إسبانيا تستعد لاستقبال 15500 عاملة مغربية للعمل في حقول التوت

نسبة رجوعهن إلى المغرب بعد انتهاء عقود العمل ارتفعت إلى 95%

TT

على غير العادة، استقبل المركب الرياضي سيدي يوسف بن علي بمراكش، أكثر من ألف امرأة مغربية، جئن على أمل أن يتم انتقاؤهن للعمل الموسمي لجني التوت بمنطقة «ويلبا» بالجنوب الإسباني.

ويدوم موسم جني التوت في منطقة «ويلبا» الإسبانية ما بين ثلاثة وستة أشهر. وطبقا للقانون الإسباني، فإن العاملات الموسميات ملزمات بالرجوع إلى المغرب بعد انتهاء مدة عقد العمل. ويترتب عن احترام التزام العودة من طرف العاملة الاستفادة تلقائيا من عقد عمل في السنة الموالية. وعرف عدد فرص الشغل الموسمية، المقترحة في إطار مشروع إينياس كرطاية «برنامج التسيير الشمولي للهجرة الموسمية»، تزايداً مهما وصل إلى 15500، منها 9100 منصب جديد، والباقي يشمل العاملات المعيدات.

وبحسب إحصائيات صادرة عن الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (أنابيك) فقد عرفت سنة 2004 نسبة رجوع لم تتجاوز 20 في المائة، من بين 833 عاملة موسمية، وفي سنة 2005 ارتفعت النسبة إلى 57 في المائة بين 1722 عاملة مستفيدة، وفي سنة 2006 ارتفعت النسبة إلى 95 في المائة بين 4632 عاملة، فيما توجد النسبة الخاصة بسنة 2007 في مرحلة التقييم، مع العلم أن عدد المستفيدات بلغ 8341.

ويؤكد عقد العمل على احترام التزام العودة إلى المغرب، والتأشير بالعودة على جواز السفر لدى القنصلية الاسبانية بطنجة. وجواباً عن سؤال لـ«الشرق الأوسط»، تناول ارتفاع عدد المستفيدات من 833 في سنة 2004، إلى ما يزيد عن 15500 في سنة 2008، قال كمال حفيظ المدير العام للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل (أنابيك)، إن «هذا الارتفاع دليل على أن الاسبان مهتمون بالعملية ومرتاحون لها، وهم يعبرون عن هذا الارتياح، حين يقارنون بين الأرقام والنسب مع دول أخرى مثل بلغاريا ورومانيا، حيث تقل النسب المخصصة لمثل هذه البلدان، في حين ترتفع النسبة المخصصة للمغرب». وبخصوص سؤال تناول سر الارتفاع في نسبة الرجوع إلى المغرب، بعد انتهاء عقد العمل، حيث مرت من 20 إلى 95 في المائة، قال حفيظ إن «ذلك يرجع إلى أن طريقة الانتقاء صارت جيدة، وأن الاختيار يتم على أساس الكفاءة، من جهة أن شروط العمل صارت تتطلب أن تكون المستفيدة مقيمة بالبادية، ولها أبناء تقل أعمارهن عن 14 سنة، مع خبرة في العمل بالضيعات الفلاحية».

وتتحدد شروط العمل في حقول الجنوب الإسباني في عقد عمل لا يقل عن ثلاثة أشهر، وراتب يتراوح بين 34 و37 يورو عن كل يوم عمل، من ست ساعات ونصف، مع إمكانية العمل لساعات إضافية مؤدى عنها، كما أن السكن مؤمن من طرف المشغل، فيما مصاريف الأكل تبقى على حساب العاملة، والتغطية الصحية مضمونة، مع عطلة أسبوعية ليوم واحد، وتكون مصاريف التنقل من طنجة إلى مقر العمل بإسبانيا على حساب المشغل.

وتمر عملية الانتقاء عبر ست مراحل، أهمها مرحلة الإخبار، ثم التسجيل الأولي، وبعد ذلك يتم الانتقاء، من طرف المشغلين الاسبان، فيما تتكلف الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (أنابيك) بالدعم اللوجستيكي، كما تنظم لفائدة العاملات، اللواتي تم انتقاؤهن، ورشات ارشاد، تتناول ظروف ونظام الحياة والعيش والعمل بإسبانيا، عامة، ومنطقة «ويلبا»، بشكل خاص.

وتجدر الإشارة إلى أنه في إطار الاتفاقية المبرمة بين حكومتي المغرب وإسبانيا، في مجال الحماية الاجتماعية، في شقها المتعلق بالعمال الموسميين، فإن العاملات يستفدن مع أفراد العائلة القاطنة في البلد من التغطية الصحية خلال فترة العمل باسبانيا.