«يو بي إس»: ضغوط على سوق العقارات الإماراتية مع مغادرة أجانب

«صروح» تتكبد خسارة مفاجئة في الربع الأخير.. و«تمويل» تلغي 57 وظيفة بسبب الأزمة المالية

غيوم كثيفة تلبد سماء القطاع العقاري في الإمارات بسبب الأزمة المالية العالمية («الشرق الأوسط»)
TT

قال «يو.بي.اس»، إن أوضاع سوق العقارات في الامارات العربية المتحدة ستظل صعبة هذا العام والعام القادم، مع توقع تراجع أسعار المنازل في دبي بدرجة أكبر، تحت وطأة مغادرة عمال أجانب للامارة. وقال البنك في مذكرة بحثية، «في رأينا أن تدفقات سكانية الى الخارج يقودها العمال الاجانب في دبي، وميولا ركودية في أبوظبي، ستفرض ضغوطا على أسعار المنازل في المستقبل المنظور». وأضاف أن توقع تراجع عدد السكان ثمانية بالمائة في 2009 واثنين بالمائة في 2010 قد يكون متحفظا، ومن شأن أخذ حالات تخلف محتملة عن سداد الاقساط في الحسبان، أن يسفر عن تفاقم مشكلات الاسكان في دبي. وتوقع البنك وصول فائض المعروض السكني الى 27 بالمائة بنهاية 2010، واستمر يبدي حذرا بشأن مواعيد تسليم العقارات. وتلقى القطاع العقاري، الذي كان مزدهرا يوما في دبي، ضربات عنيفة في الشهور الاخيرة، مع تراجع أسعار العقارات وقيام الشركات بكبح أو تعليق مشاريع والاستغناء عن وظائف. وبحسب رويترز قال «يو.بي.اس»، انه خفض سعره المستهدف لسهم اعمار العقارية الى 2.30 درهم من 3.50 درهم، ولسهم الاتحاد العقارية الى 0.70 درهم من 1.25 درهم، ولسهم الدار العقارية الى خمسة دراهم من 7.50 درهم. وقال ان تصحيحا في السوق الاماراتية على مدى العامين أو الثلاثة أعوام القادمة، وبخاصة في دبي قد يثقل كاهل أرباح الشركات والتدفقات النقدية اللازمة لسداد الديون، مضيفا أن الدار واعمار والاتحاد ستكون قادرة على معالجة سداد الديون بفضل نتائج قوية متوقعة في 2009 من تسليم عقارات. وكانت الدار العقارية قد كشفت أول من أمس (الاربعاء) عن تراجع صافي أرباح الربع الاخير من العام الماضي 84.9 بالمائة الى حوالي 80 مليون درهم، بسبب تراجع المبيعات، في ظل سوء أوضاع السوق. وعلى صعيد متصل، كشفت شركة صروح العقارية الاماراتية، امس عن تكبدها خسارة صافية مفاجئة بواقع 29 مليون درهم (7.90 مليون دولار) في الربع الاخير من 2008، فيما يرجع جزئيا الى ارتفاع تكاليف التمويل، وقالت انها مستعدة لتباطؤ في 2009. وقالت الشركة انها منيت بخسائر غير محققة عن أصول مالية بلغت 35 مليون درهم للعام بأكمله، وان لها مراكز قيمتها 117 مليون درهم في أسهم من خلال صناديق تحوط. ونقلت رويترز عن منير حيدر الرئيس التنفيذي لشركة صروح قوله في بيان، «اننا نتقبل حقيقة بطء العمل عام 2009، مقارنة بالعام الماضي، نتيجة الوضع المالي الراهن، ولكننا على يقين بنجاح الرؤية الاقتصادية لامارة أبوظبي وشركة صروح على المدى البعيد». وأوضحت الشركة أن أرباح العام ارتفعت الى 1.784 مليار درهم مقارنة بـ257.1 مليار درهم في 2007، لكنها لم تذكر الارقام الفصلية التي استخلصتها رويترز استنادا الى بيانات مالية سابقة. وقال أبو بكر صديق الخوري، العضو المنتدب للشركة في البيان، «عززت صروح سيولتها النقدية خلال عام 2008، لضمان توفير السيولة الضرورية للعام القادم وما يليه». وأضاف «اننا على يقين بأننا سنظل في وضع ايجابي ثابت في عام 2009». وفي مسح لرويترز الشهر الماضي، جاءت توقعات المحللين لارباح الشركة عن الربع الاخير في نطاق 376.08 مليون درهم الى 400 مليون درهم. وكانت صروح العقارية قد حققت 1.81 مليار درهم في الاشهر التسعة الاولى من 2008 و483.91 مليون درهم في الربع الاخير من 2007. وتراجعت أسهم الشركة 73 بالمائة من أعلى مستوى لها في 52 أسبوعا، الذي لامسته في الثامن من مارس (آذار). (الدولار يساوي 3.673 درهم).

من ناحية أخرى قالت شركة «تمويل» للرهن العقاري الاسلامي في دبي اليوم الخميس، انها ستلغي 57 وظيفة في اطار عملية اعادة هيكلة لمواجهة تأثير الازمة المالية العالمية. ومن المقرر أن تندمج «تمويل» مع «املاك» للرهن العقاري في شركة جديدة تحمل اسم «بنك الامارات للتنمية» تملك فيها الحكومة الاتحادية حصة أغلبية. وقد أعلن عن الاندماج في نوفمبر (تشرين الثاني)، وذكرت صحيفة محلية أنه سيكتمل في اوائل العام الحالي. وقالت تمويل في بيان، انها اجرت مؤخرا عملية مراجعة لخطط العمل والهيكل التنظيمي، لكي تصبح الشركة في وضع أقوى يمكنها من تحقيق اهدافها في المناخ الصعب، الذي تواجهه المؤسسات المالية حاليا. واضاف انه في اطار عملية اعادة التنظيم هذه أصبح ضروريا للاسف التخلي عن 57 موظفا من العاملين في الشركة، وانه يجري حاليا تنفيذ ذلك، بالاضافة الى مبادرات اخرى. وبحسب رويترز، لم تفصح الشركة عن تلك المبادرات ولم تذكر متى ستتم عملية الاندماج.