فينت سيرف «أبو الإنترنت».. يكشف عن مستقبله في عام 2009

عناوين إلكترونية بكل لغات العالم وشبكة إنترنت فضائية بين الكواكب

TT

كشف العالم الأميركي فينت سيرف، «أبو الإنترنت» ومخترعه، نائب رئيس شركة «غوغل»، عن أحدث المشروعات العملاقة التي تعد لها وكالة ناسا الأميركية وهو «الانترنت ما بين الكواكب»، وقال إنه يعمل على هذا المشروع منذ 10 سنوات، وهو مشروع له علاقة باكتشاف الفضاء ولا يمت بصلة لـ«غوغل»، ويهدف لتدعيم أجهزة الروبوت لاكتشاف الفضاء وهو يحمل آمالا بتغييرات في تكنولوجيا المعلومات في المستقبل. وفي إطار محاضرة ألقاها سيرف أول من امس بمكتبة الإسكندرية بعنوان «مستقبل المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات»، بمناسبة الاحتفال بإطلاق مشروع «المليون محاضرة» (Supercourse for Science)، الذي يقام بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في بطرسبرغ، وبتمويل من الوكالة السويسرية للتعاون والتنمية. قال سيرف «إن الفكرة بدأت حينما توقفت الإشارات اللاسلكية التي ترسلها سفينة فضاء على المريخ في مايو 2008، وجلسنا مترقبين لا نعرف ماذا حدث لها، وفكرنا في خلق شبكة انترنت لعلماء الفضاء عن طريق البروتوكولات القديمة للانترنت، ووجدنا أن ذلك لن يفلح، لأنه سيأخذ 20 إلى 30 دقيقة لوصول البريد الالكتروني، بسبب المسافات البعيدة جدا بين الكواكب وعدم ثباتها، فالانترنت يتعامل مع دول ثابتة، وقد يكون ناجحا داخل السفينة أو المعمل، لكنه لن يكون كذلك بين الكواكب، وقد عثرنا على بروتوكول جديد يتعامل مع هذه المشكلة TDRSS، وسنحدد معايير الاتصال من خلال النظام الجديد IPN أو Inter PlaNet». وأشار إلى أن هذا البرتوكول سيسمح بالاتصال بين المريخ والأرض وكذلك الكواكب الأخرى، ونـأمل في تحقيق ذلك من خلال السفينة EPOXY بعد موافقة ناسا على تطبيق ذلك البرتوكول في عدة محطات فضاء، وبنهاية 2009 سيتم عرض هذا البروتوكول على الهيئة الاستشارية للفضاء لتعميم هذا البروتوكول».

* نقلة كبرى

* وأشار سيرف في محاضرته إلى أن عام 2009 سيشهد نقلة كبرى في تاريخ تكنولوجيا المعلومات، وأوضح أن حجم الانترنت أصبح يستوعب 1464 مليون مضيف، مؤكدا أنه متحمس إلى إتاحة الانترنت في الجزء الفقير من العالم. وعرض لإحصائية عن مستخدمي الانترنت في العالم توضح أن اكبر عدد لمستخدمي للانترنت يوجد حاليا في آسيا وليس أميركا ووصل تقريباً إلى 6 ملايين مستخدم، تليها أوروبا ثم شمال أفريقيا، فالإحصائيات تتغير باستمرار بسبب انتشار الانترنت في أجزاء كبيرة من العالم. وقال «في أميركا أصبح هناك الملايين من المستخدمين يقومون بكل شيء في سبيل الوصول للانترنت؛ فمثلاً أصبحت الثلاجات والتوستر موصولة بالانترنت، أما الاختراع الجديد فهو لوحة التزحلق على الأمواج الموصولة بالانترنت! والتي يستخدمها أحد الشبان في ولاية كاليفورنيا».

وكشف فينت سيرف عن أحدث التغييرات التي ستطرأ على الانترنت في عام 2009 ومنها تقديم عناوين إلكترونية جديدة، مشيرا إلى أن عددها سيبلغ 340 تريليون تريليون تريليون عنوان بكل اللغات وليس اللاتينية وحدها، بهدف إثراء التنوع اللغوي والثقافي على الانترنت، كما أن كل أسماء المواقع سوف تحدد بالحروف الأبجدية وسيكون هناك كود موحد لملايين الصفحات كل لغة على حدة.

وعن قانون مور حول الرقائق الالكترونية، الذي أكد فيه أن سرعتها ستتغير كل 18 شهرا، نفى سيرف صحة ذلك، قائلا إن سرعة الكومبيوتر ثابتة، والسبب في ذلك أن سرعة تدفق المعلومات لا يمكن أن تزيد على هذا الحد، وكشف أن العلماء يعملون حالياً على زيادة الأجهزة والعناصر داخل الرقائق الالكترونية مما يزيد من سرعة تدفق المعلومات وبالتالي سرعة البرامج. وأشار إلى أهمية حفظ المعلومات والبيانات في مكان آمن، مما دفع العلماء للتفكير في حفظها على شبكة الانترنت بحيث تكون متاحة أيضاً في حالة البحث عنها. وطرح مشكلة أخرى وهي انه في عام 3000 لن يكون ويندوز 3000 قادرا على فتح ملفات ويندوز 97 ، فلا يوجد نظام يصمد ألف عام.

وأكد أن الحل هو وجود نظام «سوفت وير» مناسب للحفاظ على المحتوى المعلوماتي عبر السنين، مما يؤكد على ضرورة وجود أفكار خلاقة تضمن تفسير البيانات بعد ألف عام.

* سحابة الإنترنت

* ثم انتقل سيرف إلى فكرة السحابة الكومبيوترية، وهي التي تجسد مركز بيانات يخدم عدة أجهزة، وهي الفكرة التي يعمل عليها العلماء منذ 30 عاماً، وطرح تساؤلات مثل: ماذا سيحدث إذا تعطلت هذه السحابة لسبب ما، فماذا سيحدث للمعلومات، وكيف يمكن حماية هذه المعلومات، وكيف يمكن نقل المعلومات من سحابة إلى أخرى مع الحفاظ على نفس درجة الحماية؟ وأشار الى أن المعلومات يمكن أن تتأثر إذا كانت الأجهزة المتصلة بها تحمل فيروسات، مما يحفز العلماء لعمل نظام دفاعي ضد ذلك.

وفي حديثه عن الجيل الثالث للشبكات، قال إن الحصول على الانترنت في القرى تكلفته أكثر من الحضر مما يخلق الحاجة إلى وجود شركات متعددة تتنافس فيما بينها لتقديم الخدمات الشبكية للمستخدمين. كما أكد على أهمية النطاق القانوني وحماية الخصوصية على الانترنت، ولمح إلى حاجة المجتمع الدولي إلى قانون عالمي ينظم مسألة التوقيع الالكتروني والخلافات الناتجة عن خرق القواعد الالكترونية. كما أكد على أهمية المكتبات الرقمية في القرن الحالي، وكذلك دور المكتبات مثل مكتبة الإسكندرية في توجيه الكتاب إلى وضع مؤلفاتهم في الصورة الرقمية منذ ولادتها، مؤكدا أن ذلك سيوفر الجهد الشاق من رقمنة الكتب الورقية بسحبها على مساحات ضوئية ثم وضعها على الانترنت. وقال: إن الكتاب سيتطور بسرعة كبيرة حيث ستطور الكتب نفسها بنفسها على الانترنت ويصل إلينا ذلك عبر البريد الالكتروني لحظة بلحظة، بل ستخبرنا بفائدة هذا المحتوى لنا. وأكد سيرف على إمكانية ترجمة محتوى الفيديو لذوي الإعاقات السمعية، وقال إن ذلك متاح طالما أننا نستطيع وضع عنوان للفيديو، من خلال التراجم الإحصائية والمبنية على فهم اللغة. وحول مشكلة الرقابة على الانترنت، قال سيرف إن العديد من الحكومات وحتى الجماعات الفردية لديها رغبة في التحكم في المعلومات على الانترنت، وذلك وفقا للمعايير الثقافية، فمثلا الأمور المخلة بالآداب مرفوضة، وهكذا. والرقابة يمكن تطبيقها من خلال قدرة الحكومة على تحديد المعلومات التي تملى على «السيرفر» لكن المستخدمين غالبا ما يتجهون إلى منافذ بديلة. وأبدى تعجبه من كم المدونات الهائل على الانترنت والتي بلغ عددها 200 مليون مدونة. وقال إن هناك 13 ساعة فيديو توضع كل ساعة على موقع يوتيوب وهذا ما لم يكن في حسبان أي من المهتمين بالانترنت. وحول مشكلة قطع كابلات الانترنت، قال سيرف: يعتقد الكثيرون أن القطع في كابلات الانترنت كالقطع في الأسلاك الكهربائية، وإنما إذا حدث القطع في كابل الانترنت فيمكن تفادي ذلك وتحويل العمل من خلال جزء آخر في الكابل، فالانترنت تعمل من خلال مئات الآلاف من المنظمات، فهي ليست محلية والحل حالياً في استخدام الأقمار الصناعية. وعبر سيرف عن فخره كونه أصبح جزءا من التاريخ الطويل للمعرفة بمكتبة الإسكندرية، والذي كان قد بدأ في المكتبة القديمة والذي يمتد في مكتبة الإسكندرية الجديدة.