تراجع عائدات الاكتتابات في الشرق الأوسط من 6 مليارات إلى 22 مليون دولار بنهاية 2008

السعودية تستحوذ على 78% من أحجام الاكتتابات بالمنطقة

متعاملتان تتابعان حركة الاسهم السعودية. وقد استحوذت السعودية على 78% من عائدات الاكتتاب في الشرق الاوسط العام الماضي (رويترز)
TT

كشف تقرير اقتصادي تراجع نشاط الاكتتاب في الشرق الأوسط بشكل ملحوظ خلال الشهور الأخيرة من عام 2008، حيث عكست نتائج التقرير تراجعا حادا في حجم الاكتتابات الإقليمية خلال شهري أكتوبر(تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، إذ حققت 6 مليارات دولار في 10 صفقات في وقت لم تتجاوز فيه قيمته ما حققته في آخر شهرين من العام المنصرم 22.4 مليون دولار من ثلاثة اكتتابات. واظهر التقرير الذي تصدره شركة ارنست ويونغ العالمية للاستشارات والتدقيق المحاسبي عن احجام الاكتتابات في الشرق الاوسط، ان المملكة العربية السعودية استحوذت على 78% من عائدات الاكتتاب في المنطقة خلال عام 2008، لتتبعها الإمارات العربية المتحدة بـ10.3% ومصر بـ4.7%.

أما على الصعيد العالمي وفقاً للتقرير فبلغت نسبة عائدات الاكتتابات منذ بداية عام 2008 وحتى شهر نوفمبر 37% مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي. ويرجع فيل غاندير، رئيس خدمات استشارات الصفقات في إرنست ويونغ الشرق الأوسط هذا التراجع في الشهرين الاخيرين من 2008 الى انه «كان نتيجة واضحة لمخاوف المستثمرين الحالية وتأثير الأزمة المالية العالمية على الأسواق الإقليمية، إذ لا تقبل الشركات المصدرة للاكتتاب حالياً تقييمات السوق، ولذا يتم تأجيل الاكتتابات التي كانت مقررة بالفعل». ويشير التقرير الى ان مديري الشركات الناجحة عادة ما يبدأون الإعداد لطرح أسهم شركاتهم قبل 12 أو 24 شهراً من الاكتتاب الفعلي. بدوره، يرى المحلل المالي بسام عاجي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» ان حركة الاسواق المالية كانت خير مؤشر على تراجع اكتتابات الشهرين الاخيرين من عام 2008. ويضيف المحلل المالي انه «على الرغم من صعوبة توقع الفترة الزمنية التي سيعود خلالها نشاط الاكتتابات الى سابق عهده، إلا أن الشركات الرائدة ستستغل أوضاع السوق الحالية في سبيل إعداد نفسها بشكل جيد لانتظار الفرصة المناسبة لطرح أسهمها» لكنه يمضي للقول الى انه قبل كل ذلك «تحتاج أسواق المال الإقليمية الى الاستقرار وبناء الثقة من جديد». ويشير التقرير الى تراجع نشاط الاكتتاب عالمياً إلى أكثر من النصف منذ عام 2007.

كما تراجع نشاط الاكتتابات ـ كما يورد التقرير ـ في الأسواق الناشئة، إذ لم تشهد أسواق البرازيل وروسيا والهند والصين سوى 163 اكتتاباً خلال الأشهر الأحد عشر الأولى من عام 2008، بلغت قيمتها 28 مليار دولار. مقارنة مع الفترة ذاتها من العام السابق، التي شهدت 365 اكتتاباً بعائدات وصلت إلى 106.8 مليار دولار. وتميزت الاكتتابات الآسيوية بأكبر عائدات مسجلة حتى هذا التاريخ، إذ بلغت عائداتها 29.7 مليار دولار.

ومن حيث عدد الاكتتابات، تصدرت قارة آسيا مجدداً الأسواق بتسجيل 337 اكتتاباً، بينما شهدت أوروبا 161 اكتتاباً، وأميركا الشمالية 91 اكتتاباً. جدير بالذكر أن 15 اكتتاباً من قائمة أكبر 20 اكتتابا كانت من نصيب الأسواق الناشئة، إذ انخفض الحد المطلوب لدخول هذه القائمة بشكل كبير عما كان عليه عام 2007، مسجلاً 0.85 مليار دولار بعد أن وصل إلى 1.9 مليار دولار في العام السابق. أما بالنسبة لأكبر ثلاثة اكتتابات عالمية من حيث حجم العائدات، فقد احتل اكتتاب مؤسسة فيزا المرتبة الأولى في تاريخ سوق اكتتابات الولايات المتحدة، مسجلاً 19.7 مليار دولار، بينما حقق اكتتاب شركة الصين لإنشاءات السكك الحديدية المحدودة 5.7 مليار دولار. وجاء اكتتاب شركة الطاقة البرازيلية أو جي إكس بتروليو إي غاز بارتيسيباكوس إس أيه في المرتبة الثالثة بعائدات بلغت 4.1 مليار دولار.