مرضى درجة ثانية

علي المزيد

TT

في بوالص التأمين الصحية عادة ما تشترط شركة التأمين عدم تجاوز سن المؤمن عليه الخامسة والستين وهذا قد يكون حق لشركة التأمين أو قل شرط من شروط العقد الواجب احترامها. وفي العالم المتقدم يتم تجاوز هذه العقبة بطريقتين أما أن المؤمن بدأ في التأمين بسن مبكرة فلا تستطيع شركة التأمين التخلص منه حينما يكبر بحكم أن كلفة علاجه تكون مرتفعة أو تقوم الدولة بعلاجه بحكم أنها ملزمه بعلاج كل من لا يغطيهم التأمين. لدينا في السعودية الأمر مختلف فشركات التأمين جديدة ومن حقها اشتراط سن معينة للقبول في وثائق التأمين وبالتأكيد فأن هناك من تجاوزوا سن الخامسة والستين ولن يقبلوا في التأمين. التأمين قال رأيه بوضوح في هذه المسألة وقال يا أمهات ويا آباء ابحثوا عن حلول لتتم رعايتكم طبيا في الشيخوخة. مستشفيات وزارة الصحة لم تقل رأيها بوضوح كامل ولكنها تقول على لسان مسؤوليها هؤلاء آبائنا وأمهاتنا ويجب العناية بهم، هذا نظريا، وفي التطبيق نجد أن كبار السن تتم معاملتهم على أنهم مرضى من الدرجة الثانية وغير مرحب بهم في مستشفيات وزارة الصحة ومنها مدينة طبية كبرى في العاصمة الرياض، بحكم أن هؤلاء مرضى كبار في السن وعلاجهم يستغرق وقتا وهم يحجزون أسرة لمدد طويلة وربما يدخلون في إحصائية الموتى مما يثير علامات التساؤل حول المستشفى لذلك فالأفضل عدم قبولهم. كل ذلك يقال لك بشكل غير صريح فأنت تجد علامات التعاطف معك ومع مريضك كبير السن وفي ذات الوقت تجد رفضه من المستشفى. أتمنى على وزارة الصحة أن تحسم أمرها مع كبارنا وتخبرنا بوضوح عن موقفها ليمكننا التعايش مع الموقف فإن كانت مستعدة لعلاج كبارنا الذين ربونا ووجب علينا برهم فالحمدلله، وإن كان لها رأي آخر فلتخبرنا بوضوح لننادي أهل الخير من رجال الأعمال ونطلب منهم أن يتبرعوا بالأراضي في مناطق التجمع الحضري، وبعد ذلك نجمع الأموال ونبني مستشفيات خاصة لأمهاتنا وآبائنا ونحسن إليهم جزاء رعايتهم لنا ولا نتركهم عرضة لإهمال وزارة الصحة أو مزاجية مديري مستشفياتها.

* كاتب اقتصادي [email protected]