حفيد مؤسس «تويوتا» يتولى رئاستها وسط توقعات بإجراءات مؤلمة لتعويض خسائرها

في وقت تمر فيه شركة السيارات اليابانية العملاقة بأصعب أوقاتها منذ أكثر من 70 عاما

أكيو تويودا («نيويورك تايمز»)
TT

أعلنت شركة «تويوتا موتور» اسم رئيسها القادم أكيو تويودا، حفيد مؤسس الشركة، لتعود قيادة الشركة إلى العائلة المؤسسة لها في وقت تمر فيه شركة السيارات اليابانية العملاقة بأصعب منحنى لها منذ أكثر من 70 عاما.

وكان تعيين تويودا، 52 عاما، متوقعا على نطاق واسع كجزء من إعادة تشكيل الهيكل التنظيمي للشركة، التي تواجه أول خسائر في عملياتها لعام كامل منذ أن أنشأ جده الشركة عام 1937. وكان آخر فرد من العائلة يقود الشركة هو عمه تاتسورو تويودا الذي تنازل عن منصبه عام 1995. ويتولى تويودا رئاسة الشركة التي تتنافس مع «جنرال موتورز» على أن تكون أكبر شركة سيارات في العالم، ولكنها تبذل جهدا كبيرا من أجل التغلب على الانخفاض المفاجئ والكبير في سوق السيارات العالمية. ويجب عليه أن يقنع المتشككين بأن أحد أفراد عائلة تويودا، التي تملك أقل من 2 في المائة من أسهم الشركة، يجب أن يحتل هذا المنصب.

ويأتي تويودا خلفا لكاتسواكي واتانابي، الذي أصبح نائبا لرئيس مجلس الإدارة. وسيظل فوجيو شو رئيسا لمجلس الإدارة.

وكان تويودا، الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة يعد نفسه للمنصب منذ التحاقه بالعمل في الشركة عام 1984، وقد عمل مديرا لفرع مهم في الشركة يتعلق بعملياتها في الصين. ولكن في إشارة محتملة للأزمة التي حلت بالشركة، أعلن اسم تويودا في وقت مبكر عما كان متوقعا. ويندر تعيين رؤساء تنفيذيين في الخمسينات من عمرهم في اليابان التي تعنى بكبر السن، وخاصة في شركة كبرى مثل «تويوتا».

وقد صرح تويودا في مؤتمر صحافي أذيع على قنوات التلفزيون الوطنية: «أعقد العزم على بذل قصارى جهدي في هذه المهمة الكبرى في قيادة تويوتا في الوقت الذي تواجه فيه أسوأ أزماتها منذ قرن».

ولكن المحللين يقولون إنهم يتوقعون أنه سيُجري بعض التغيرات المهمة على الفور. وبالإضافة إلى عمره الصغير نسبيا، سيتولى رئاسة شركة تتخذ فيها القرارات الكبرى عادة بإجماع الآراء بين كبار المديرين.

ويقول كوجي إندو، الذي يعمل محللا في طوكيو في شركة «كريدي سويز سيكيوريتيز»: «لا يوجد إمبراطور واحد في تويوتا، ولكن من خمسة إلى عشرة أباطرة. ولن يحدث تغير جذري في أول عامين».

وقال إندو إن الشركة ربما تكون قد لجأت إلى فرد من العائلة المؤسسة للفوز بدعم إضافي من الموظفين وحاملي الأسهم فيما يتوقع هو ومحللون آخرون أن تكون خطوات مؤلمة يجب أن تتخذها تويوتا في العام المقبل، قد يكون من بينها تسريح للعمالة واسع النطاق، وغلق مصانع وتخفيض أرباح الشركة. وفي الشهر الماضي، أعلنت «تويوتا» أنها تتوقع أن تخسر 1.7 مليار دولار في أعمالها الرئيسية في صناعة السيارات أثناء العام المالي الحالي، والذي ينتهي في 31 مارس (آذار). وهذه أول خسارة للشركة منذ الشهور الأولى القليلة التي مرت بها عام 1937، عندما أسس جد تويودا، كيشيرو تويودا شركة السيارات. ويتوقع إندو أن تخسر الشركة ثلاثة أضعاف هذا المبلغ في العام المالي المقبل.

وفي وقت باكر من يوم الثلاثاء، أعلنت الشركة أرقام المبيعات لعام 2008 التي أظهرت انخفاضا في مبيعات السيارات بنسبة 4 في المائة لتصل إلى ما يقل عن 9 ملايين في العام الماضي. وكان هذا يتماشى مع توقعات الشركة السابقة، ويعكس الوضع السيئ الذي تمر به الصناعة الذي أجبر شركات السيارات في الولايات المتحدة على السعي للحصول على أموال خطة الإنقاذ الحكومية.

لقد انخفض طلب المستهلكين على السيارات والسلع الأخرى، وخاصة في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث خفض الركود العالمي وأزمة الائتمان من عمليات البيع. وتتسابق شركات السيارات في جميع أنحاء العالم من أجل تخفيض الإنتاج وأعداد العاملين، ولكن حتى مبيعات «تويوتا»، التي كانت تعتبر مرنة نسبيا بسبب سياراتها الرائجة الموفرة للوقود، هبطت أيضا.

ويذيع صيت تويودا كمسؤول يخفض التكاليف بشدة. وقد حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية بابسون في ماساشوستس، وهو يتقن اللغة الإنجليزية. وكان تويودا نائب الرئيس التنفيذي الذي تضم مسؤولياته الإشراف على عمليات الشركة في أميركا الشمالية. وقد ارتفعت أسهم شركة «تويوتا» في طوكيو بنسبة 1.3 في المائة أملا في أن يساعد تعديل المناصب الجهود التي تبذلها الشركة من أجل الاستعداد لمرحلة طويلة من التراجع.

ولكن ما زال العديد من الاقتصاديين والمحللين يحذرون من أن هذا التراجع لن يصل إلى أقل درجاته قبل النصف الثاني من العام الحالي على أدنى تقدير. ومن المتوقع أن تظهر أرقام التجارة في اليابان يوم الخميس انخفاضا حادا في الصادرات، مع تسبب قوة الين في انكماش السوق أمام السلع اليابانية في أوروبا والولايات المتحدة.

وأظهرت أرقام مبيعات تويوتا في عام 2008 أن مبيعات السيارات انخفضت بمقدار 4 في المائة لتصل إلى 8.972 مليون في العام الماضي. وفي بيان أصدرته «تويوتا» انخفضت مبيعات الشركة الأم فقط، بعيدا عن شركة صناعة السيارات الصغيرة «دايهاتسو موتور» وشركة الشاحنات «هينو موتورز»، بنسبة 5 في المائة، لتصل إلى 7.996 مليون سيارة. وبلغ حجم مبيعات الشركتين الأخريين 976.000، في ارتفاع بنسبة 4 في المائة من عام 2007.

* خدمة «نيويورك تايمز»