روسيا تقول إنها لن تقدم شيكات على بياض لـ«القطط السمان»

بوتين يقترح معاهدة دولية حول أمن الطاقة

TT

اقترح رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين في منتدى دافوس وضع معاهدة حول الطاقة تكون شبيهة بمعاهدة الاسرة الاوروبية حول الفحم والفولاذ. وقال في كلمته امام المنتدى الاقتصادي في دافوس بجبال الالب السويسرية «اقترح اقامة اطار شرعي دولي جديد حول امن الطاقة». واضاف ان «تطبيق مبادرتنا يمكن ان يلعب دورا سياسيا شبيها بالمعاهدة التي اقرتها الاسرة الاوروبية للفحم والفولاذ». وانشأت معاهدة الاسرة الاوروبية حول الفحم والفولاذ عام 1951 من قبل بلجيكا وفرنسا وايطاليا وجمهورية المانيا الفيدرالية ولكسمبورغ وهولندا وهي تعتبر بمثابة مقدمة للاتحاد الاوروبي. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية شدد بوتين على ان «هذا الامر سيعني ان المستهلكين والمنتجين سيكونوا مرتبطين بشراكة طاقة حقيقية تقوم على اسس شرعية واضحة». ووعد بوتين من جهة اخرى، بـ«تنويع» طرق نقل المحروقات التي تعتبر روسيا احد ابرز المنتجين لها. وقال ايضا «ننوي انشاء بنى تحتية للنقل في جميع الاتجاهات».

من جهة اخرى قال مسؤول حكومي امس (الخميس) ان روسيا لن تقدم شيكات على بياض لانقاذ كبار رجال الاعمال الذين تضرروا من الازمة الاقتصادية العالمية وان الدولة تتوقع الحصول على مقابل لانقاذهم. ويواجه بعض من أغنى أغنياء روسيا الذين اقترضوا مليارات الدولارات خلال سنوات الازدهار في عهد رئاسة فلاديمير بوتين صعوبات لان قيم الضمانات التي قدموها للحصول على القروض قد تدهورت. وأنفقت روسيا مبالغ كبيرة لمساعدة رجال أعمال مثل أولج ديريباسكا أحد أباطرة المعادن والذي كان ذات يوم أغنى رجل في روسيا على سداد ديونهم. لكن ايجور شوفالوف النائب الاول لرئيس الوزراء قال ان رجال الاعمال يجب ألا يتوقعوا من الدولة مساعدتهم في كل شيء وان عليهم تقديم تنازلات. وقال شوفالوف ان روسيا انفقت نحو 11 مليارا عبر مؤسسة في.اي.بي لسداد الديون الخارجية للشركات الروسية وتلقت طلبات للمزيد من مساعدات التمويل. ولم يورد تفاصيل لكن رئيس في.اي.بي فلاديمير ديميرييف قال للصحافيين ان الشركات الروسية تقدمت بطلبات للحصول على نحو 90 مليار دولار لمساعدتها على اعادة هيكلة ديونها الخارجية. ويتعين على الشركات الروسية سداد 115.7 مليار دولار من مدفوعات الديون الخارجية والفوائد هذا العام حسب تقديرات الحكومة. وأصبح لدى روسيا سلطات كبيرة في تحديد أي من الشركات ستنجو من الازمة المالية. ويتعارض ذلك بحدة مع الحال في تسعينات القرن الماضي عندما سيطرت مجموعة صغيرة من رجال الاعمال عرفت باسم القطط السمان على موارد ضخمة وكانت الدولة تعاني من نقص السيولة. ويقول بعض المحللين السياسيين ان الكرملين قد يستخدم نفوذه على القطط السمان في اقامة شركات وطنية رائدة عن طريق تدخل الدولة على عكس موجة الخصخصة في التسعينات. لكن بوتين الذي رأس البلاد في الفترة من 2000 الى 2008 وأصبح الان رئيسا للوزراء قال للمستثمرين في دافوس ان التدخل الكبير للدولة سيكون رد فعل خاطئ للازمة.