«ماركس آند سبنسر» تغلق بعض فروعها وتلغي 1230 وظيفة بعد انخفاض مبيعاتها

البنك المركزي البريطاني قد ينزل بسعر الفائدة قريبا من الصفر

تراجعت مبيعات متجر «مقياس النشاط التجاري» البريطاني بنسبة 7.1% في الربع الأخير من2008 (إ.ب.أ)
TT

كشفت سلسلة متاجر «ماركس آند سبنسر» (إم أند إس) البريطانية الكبرى لبيع الملابس والأغذية أمس الأربعاء عن أسوأ أرقام للمبيعات لعشر سنوات، وقالت إنها تعتزم إلغاء ما يصل إلى 1230 وظيفة وتغلق بعض فروعها الصغيرة التي تقدم فيها السندويشات والوجبات السريعة والتي أصبحت مشهورة باسم للمأكولات فقط (سيمبلي فوود).

وقالت إن مبيعاتها في بريطانيا هوت بنسبة 7.1 في المائة خلال الثلاثة عشر أسبوعا المنتهية في 27 ديسمبر (كانون الأول) وهو أكبر هبوط مقارنة بالفترة نفسها منذ عام 1999.

تجدر الإشارة إلى أنه ينظر إلى الشركة، التي لها فروع في الخارج في أوروبا وآسيا، باعتبارها مقياسا للنشاط التجاري في الشارع البريطاني. وفي إعلاناتها التجارية تقدم المتاجر نفسها قاصدة تمييز نفسها عن غيرها مدعية ان ما تقدمه ليس أي ماكولات وانما وجبات «ام أند إس». وهذه الصورة التي قدمتها عن نفسها استخدمتها وسائل الاعلام البريطانية في تشخيصها للأداء السيئ للمتاجر البريطانية قائلة «انه ليس أي انهيار اقتصادي انه انهيار إم أند إس». وتوظف «ماركس آند سبنسر» حوالي 70 ألف شخص في بريطانيا. وتعتزم إغلاق 27 متجرا سيترتب عليه تسريح ما يصل إلى 780 عاملا، كما سيتم إلغاء ما يصل إلى 450 وظيفة في مكتبها الرئيسي.

وكان الرئيس التنفيذي للمتاجر، السير ستيوارت روس، قد افتتح 168 متجرا للمأكولات فقط في مارس (آذار) 2007 لكنه ينوي الآن اغلاق بعضها التي لم تجن الأرباح. ورغم أن نطاق إلغاء الوظائف يأتي بشكل معتدل نسبيا، فإن ما يحدث من تطورات في سلسلة المتاجر يعتبرها محللون مؤشرا رئيسيا على مناخ الأعمال الحالي وتوقع حدوث عمليات إلغاء كبيرة للوظائف في القطاعي التصنيعي والتجزئة خلال العام الجاري.

اغلاق «إم أند إس» لمتاجرها يعني ايضا ايجاد مساحات جديدة أخرى فارغة في شوارع التسوق في بريطانيا مما سيزيد الضغط على السوق العقاري ايضا. وقد اصبح هناك اكثر من 400 متجر فارغ في شوارع التسوق الرئيسية بعد اغلاق العديد من متاجر التجزئة ابوابها خلال الأيام الماضية مثل متاجر «وولوورث» و«بيير» و«آدامز اند باشن» وغيرها.

وقالت مؤسسة «كينغ ستيرج» للاستشارات العقارية انه ستكون هناك مساحة 14 مليون قدم مربع فارغة في بريطانيا خلال العام الحالي، أي ما يعادل مساحة 9 مراكز تسوق بحجم «ويستفيلد مول» الذي افتتح ابوابه في نوفمبر (تشرين الثاني) في غرب لندن. ومن جانب آخر قال اتحاد البناء الوطني هذا الأسبوع ان أسعار المساكن في بريطانيا انخفضت بنسبة 2.5 في المائة في ديسمبر (كانون الاول) مما يجعل 2008 أسوأ عام لهذا القطاع على الاطلاق، اذ انخفضت اسعار البيوت خلاله بما يقارب 16 في المائة. وقدر الاتحاد ان خسارة متوسط سعر البيت بنحو 30 الف استرليني (43630 دولارا) في العام الماضي بانخفاض بنسبة 15.9 في المائة عن العام السابق وهو معدل انخفاض سنوي قياسي. وقدرت بعض المصادر الأخرى المعنية في اسعار سوق العقار بأن الأسعار قد تنخفض الى ما كانت عليه عام 2006. وانكمش الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.6 في المائة بين شهري يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول) من العام الماضي، حسب الأرقام الرسمية.

ويتوقع الخبراء ان يقوم البنك المركزي البريطاني اليوم بخفض سعر الفائدة إلى أقل من 2 في المائة مقتربا بها من الصفر وذلك على خطى الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والمركزي الأوروبي والمركزي الياباني. وفي تصريح سابق قال تشارلز بين نائب محافظ البنك المركزي ان هبوط أسعار الفائدة الى الصفر في بريطانيا احتمال قائم وان الأمر قد يتطلب ضخ مزيد من رؤوس الأموال في القطاع المصرفي.

وقال بين لصحيفة «فاينانشال تايمز»: «علينا أن نسلم بأن هذا احتمال قائم». وأضاف «بالطبع فان أسعار الفائدة مازالت عند اثنين في المائة ولذلك فأمامنا هامش للحركة، لكننا بالطبع قد نجد أنفسنا نخفضها الى ما يقرب من الصفر».