«ساكسو»: أسعار النفط الخام ستستقر فوق مستوى 50 دولارا للبرميل الصيف المقبل

التقرير لا يتوقع «انقلابا صعوديا حادا» في الأسعار

TT

توقع تقرير بنك ساكسو حول العقود الآجلة أن تستقر أسعار النفط الخام فوق مستوى 50 دولارا للبرميل بحلول أغسطس (آب) المقبل وتظل على هذا المستوى على مدى الأربعة عشر شهرا المقبلة. ومن ثم فلم يعد من المتوقع حدوث انقلاب حاد صعودا في ظل إشارة البيانات الاقتصادية في اتجاه تباطؤ طويل ومستدام في النشاط الاقتصادي العالمي.

ومن الناحية التقنية، يجري تداول النفط الخام تسليم شهر مارس (آذار) في نطاق 38 دولارا و45 دولارا محددا بأدنى مستويات العقود والمتوسط المتحرك لمدة 20 يوما. واعتبر التقرير، الذي أعده أولي هانسن خبير استراتيجيات السوق في بنك ساكسو، حدوث تجاوز بالانخفاض دون مستوى 38 دولارا للبرميل يمكنه أن يكون إشارة إلى تجدد ضعف الأسعار في اتجاه مستوى 32.4 دولارا للبرميل، وهو أدنى مستوى سابق لعقد شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط). وبالمثل فإن حدوث تجاوز لهذا النطاق بالارتفاع فوق 45 دولارا للبرميل سيستهدف مستوى 50 دولارا وفي النهاية 54 دولارا.

وقال البنك، الذي يتخذ من كوبنهاغن بالدنمارك مقرا له، إن الأسبوع المبشر الذي شهده قطاع الطاقة قد انعكس على السوق التي تفاجأت ببيانات التخزين الأسبوعية من خلال إظهار تراكم أكبر بكثير من المتوقع في المخزونات. ويمكن للمخزونات الأميركية الآن أن تمد البلاد باحتياجاتها لمدة شهر كامل، مما يعني أن الكمية تزيد بمقدار أربعة أيام مقارنة بالتوقيت نفسه من العام الماضي.

وأكد البنك أن البيانات المنتظرة بلهفة شديدة من كوشنج ـ نقطة تسليم خام وسيط غرب تكساس المباع في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) ـ أظهرت وجود زيادة وصلت إلى 33.2 مليون برميل وهي الآن تقترب على نحو خطير من مستوى التشبع. وقال أحد المعلقين: «لقد وصلنا إلى نقطة لا يمكنك عندها أن تجد مكانا يخلو من برميل نفط خام في كوشنج».

وقد تحرك سعر الكونتانجو بين شهر التسليم الفوري والتسليم الآجل بعد ستة أشهر محققا انخفاضا حادا خلال هذا الأسبوع، مما يعني أن السوق بدأت تشهد أثرا لتخفيضات الإنتاج من قبل منظمة أوبك. ولكن مع بلوغ المخزونات النفطية لدى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أعلى مستوى لها منذ 10 أعوام، فإن الأمر سيستغرق وقتا قبل استنفاد هذه المخزونات.

وليس التراجع السريع في النشاط الاقتصادي العالمي أوضح منه في التراكم المستمر في مخزونات المعادن، حيث شهد هذا الأسبوع انخفاض أسعار الألمنيوم إلى أدنى مستوى لها منذ قرابة ست سنوات مع القفزة التي شهدتها مجددا المخزونات في مستودعات بورصة لندن للمعادن. واعتبر البنك الألمونيوم والغاز الطبيعي السلعتين الأسوأ أداء حتى الآن خلال هذا العام حيث انخفض كلاهما بنسبة 14.5 بالمائة و18 بالمائة على التوالي.

أما الأنباء الواردة من شركة «بي إتش بي بيليتون»، أكبر شركة تعدين في العالم، بأنها ستخفض عدد 6 آلاف وظيفة وتغلق أحد مناجمها في أستراليا فقد كان لها أثر ضئيل. وإذا أخذنا في اعتبارنا التراجع المدهش الذي حدث في الطلب على المعادن الخسيسة ـ ولا سيما في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية ـ فمن المتوقع أن تستمر المخزونات في الارتفاع رغم خفض الإنتاج من قبل شركات التعدين.

وبالنسبة للنحاس عالي الجودة تسليم شهر مارس (آذار) فقد شهد أسبوعا سيئا على خلفية تضخم المخزونات، وحدوث إغلاق أسبوعي دون مستوى 141 دولارا سوف يزيد من احتمال العودة أدنى المستويات التي شهدها المعدن في 2008 عند 125.50 دولار. وقد حصلت السوق على دعم من خلال وعد أوباما ولكن هذا سيستغرق شهورا قل أن يكون له أثر نهائي. وفيما يبدو أن الاستراتيجية المثلى في الوقت الحاضر هي البيع عند حدوث ارتفاع في الأسعار.

في حين شهد الذهب أسبوعا هادئا حتى تمكن في النهاية من تجاوز متوسطه المتحرك لمدة 200 يوم في عقود تسليم شهر فبراير المقبل. وتواصل التوقعات الاقتصادية العالمية المتدهورة واقتراب أسعار الفائدة من الصفر جذب مستثمرين جدد إلى الصناديق المتداولة في البورصة. أما آخر الأرقام الخاصة بالذهب المحتفظ به فعليا لدى الصناديق المتداولة في البورصة فقد أظهرت زيادة وصلت إلى 819 طنا متريا أو ما يعادل 4 أشهر من إنتاج المناجم في العالم.

وكان أعلى مستوى بلغه المعدن الأصفر في ديسمبر (كانون الأول) 2008 عند 892 دولارا للأوقية هو الآن العائق الوحيد أمام مستوى 900 دولار للأوقية ثم 940 دولارا للأوقية بعد ذلك. وربما يستلزم هذا حدوث ضعف في الدولار، ولكننا في الوقت الحالي نجد المشترين الباحثين عن ملاذ آمن يشغلون مقعد القيادة.

إلى ذلك، حققت عقود الكاكاو الآجلة في بورصة (NYB-ICE) ارتفاعا قويا خلال هذا الأسبوع مع عودة التركيز من جديد على ساحل العاج، حيث يواصل انخفاض الإمدادات القادمة من أكبر منتج للكاكاو في العالم دعمه للأسعار. وتستحوذ الدولة الأفريقية على ما نسبته 40 بالمائة من الإمدادات العالمية من الكاكاو، ولكن المحصول الحالي جاء مخيبا للآمال مع انخفاض الكميات القادمة بنسبة 30 بالمائة عن مستوى الموسم الماضي.

ومع اقترابنا من نهاية فترة المحصول الرئيسية، ينبغي لهذا أن يواصل دعمه للأسعار. ويلقى عقد الكاكاو الآجل تسليم شهر مارس المقبل حاليا مقاومة خط اتجاه عند مستوى 2645 دولارا، ولكن حدوث تجاوز لهذا المستوى ينبغي أن يستعيد الزخم مع احتمال حدوث تحرك في الأسعار في اتجاه 3000 دولار.