انخفاض أسعار «بنك أوف أميركا».. وخسائر ميريل لينش تتعدى 15 مليار دولار

وزير الخزانة الأميركي في أول يوم عمل له يتهم الصين بالتلاعب بعملتها

TT

انخفضت اسعار اسهم «بنك اوف اميركا» انخفاضا حادا بعد انتشار انباء عن اجتماع مديري المصرف لمناقشة مستقبل الرئيس التنفيذي السابق لميريل لينش جون ثين مع المصرف.

وقد ظهرت تلك المعلومات، التي كشفت عنها شبكة تلفزيون «سي ان بي سي» بعد انتشار أنباء عن ان ميريل لينش، الذي من المتوقع ان يعلن خسائر قيمتها 15.45 مليار دولار في الربع الأخير من العام الماضي، قرر منح مكافآت قبل ايام من استكمال صفقة شراء بنك اوف اميركا له في اول شهر يناير (كانون الثاني) الحالي.

واشارت شبكة «سي ان بي سي» ان كين لويس الرئيس التنفيذي لبنك اوف اميركا التقى مع كبار المسؤولين امس لمناقشة وضع ثين. وتجدر الإشارة الى انه بعد الاتفاق على عقد بيع ميريل لينش في الخريف الماضي، وسط ازمة القروض، وافق ثين على الاستمرار في العمل رئيسا لقسم إدارة الثروات في المصرفين.

وقد رفض متحدث باسم بنك اوف اميركا التعليق على الاجتماع المحتمل. وذكرت وكالة انباء الاسوشيتدبرس، التي اذاعت النبأ، ان بنك اوف اميركا تعرض لانتقادات متزايدة في الأسابيع الأخيرة لاستحواذه على ميريل لينش. وقد أجبرت عملية الاستحواذ بنك اوف اميركا على طلب استثمارات ثانية تقدر بمليارات الدولارات من الحكومة لكي تتمكن من استيعاب الخسائر المتزايدة لمصرف ميريل لينش. وقد اعلن بنك اوف اميركا امس انه كان على علم بقرار ميريل لينش دفع المكافآت قبل موعدها.

وقد أوضح المتحدث باسم بنك اوف اميركا سكوت سيلستري «كانت ميريل شركة مستقلة حتى اول يناير 2009. وقرر جون ثين دفع مكافآت نهاية العام في ديسمبر (كانون الاول) الماضي، بدلا من موعدها التقليدي في شهر يناير. وقد جرى إبلاغ بنك اوف اميركا بالقرار».

وقد انخفضت اسعار اسهم بنك اوف اميركا 93 سنتا أي 13.9 في المائة حيث بلغ سعر السهم 5.75 دولار في التعاملات المبكرة، في الوقت الذي انخفضت فيه السوق بصفة عامة انخفاضا كبيرا. وكان بنك اوف اميركا قد توصل الى اتفاق مع الحكومة في الأسبوع الماضي للحصول على 20 مليار دولار أضافية في أطار برنامج وزارة الخزانة الاميركية للاستثمار في المصارف. كما وافقتا الحكومة على دعم الخسائر في أصول اخرى. وكان البنك قد تلقى من قبل 25 مليار دولار في اطار البرنامج.

وفي الوقت ذاته اعلن تيموثي غايتنر الذي عينه الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما وزيرا الخزانة، في رد خطي على اسئلة اعضاء مجلس الشيوخ نشر أمس الخميس، ان «دولارا قويا يصب في المصلحة الوطنية» للولايات المتحدة. واوضح غايتنر ان الرئيس اوباما يعتبر ان الصين «تتلاعب» بقيمة عملتها وينوي انتهاج دبلوماسية تجارية «هجومية» حيالها.

وقال غايتنر للجنة الشؤون المالية في مجلس الشيوخ التي وافقت على تعيينه أمس ان «الرئيس اوباما، مدعوما باستنتاجات عدد كبير من الاقتصاديين، يعتقد ان الصين تتلاعب بعملتها». واضاف ان «الرئيس اوباما التزم بصفته رئيسا بان يستخدم وبقوة كل السبل الدبلوماسية المتاحة من اجل تغيير الممارسات الصينية المتعلقة بالعملات».

ومن ناحية اخرى اظهر بيانات حكومية امس الخميس أن عدد الاميركيين العاطلين عن العمل الذين طلبوا اعانات بطالة للمرة الاولى ارتفع الاسبوع الماضي بمقدار 62 ألفا متجاوزا التوقعات لاستمرار تداعيات الركود الاقتصادي على سوق العمل.

وقالت وزارة العمل ان عدد الطلبات المقدمة للمرة الاولى ارتفع الى 589 ألفا في الاسبوع الذي انتهى في 17 يناير الحالي من 527 ألفا في الاسبوع السابق. وهذا هو أعلى مستوى للطلبات منذ الاسبوع الذي انتهى في 20 ديسمبر (كانون الاول) الماضي الذي تساوى فيه عدد الطلبات الجديدة مع الاسبوع الاخير. وبلغ متوسط توقعات المحللين للطلبات 540 ألفا في استطلاع أجرته رويترز.

ألقى ركود الاقتصاد الأميركي بظلاله الكثيفة على أداء شركة «إي باي» للمزادات والتجارة عبر الإنترنت خلال الربع الأخير من العام الماضي.

وذكرت الشركة الرائدة في مجال مبيعات التجزئة عبر الإنترنت مساء أول من أمس أن صافي أرباحها تراجع بنسبة 31 في المائة إلى 367 مليون دولار بما يعادل 29 سنتا للسهم الواحد مقارنة بالربع الأخير من 2007. كما تراجعت مبيعات «إي باي» لأول مرة في تاريخها بنسبة 7 في المائة إلى 2.04 مليار دولار.

في الوقت نفسه احتفظت الشركة بمكانتها كصاحبة أكثر موقع تجارة إلكترونية جذبا للزوار حيث بلغ عدد زوار الموقع 84.5 مليون زائر رغم انخفاض العدد بنسبة 4 في المائة عن الربع الأخير من 2007. وبلغ صافي أرباح إي باي خلال العام الماضي ككل 1.78 مليار دولار من خلال مبيعات بلغت قيمتها 8.54 مليار دولار مقابل أرباح قدرها 348 مليون دولار من خلال مبيعات قدرها 7.67 مليار دولار خلال 2007.

وقال جون دوناهوي الرئيس التنفيذي للشركة في بيان «في حين كان موسم العطلات صعبا والمنافسة فيه حامية فإن نتائجنا لعام 2008 ككل كانت قوية».

وأضاف، كما جاء في تقرير الوكالة الألمانية، «سوف نعزز نقاط قوتنا عام 2009 في الوقت الذي ندير فيه أعمالنا بطريقة متعقلة في ظل استمرار الظروف الصعبة». وهبطت الاسهم الاميركية في بداية جلسة التعاملات في وول ستريت أمس الخميس وسط مخاوف من موسم ضعيف لارباح الشركات في حين أظهرت بيانات اقتصادية جديدة مزيدا من التدهور في سوقي العمالة والمساكن وسط الركود.

وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي لاسهم الشركات الاميركية الكبرى 121.39 نقطة أي بنسبة 1.48 في المائة الى 8106.71 نقطة بينما انخفض مؤشر ستاندرد اند بورز الاوسع نطاقا 13.52 نقطة أو 1.61 في المائة الى 826.72 نقطة. وهبط مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه اسهم شركات التكنولوجيا 40.29 نقطة أو 1.61 في المائة الى 1466.78 نقطة.

ومن جانب آخر قالت مجلة «فورتشون» أمس الخميس ان «نيت اب» تصدرت قائمة أفضل مائة شركة كمكان للعمل فيها في الولايات المتحدة وأغلبها شركات لديها مناصب شاغرة وتقوم بتعيين موظفين جدد.