الصين تزيح ألمانيا من موقعها كثالث أكبر اقتصاد في العالم

مع احتمالات انكماش الناتج المحلي لألمانيا إلى أدنى مستوى له منذ الحرب العالمية الثانية

صورة ارشيفية لأحد مراكز التسوق (شوبينغ مول) في العاصمة بكين (ا.ب)
TT

احتل الاقتصاد الصيني المرتبة الثالثة عالميا بعد اعلان بكين أمس الاربعاء ان النمو الاقتصادي الصيني في العام 2007 فاق المتوقع مما يضع الصين تلقائيا في المرتبة الثالثة عالميا أي قبل ألمانيا.

وكشفت بيانات صدرت أمس الأربعاء أن الصين حصلت على مركز ألمانيا كثالث أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة واليابان. وأصدر مكتب الإحصاء الوطني في بكين أرقاما مصححة لعام 2007 عدل فيها معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي بالارتفاع من 9ر11 إلى 13 في المائة في أكبر زيادة منذ عام 1993. وقال خبراء إن أرقام الناتج المحلي الإجمالي كلها قد عدلت بالارتفاع بمقدار 6ر777 مليار يوان (8ر113 مليار دولار) أو ما يوازي 1ر3 في المائة ليصل حجم الناتج إلى 73ر25 تريليون يوان وهو ما يتجاوز الناتج الألماني. وأعلن مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني أمس الأربعاء أن النمو الاقتصادي للبلاد تباطأ إلى 3ر1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام الماضي.

وكان الاقتصاد الألماني قد سجل نموا قويا عام 2007 نسبته 5ر2 في المائة قبل أن يدخل في مرحلة ركود خلال الربع الثالث من العام الماضي. وأظهر فيض من البيانات أن التباطؤ في أكبر اقتصاد في أوروبا قد بدأ يستجمع قوته سريعا مع اقتراب العام الماضي على نهايته.

وكان اقتصاد ألمانيا قد سجل نموا خلال الربع الأول من العام الماضي بمعدل 1.4 في المائة قبل أن ينكمش بمعدل 0.4 في المائة خلال الربع الثاني ثم ينكمش بمعدل 0.5 في المائة خلال الربع الثالث. ويخشى الخبراء من احتمالات انكماش الناتج المحلي لألمانيا خلال العام الحالي بنسبة 2.2 في المائة في ضوء تدهور أداء الاقتصاد إلى أدنى مستوى له منذ الحرب العالمية الثانية.

وكان مكتب الإحصاء الاتحادي قد أعلن الأسبوع الماضي تراجع الصادرات الألمانية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بنسبة 10.6 في المائة وهو ما يؤثر بشدة على أداء الاقتصاد بشكل عام نظرا لآن الصادرات هي قاطرة نمو الاقتصاد الألماني. واعلنت رين هيانفانغ المحللة لدى مؤسسة «غلوبال انسايت» لوكالة فرانس برس «يدل ذلك على ان وتيرة الاقتصاد هذه السنة اقوى مما كنا نتصور». وقالت نقلا عن تقديرات البنك الدولي «ان هذه الارقام تعني ان الصين تجاوزت المانيا». واضافت «ان الاقتصاد الالماني وصل الى 3300 مليار دولار في 2007 في حين يمثل الاقتصاد الصيني اكثر من ذلك».

واستنادا الى معطيات البنك الدولي، فان الصين تحتل بالتالي المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة (13800 مليار دولار في 2007) واليابان (4400 مليار دولار في 2007 ايضا).

وأصبحت الصين الاقتصاد الرابع في العالم في 2005 ذلك ان نموها الاقتصادي سجل 10.4 في المائة وسمح لها انذاك بتجاوز فرنسا وبريطانيا وايطاليا. وستعلن بكين الاسبوع المقبل النمو الاقتصادي للعام 2008 مع مؤشرات مهمة اخرى في حين يشهد الاقتصاد فترة تقلص منذ منتصف 2008.

وحذر البنك الدولي من ان الاقتصاد الصيني سيشهد نموا من 7.5 في المائة في 2009، وهي ادنى مستوى له منذ 1990.

قبل ثلاثين سنة كان اقتناء دراجة هوائية في الصين يعد كنزا، اما اليوم فيجمع عدد من رجال الاعمال في هذا البلد الطائرات الخاصة والسيارات الرياضية. وقال مسؤول في مجموعة «بلو انك» التي تنشر ثماني مجلات عن المنتجات الفاخرة ان «ثقافة التسلية بدأت تتغلغل في المجتمع الصيني. اصبح في هذا البلد طبقة من المستثمرين باتوا يفتخرون بنجاحاتهم ولا يخشون التباهي بها». وقال روبرت هوجوورف الذي يدرس هذه الاوساط منذ اكثر من عشر سنوات وصاحب قائمة اكبر الثروات الصينية ان الاثرياء في الصين «واثقون من انفسهم». واضاف «انهم يدفعون نسبة اعلى من الضرائب ويوظفون عددا اكبر من الاشخاص وتأخذ السلطات نفوذهم في الاعتبار ويعمل 15 في المائة منهم في هيئات سياسية وطنية».

وكانت اول قائمة نشرت في 1999 لأثرياء صينيين تزيد ثرواتهم عن ستة ملايين دولار ضمت 50 اسما. اما القائمة الاخيرة فهي تضم الف اسم تزيد ثرواتهم عن مائة مليون دولار.