شركات الإلكترونيات والأدوات المنزلية اليابانية وثالث أكبر بنك تسجل خسائر فادحة

أميركا واليابان تتفقان على التعاون لمواجهة الأزمة المالية العالمية

TT

جاءت نتائج عدد من الشركات اليابانية لتؤكد الوضع المالي الصعب الذي يمر به ثاني اكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة. «سوني كورب» و«توشيبا كورب» ومجموعة «سوميتومو ميتسوي فاينانشيال» اليابانية المصرفية منيت جميعها في خسائر خلال الفترة السابقة.

الا ان الاستثناء كان من صالح شركة «نينتندو» اليابانية لالعاب الفيديو التي اعلنت أمس الخميس نمو أرباح التشغيل الفصلية بنسبة 21 في المائة بفضل الطلب القوي على منصة ألعاب «ويي» وأجهزة ألعاب «دي.اس» المحمولة ولكنها خفضت توقعاتها بسبب ارتفاع الين.

وسجلت نينتندو مبيعات قوية لكل من منصة ألعاب «ويي» وجهاز «دي.اس» في موسم التسوق لعطلات نهاية العام مما أثبت مرونتها النسبية في مواجهة التباطؤ الاقتصادي العالمي الذي عصف بمنافسيها من شركات الالكترونيات.

ومنيت شركة «سوني كورب» بخسائر تشغيل فصلية وأكدت توقعاتها بتسجيل أول خسائر سنوية في 14 عاما بسبب تضررها من ارتفاع الين وتراجع الطلب مما يبرز المشاكل المتفاقمة في شركة الالكترونيات العملاقة.

وكان اعلان الخسائر متوقعا بعد أن خفضت الشركة المنتجة لاجهزة كمبيوتر فايو ومنصات ألعاب «بلاي ستيشن» الاسبوع الماضي توقعاتها للنتائج السنوية للمرة الثالثة في السنة المالية الحالية وكشفت النقاب عن النتائج الاولية للفترة من اكتوبر (تشرين الاول) الى ديسمبر (كانون الاول).

وخفضت شركة «توشيبا كورب» العملاقة للإلكترونيات أمس الخميس توقعاتها بشأن أرباح العام المالي الجاري الذي ينتهي في 31 مارس (آذار) المقبل لتسجل أول خسائر صافية في سبع سنوات بعد أن تسبب الركود العالمي في تباطؤ الطلب على أشباه الموصلات وأجهزة التليفزيون ذات شاشات العرض البلورية.

وتوقعت الشركة لإنتاج الأجهزة المنزلية تكبد خسائر صافية بقيمة 280 مليار ين (13. 3 مليار دولار) للعام المالي الحالي مقابل توقعات سابقة في سبتمبر (ايلول) الماضي بتحقيق أرباح صافية بقيمة 70 مليار ين.

وقالت الشركة إنها ستتكبد أيضا خسائر تشغيلية بقيمة 280 مليار ين بعد أن كانت تتوقع في السابق تحقيق أرباح تشغيلية قدرها 150 مليار ين.

كما أعلنت مجموعة «سوميتومو ميتسوي فاينانشيال» اليابانية المصرفية أمس الأول عن تراجع حاد في الأرباح خلال الأشهر التسعة الأولى من العام المالي المنتهي في 31 مارس (آذار) القادم.

وقال ثالث أكبر بنك في اليابان إن أرباحه الصافية خلال الفترة من أبريل (نيسان) إلى ديسمبر (كانون الأول) تراجعت بنسبة 74 في المائة لتصل إلى 4. 83 مليار ين (934 مليون دولار) مقابل 5. 319 مليار ين في الفترة نفسها من العام المالي الماضي.

ورغم هذا سجلت الأسهم اليابانية ارتفاعا عند إغلاق تعاملات بورصة طوكيو للأوراق المالية أمس الخميس مدفوعة بارتفاع الأسهم الأميركية عند إغلاق تعاملات بورصة وول ستريت الليلة الماضية وتراجع قيمة الين أمام الدولار. وكانت قد أعلنت وزارة المالية اليابانية الأسبوع الماضي تراجع الفائض التجاري خلال 2008 بنسبة 80 في المائة إلى 16. 2 تريليون ين (1. 24 مليار دولار) مقارنة بعام 2007.

وأرجعت الوزارة هذا الانخفاض إلى ارتفاع قيمة فاتورة واردات النفط نتيجة الزيادة الكبيرة في أسعار النفط عالميا وتراجع الصادرات نتيجة تباطؤ الاقتصاد العالمي.

وتراجعت صادرات اليابان خلال العام الماضي بنسبة 4. 3 في المائة إلى 05. 81 تريليون ين وذلك للمرة الاولى منذ سبع سنوات بسبب تراجع الطلب على السيارات وأشباه الموصلات.

وزادت واردات اليابان خلال الفترة نفسها بنسبة 9. 7 في المائة إلى مستوى قياسي قدره 9. 78 تريليون ين بسبب ارتفاع أسعار الخامات الطبيعية، وسجلت اليابان خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي فقط عجزا تجاريا قدره 7. 320 مليار ين.

وتراجعت صادرات اليابان الشهر الماضي بنسبة 35 في المائة إلى 83. 4 تريليون ين مقارنة بالشهر نفسه من 2007 في حين تراجعت قيمة الواردات بنسبة 5. 21 في المائة إلى 15. 5 تريليون ين.

يعتمد حساب الميزان التجاري على قيمة الصادرات والواردات دون حساب الجمارك والمتغيرات الموسمية.

ومن جانب آخر اتفق رئيس الوزراء الياباني تارو آسو والرئيس الأميركي باراك أوباما خلال اتصال هاتفي أمس الخميس على التعاون معا سعيا للخروج من الازمة المالية العالمية الراهنة.

واتفق الزعيمان على عقد قمة ثنائية في أقرب فرصة، حيث أعربت اليابان عن أملها في إجراء محادثات في هذا الشأن قبل القمة المالية المقررة في لندن في أبريل (نيسان).

وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية تاكيو كاوامورا في مؤتمر صحافي أعقب المحادثات الهاتفية الذي استمر عشر دقائق: «من المهم جدا لأكبر قوتين اقتصاديتين في العالم التعاون لمواجهة قضايا العالم الملحة ومن بينها الوضع المالي والاقتصادي العالمي».