تصعيد حاد في خلاف الغاز بين روسيا وأوكرانيا يؤدي إلى قطع الإمدادات

سلوفاكيا تقول إنها ستعلن حالة طوارئ بسبب النقص

يأتي تعطل الامدادات في اسوأ وقت ممكن من العام لان درجات الحرارة المنخفضة تعني ارتفاع الطلب (أ.ب)
TT

أدى تصعيد حاد في خلاف الغاز بين روسيا وأوكرانيا الى قطع الامدادات أمس الثلاثاء عن البلقان وتركيا وجنوب شرقي اوروبا. وحث الاتحاد الاوروبي موسكو وكييف على التوصل لحل للمسألة بحلول مطلع الاسبوع. كما بدأ النظر في عقد قمة مع البلدين.

وقال رئيس المفوضية الاوروبية خوزيه مانويل باروزو، انه ناشد رئيس وزراء روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين ورئيسة الوزراء الاوكرانية يوليا تيموشينكو عدم السماح لخلافهما بأن يؤثر على امدادات الغاز لاوروبا. واعرب عن امله في حل الخلاف لانه اذا لم يحل «فقد يخلق مشاكل لدول اوروبية ليست مسؤولة عن الوضع».

ويأتي تعطل الامدادات في اسوأ وقت ممكن من العام لان درجات الحرارة المنخفضة تعني ارتفاع الطلب. وكانت درجة الحرارة خلال النهار في بلغاريا اليوم خمس درجات مئوية تحت الصفر وبلغت في المجر وهي دولة اخرى متضررة ثلاث درجات مئوية تحت الصفر. وقالت بلغاريا وتركيا ومقدونيا واليونان وكرواتيا ان تدفق الغاز الروسي عبر اوكرانيا توقف مما ادى لما وصفته بلغاريا بأنه «وضع ازمة» في وسط الشتاء.

وقال رئيس الوزراء التشيكي ميرك توبولانك الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، في تقرير لوكالة رويترز من براغ، ان الكتلة الاوروبية تنظر في عقد قمة مع روسيا واوكرانيا بشأن الخلاف. واضاف ان الخيار الذي يجري بحثه مع رئيس المفوضية الاوروبية مانويل خوزيه باروزو ليس مطروحا على المائدة بعد «لاننا نصر على ضرورة ان يصل الجانبان لاتفاق».

وقال نائب رئيس الوزراء التشيكي الكسندر فوندرا «من وجهة نظري يجب ان يتم اتفاق بين موسكو وكييف هذا الاسبوع». واضاف ان الوضع يسوء ويمكن ان يصبح مشكلة خطيرة اذا استمر لعدة ايام.

واصطدمت روسيا مرارا مع زعماء اوكرانيا المؤيدين للغرب بشأن طموحاتهم للانضمام الى حلف الاطلسي. وتنفي شركة غازبروم اي دافع سياسي في الخلاف، وتقول ان المسألة تنحصر في رفض كييف دفع سعر عادل للغاز الذي تحصل عليه. وقالت شركة الطاقة الحكومية الاوكرانية نافتوغاز في بيان، ان امر بوتين بخفض الامدادات يهدد تدفقات الغاز الى عشر دول بينها المانيا اكبر اقتصاد في اوروبا. ولم تتأثر امدادات الغاز الى ألمانيا حتى الان. وافادت دول في جنوب اوروبا وشرقها بحدوث انخفاضات جديدة في امدادات الغاز من روسيا في حين حثت صربيا وبلغاريا الصناعة على خفض الطلب والتحول الى انواع وقود بديلة في اول علامة على ان تعطل الامدادات يضر بالمستهلكين.

وقالت النمسا ورومانيا وهما من اعضاء الاتحاد الاوروبي ان التدفق لهما انخفض بنسبة 90 في المائة و75 في المائة على التوالي. وذكرت شركة المرافق الالمانية «اي.اون رورغاز» انها تتوقع التوقف الكامل للامدادات الى المانيا من اوكرانيا عبر نقطة فيداوس التشيكية الحدودية. وذكر مصدر ايطالي قريب من التطورات ان شركة غازبروم المحتكرة لصادرات الغاز الروسي قالت اليوم انها يمكن ان تضمن امدادات غاز لايطاليا بمقدار سبعة ملايين متر مكعب فقط اي ما يقل عن 20 في المائة عن الكمية المتوقعة. وذكرت وكالة الانباء التشيكية سي.تي.كيه أمس نقلا عن وزير الاقتصاد السلوفاكي لوبومير جاهناتك أن سلوفاكيا ستعلن حالة طوارئ بسبب انخفاض امدادات الغاز من روسيا. وقالت شركة جيوبلين المورد الرئيسي للغاز في سلوفينيا أمس، ان امدادات الغاز الروسي انخفضت بنسبة 90 بالمائة صباح أمس ولكن الوضع «تحسن جزئيا» بعد ذلك.

وقال بوتين مخاطبا اليكسي ميلر كبير المسؤولين التنفيذيين في شركة غازبروم التي تحتكر صادرات الغاز وتسيطر عليها الدولة «نعم.. خفضها اليوم». واضاف ان الشركة يجب ان تبلغ دول الاتحاد الاوروبي بما تفعله. وقالت شركة غازبروم ان اوكرانيا اغلقت ثلاثة خطوط انابيب تصدير روسية في وقت مبكر أمس وذكرت انها رهينة «للسلوك غير المسؤول» من جانب كييف. وقال نائب الرئيس التنفيذي للشركة الكسندر ميدفيديف «طلبت روسيا اعادة الغاز المسروق الذي يعادل 65 مليون متر مكعب».

وقال رئيس شركة نافتوجاز الحكومية الاوكرانية للطاقة، اوليه دوبينا، إن روسيا ربما قررت وقف كل امدادات الغاز الى اوروبا عبر اوكرانيا. ويمكن ان يعرض ذلك للخطر الامدادات الى دول تشمل المانيا اكبر اقتصاد في اوروبا. وتقول غازبروم انها تصدر في العادة حوالي 300 مليون متر مكعب من الغاز يوميا الى اوروبا عبر اوكرانيا اثناء الشتاء في حين تستهلك اوكرانيا حوالي 100 مليون متر مكعب. وتشير احدث انباء عن اغلاق خطوط انابيب الى ان الصادرات عبر اوكرانيا تقل عن 100 مليون متر مكعب وهو ما يعني ظهور نقص في اوروبا خلال يوم او نحو ذلك. وساعد الخلاف في رفع اسعار الغاز في التعاملات في لندن اليوم.

وتطالب غازبروم اوكرانيا بدفع 450 دولارا لكل الف متر مكعب من الغاز بعدما رفضت كييف اقتراحا سابقا بدفع 418 دولارا. ويزيد السعر الذي تطالب به موسكو عن مثلي السعر الذي تقول كييف انها مستعدة لسداده. ويدفع مستهلكو الاتحاد الاوروبي حوالي 500 دولار لكل الف متر مكعب من الغاز الروسي لكن من المتوقع ان ينخفض هذا السعر مع انخفاض اسعار النفط الخام التي فقدت ثلثي قيمتها منذ وصلت الى قمة قياسية في يوليو (تموز) 2008.

واسعار الغاز تتبع اسعار النفط بصورة تقليدية مع فارق زمني يصل الى حوالي ستة اشهر.