستله»، ومحمد عمران رئيس شركة «اتصالات» الإماراتية، إلى جانب عديد من الأسماء في مجال المال والأعمال ومجالات أخرى ومتحدثين يمثلون قادة فكر اقتصادي عالمي وممثلين عن جهات استثمارية عالمية كتوماس روسو نائب رئيس مجلس إدارة بنك «ليمان برذرز» الأمريكي، وبيتر كورور رئيس مجلس إدارة بنك «يو بي إس» وجون تان رئيس مجلس إدارة شركة «ميريل لينش». وأشار إلى مشاركة البروفيسور مايكل بورتر من جامعة هارفارد لإدارة الأعمال، وستيفان جاريلي الأستاذ في جامعة لوزان، ومدير مركز التنافسية الدولي، كما سيشمل المنتدى مشاركة عدد من الشخصيات الناشطة في مجال تنمية المجتمعات الدولية كالدكتور تيموثي شرايفر رئيس مجلس إدارة الأولمبياد الرياضية المختصة بذوي الاحتياجات الخاصة، والسباح الأمريكي مايكل فيليبس حاصد 8 ميداليات ذهبية في دورة الألعاب الأولمبية 2008، والعداء الاولمبي كارل لويس صاحب الأرقام القياسية في العاب القوى الاولمبية والعالمية.

يذكر أن منتدى التنافسية الدولي الثالث سيعقد في الفترة ما بين 25 و 27 يناير 2009، وذلك في العاصمة السعودية الرياض.