قطاع الكماليات والمنتجات الفاخرة يتأثر بالأزمة

تراجع الإنتاج بنسبة تتراوح بين 5 % و 10% عام 2009

من المقرر ان تلغي دار «باربري» البريطانية 540 وظيفة (إ.ب.أ)
TT

مع انخفاض حجم المبيعات والغاء العديد من الوظائف وتجميد فتح متاجر جديدة تغوص صناعة الكماليات والمنتجات الراقية في ازمة اعمق مما كان متوقعا وذلك قبل اسبوع من نشر النتائج السنوية لشركة «لوي فويتون» الفرنسية العملاقة التي تشكل مؤشرا لهذا القطاع.

وتشير اولى التوقعات المتاحة الى ان «مويت هينيسي لوي فويتون» (ال.في.ام.اش) الرائد العالمي للمنتجات الراقية مثل العطور والمصنوعات الجلدية ستعلن في الخامس من فبراير (شباط) المقبل نسبة نمو صفر لمبيعاتها في نهاية العام.

وتأتي هذه التوقعات رغم انه من المفترض ان تكون هذه الصناعة بمنأى عن التغيرات الاقتصادية بسبب القدرة الشرائية العالية لزبائنها.

وذكرت وكالة الانباء الفرنسية انه بعد سنوات من النمو المستمر سجل قطاع المصنوعات الجلدية والمجوهرات والعطور والازياء الراقية منذ الاشهر الاولى لعام 2008 تباطؤا واضحا سيتحول الى «انكماش» عام 2009 كما توقع مارك اندريه كامل الخبير في مكتب بان آند كومباني.

من جانبها توقعت شامينا بهايدجي الخبيرة في شركة الوساطة في البورصة «ناتيكسيس سيكيوريتيز» تدفق «سيل من الاخبار السيئة في مجال الاستهلاك وسوق الكماليات والمنتجات الراقية». ومن ذلك على سبيل المثال انخفاضا بنسبة «تزيد عن 25 في المائة» في مبيعات الساعات «ولا سيما من الفئة المتوسطة والراقية» كما اوضحت دار السمسرة «ريمون جيمس».

واجمالا يتوقع ان يسجل السوق العالمي للكماليات والمنتجات الراقية تراجعا يتراوح بين 5 في المائة و10 في المائة عام 2009 اي بزيادة كبيرة عن التراجع الذي كان متوقعا اصلا الذي يتراوح بين 3 و7 في المائة.

وقد بدأت الانباء السيئة تتوالى بالفعل، حيث اوقفت دار «كارتييه» للمجوهرات (مجموعة ريتشمون) 180 من موظفيها عن العمل مؤقتا، وعمدت دار شانيل الى صرف عدد كبير من العاملين الوقتيين فيها.

ومن المقرر ان تلغي دار «باربري» البريطانية 540 وظيفة وكذلك سلسلة متاجر «ساكس» الاميركية 1100 وظيفة. من جانبها ستخفض دار «تيفاني» للمجوهرات موظفيها لكنها لم تعلن بعد عدد الذين سيتم الاستغناء عنهم.

كما قررت شركة «بنتلي» البريطانية (مجموعة فولكسفاغن) التي قد يصل سعر الواحدة من سياراتها الى 260 الف يورو وقف انتاجها لستة او سبعة اسابيع. وكان لاعلان شركة ريتشمون السويسرية المنتج الثاني عالميا للسلع الراقية عن تراجع مبيعاتها بنسبة 12 في المائة بين بداية اكتوبر (تشرين الاول) ونهاية ديسمبر (كانون الاول)، وقع الصدمة.

واعترف محللو البنك المركزي الالماني «دويتش بنك» بانهم لم يتوقعوا «مثل هذا التباطؤ الشامل لجميع افرع انشطة (الشركة) وفي جميع المناطق».

ولمواجهة هذا الوضع ستخفض المجموعة السويسرية انتاجها وتحد من فتح متاجر جديدة. ويتركز نشاط هذه المجموعة على المجوهرات والساعات مع ماركات شهيرة مثل «ياغر لوكولتر» او «بوم ايه مرسييه».

واوضح مارك اندريه كامل ان تقلص نشاط القطاع «اكبر» مما حدث مطلع عام 2000. ورأت محللة فرنسية ان ذلك يرجع اولا الى رغبة العديد من المجموعات في توسيع قاعدة زبائنها ما دفع بعضها الى البيع باسعار يمكن تحملها اكثر.

وثانيا فان المستهلك يلجأ بسبب الازمة الاقتصادية الى التوفير في بعض السلع مثل الكماليات الغالية والنتيجة فان «فئة الزبائن التي تشتري هذه المنتجات انخفضت الان» وفقا لكامل.

علاوة على ذلك فان الازمة الاقتصادية التي يعاني منها العالم كله تسبب في «تباطؤ قوي» لطلبات الموزعين والمتاجر الكبرى الذين يشكلون قناة توزيع هامة لهذا القطاع. وقال كامل ان «هذه المتاجر اصبحت حريصة بصورة غير عادية في مشترياتها».