«إعمار المدينة الاقتصادية» تطرح 16 قطعة أرض للاستثمار في مدينة الملك عبد الله

رئيسها التنفيذي كشف على هامش المنتدى أن الأزمة المالية خفضت من تكاليف مشاريعهم

فهد الرشيد خلال مشاركته في إحدى جلسات المنتدى امس («الشرق الأوسط»)
TT

كشف فهد الرشيد، الرئيس التنفيذي لشركة إعمار المدينة الاقتصادية، أن شركته تعتزم طرح 16 قطعة ارض أمام المستثمرين في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، في خطوة تسعى من خلالها الشركة إلى مشاركة المستثمرين في بناء المدينة وفق ضوابط محددة سيعلن عنها قريباً.

وقال الرشيد، الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» على هامش منتدى التنافسية الدولي 2009، إن الأراضي لن يتمَ بيعُها للمستثمرين العقاريين إلا بعد التأكد من أن المطورين العقاريين سيعملون على بنائها وفق الضوابط المحددة، مشيراً إلى أن الأراضي المزمع طرحها ستكون في منطقة البيلسان بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية. وذكر أن الحياة ستبدأ في المدينة خلال العام الجاري، مشيراً إلى أن الشركة ستسلم الأراضي الصناعية بالإضافة إلى أول المباني السكنية في مارس (آذار) المقبل. وسيتم تسليم مبنى الهيئة العامة للاستثمار في مايو (أيار) المقبل، بالإضافة إلى تسليم المباني التجارية على أن تنتقل شركة مدينة الملك عبد الله الاقتصادية وشركاؤها للمدينة، وفي سبتمبر (أيلول) ستفتتح المدرسة، ومن ثم سيتم تسليم المجمع التجاري، والفندق الأول. وأكد الرشيد أن الأزمة المالية العالمية عجّلت بتنفيذ خطط كانوا يعتزمون البدء بها بعد عامين، مشيرا إلى أن الوضعَ دفعهم لطرح تلك الفرص والاستثمار فيها قبل ذلك الموعد. وحدد الرشيد من بين هذه الفرص طرح مساكن تتعلق بذوي الدخل المحدود والمتوسط، مؤكدا أن ذلك التوجه جاء بعد الانخفاض الشديد في أسعار مواد البناء والمقاولين لتنفيذ تلك المشاريع، والتي جعلت من تلك المشاريع أكثر جدوى اقتصادية وجعلت إمكانية تملكها من قبل المهتمين أكثر فاعلية. من ناحية أخرى، أكد الرشيد أن الأزمة جعلت من مشروع الميناء أكثر جدوى، إذ أن تكاليف إنشائه انخفضت أكثر من 30 في المائة، لافتاً إلى أن الميناء يتم بناؤه في عامين لكن التكلفة تتوزع على 30 عاما، بالإضافة إلى أن الجدوى الاقتصادية في الميناء باتت أفضلَ من وضعها قبل الأزمة الاقتصادية. وأضاف أن اقتصاد السعودية يختلف عن اقتصادات دول العالم، كون الميزانية حملت أرقاما كبيرة، والبنوك لم تحدث فيها المشاكل التي حدثت في بنوك العالم التي أفلس بعضها، مبيناً أنه من المؤكد أن البنوك انخفضت أرباحها إلا أنها لا تزال تربح. ويتوقع أن تتحسن الأوضاع في الأشهر المقبلة. وأشار إلى مفاوضاتهم مع مستثمرين عالميين لم تتأثر جراء الأزمة، واصفاً المستثمرين التي تتفاوض معهم الشركة بأنهم من كبار المستثمرين في العالم والذين يعملون ضمن جدوى اقتصادية، وهم في غنى عن الأزمة، وأن المشاريع التي يتحدثون بشأنها تعتبر مشاريع على المدى الطويل. وأفاد انه من المؤكد أن البعض تأثر، ولكن الاستثمار في المملكة يعتبر فرصة، موضحا أن مدينة الملك عبد الله جعلت هذه الفرصة أكثرَ جدوى اقتصادية، مشيراً إلى أن بعض الشركات سرعت بعمليات الاستثمار لنفس الأسباب التي جعلت الكثيرَ من الشركات تسرع في عملياتها للاستفادة من الانخفاضات في مواد البناء.

وأكد أن طرح الهيئة لأربع مدن لم يؤثر على جذب الاستثمارات وتشتتها، خاصة أن كل مدينة مخصصة لصناعات مختلفة، مشيراً إلى أن مدينة المعرفة للصناعة الفكرية، ومدينة جازان للصناعات الثقيلة، ومدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد في حائل للصناعات الزراعية والصناعات اللوجستية، بالإضافة إلى أن مدينة الملك عبد الله تعتبر مدينة للصناعات المتكاملة. وأشار إلى أن المدن ستعمل على توفير وحدات سكنية، خاصة أن المملكة بحاجة إلى 6 ملايين وحدة سكنية، والمدن الاربع لن تغطي 15 في المائة من حاجة الإسكان، في ظل ازدياد الأعباء على المدن الكبيرة، مما دفع إلى إيجاد سبل لتطوير عمراني، ومدن جديدة تستطيع أن تستوعب هذا الحجم من النمو السكاني. وأكد الرشيد أن مدينة الملك عبد الله الاقتصادية ستوفر مليون وظيفية حتى 2020، مشيراً إلى أن شركة إعمار المدينة الاقتصادية تعمل على استراتيجية لتطوير الموارد البشرية، بالتعاون مع عدد من الأجهزة الحكومية، بالإضافة إلى أن حكومة خادم الحرمين الشريفين عملت على ابتعاث العديد من الطلاب، والذين سيشغلون عددا من تلك الوظائف بعد عودتهم. وأضاف أن السعودية رفعت من تنافسيتها، مما دفع الكثير من المستثمرين لبحث فرص الاستثمار في البلدان الأكثر تنافسية، ومدينة الملك عبد الله تعتبر نموذجاً للبيئة التنافسية في المملكة.