المؤسسات الأوروبية تهدد باللجوء للقضاء بشأن ضخ الغاز

بوتين يطالبها بالضغط على كييف

TT

اضطرت المؤسسات التابعة للاتحاد الاوروبي في بروكسل الى تشديد لهجتها في التخاطب مع كل من روسيا واوكرانيا بشأن أزمة عدم وصول الغاز الروسي الى الدول الاعضاء في الاتحاد عبر الاراضي الاوكرانية. وما بين الانتقادات والتهديد باللجوء الى القضاء، جاءت البيانات والتصريحات التي صدرت عن كبار المسؤولين الاوروبيين لتعبر عن ذلك. فقد هدد الجهاز التنفيذي الاوروبي أمس، باللجوء الى القضاء في حال عدم التحرك السريع من جانب موسكو وكييف، لإنهاء الازمة وإلزام شركتي: «غازبروم» الروسية، و«نفتوغاز» الاوكرانية، بتنفيذ الاتفاق الاخير الذي جرى التوقيع عليه من الجانبين، بحضور الاتحاد الاوروبي.

وقال رئيس المفوضية مانويل باروسو انه سيطلب من شركات الطاقة الاوروبية التقدم بشكوى قضائية ضد طرفي الأزمة، وخاصة بعد ان تزايد النقص في الغاز، الذي تعاني منه عدة دول اوروبية، وخاصة في شرق اوروبا، ووصلت الامور الى مرحلة خطرة في تلك الدول.

ومن جانبه وجه رئيس البرلمان الاوروبي هانز بوترينغ انتقادات لكل من موسكو وكييف بسبب تعطل تنفيذ الاتفاق وقال بيان للبرلمان الاوروبي «نشعر بالقلق من جراء تعطل استئناف ضخ الغاز من جديد لدول الاتحاد الاوروبي من روسيا عبر اوكرانيا». ونيابة عن اعضاء البرلمان طالب رئيسه بوترينغ كلا من كييف وموسكو الالتزام بتنفيذ الاتفاق الاخير والسماح للمراقبين الاوروبيين من التاكد ان الغاز بدأ يتدفق وبشكل طبيعي ليصل للدول الاعضاء، وقال «هذا النزاع الثنائي يجب ان ينتهي، ويريد الاتحاد الاوروبي ان يطمئن على ان روسيا واوكرانيا شركاء موثوق بهما، وفي نفس الوقت تحقيق مصلحة المواطنين الاوروبيين، الذين يواجهون ظروفا صعبة بسبب نقص الغاز في بعض الدول».

وتوقفت شحنات الغاز الروسي الى اوروبا على خلفية نزاع بين موسكو وكييف اللتين تتبادلان الاتهامات حول الجهة المسؤولة عن وقف الإمداد بالغاز.

ومن وجهة نظر العديد من المراقبين في بروكسل تأتي هذه التصريحات في تصعيد «غير مسبوق» للهجة الأوروبية تجاه كل من أوكرانيا وروسيا اللتين تعهدتا بالعودة إلى ضخ ونقل الغاز إلى أوروبا منذ صباح الثلاثاء، الأمر الذي لم يحدث «بسبب مشاكل تقنية»، مما أثار استياء الأوروبيين الذين يعتبرون أن الشروط توفرت كاملة للعودة إلى الوضع الطبيعي ورفضهم في الوقت نفسه التدخل في الشق التجاري من النزاع بين موسكو وكييف. وكان فيران تاراديلاس، الناطق باسم المفوض الأوروبي المكلف شؤون الطاقة أندرياس بيبالغكس، قد أكد بأن الجهاز التنفيذي الأوروبي، يأمل في ألا تضطر الشركات الأوروبية العاملة في مجال الغاز، إلى اللجوء إلى القضاء، لدفع مثيلاتها الأوكرانية والروسية، إلى الالتزام بالعقود الموقعة، قائلا «نرجو ألا نصل إلى هذه المرحلة»، وعبرت المفوضية الأوروبية عن استيائها لعدم وصول الغاز الروسي إلى بلدان الاتحاد أمس، ما دفع رئيس الوزراء التشيكي ميريك توبولانيك، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، إلى الاتصال هاتفياً بنظيرته الأوكرانية يوليا تيموشينكو، طالباً منها الاستفادة من الخبرات الأوروبية المتواجدة ميدانياً في حل المشاكل التقنية التي تواجهها أوكرانيا، من أجل العودة إلى نقل الغاز بشكل طبيعي، وذلك على خلفيات تأكيد المسؤولة الأوكرانية بأن بلادها واجهت مشاكل تقنية منعتها من العودة إلى العمل بشكل سليم.

ودعا رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين المفوضية الاوروبية الى مضاعفة ضغوطها على اوكرانيا للسماح بمعاودة عبور الغاز الروسي للاراضي الاوكرانية في اتجاه اوروبا. وقال بوتين خلال لقائه نظرائه البلغاري والمولدافي والسلوفاكي في نوفو اوغاريفو في جوار موسكو ان «ممثلي المفوضية الاوروبية يمكنهم استخدام نفوذهم في شكل اكبر لدى اوكرانيا لضمان امداد (اوروبا) بالغاز» عبر اوكرانيا. واتهمت كييف المجموعة الروسية العملاقة غازبروم بانها جعلت نقل الغاز الروسي الى اوروبا مستحيلا تقنيا، بحسب المتحدث اسم شركة نفتوغاز الاوكرانية للمحروقات. وقال المتحدث باسم نفتوغاز فالنتين زيمليانسكي لوكالة فرانس برس «لا يمكننا تقنيا ارسال الغاز الى حيث يريدونه»، اي الى اوروبا. واوضح المتحدث ان المشاكل «هي نفسها» التي كانت قائمة امس عندما لم يتأمن نقل الغاز على الرغم من استئناف شحنات الغاز الروسي.واكد رئيس شركة نفتوغاز الاوكرانية اوليغ دوبينا أمس الأول ان كييف لا تؤمن نقل الغاز الى اوروبا لان ذلك سيلزم اوكرانيا بحرمان اربع مناطق من الغاز ذلك ان موسكو ضخت هذه الشحنات في انبوب للغاز غير موصول بشبكة التصدير. ورفضت غازبروم هذا التفسير.