1.8 مليار ريال خسائر

TT

أوضح المهندس خالد الملحم مدير عام الخطوط السعودية، أن خسائر شركته بلغت 1.8 مليار ريال سعودي (480 مليون دولار)، وهذا مبلغ كبير وأن الخسائر بسبب إلغاء ركاب الخطوط السعودية حجوزاتهم، بعد شراء التذاكر من دون أخبار الخطوط بإلغاء الحجز، مما كبد الخطوط الجوية العربية السعودية هذه الخسائر الفادحة، بعد أن ألغى 3.6 مليون راكب حجوزاتهم. ومثل هذا العمل من قبل الراكب يعد ذنبين لا ذنبا واحدا، الذنب الأول أنه كبد الناقل خسائر، والذنب الآخر أنه حرم راكبا بحاجة للسفر، مقعدا كان أحق به. ومن المعروف أن «السعودية» بصدد تطبيق غرامة على من يقطع تذاكر ولا يستخدمها، وسيطبق هذا بادئ الأمر على خط جدة ـ الرياض، ثم يعمم حتى يصل للحجز المخفض بالحجز المبكر، أي باختصار، مجموعة روادع ومجموعة حوافز وهذا شيء إيجابي. ومن حق الخطوط السعودية حماية نفسها وركابها من فوضى المستهترين نتيجة غياب الرادع، كما أنه من المعروف أن الشركة بصدد التخصيص، لذلك هي تسعى للربح قبل الطرح. ولكن أيضا يجب على الشركة حماية حقوق ركابها من استهتار بعض موظفيها، مثل إلغاء حجز راكب من دون علمه وتحميل وكالة السفر التبعات، وكذلك حماية ركابها من تأخر الرحلات أو إلغائها وتعويض الراكب عن الخطأ الناتج عن الخطوط، أسوة بما تعمله شركات الطيران الأخرى، التي تعوض ركابها عن الأخطاء بدءا من تأمين السكن للمسافرين المتأخرة رحلاتهم، وانتهاء بالتعويض عن الأضرار الناتجة عن تأخر الطائرة أو إلغاء الرحلة. فبعض موظفي الخطوط السعودية يعملون بعقلية موظفي الحكومة لا عقلية موظفي الشركات الهادفة للربح، فأذكر وكان ذلك قبل عهد المدير الحالي الملحم، أنني حضرت للمطار ووجدت باب الرحلة مقفلا قبل إقلاعها بنصف ساعة، وهي رحلة داخلية! ولم أسافر على الطائرة رغم احتجاجي لدى مدير المطار، ولكن من دون جدوى. ومرة ثانية وفي رحلة دولية طلب مني الموظف التنازل عن مقعدي في الدرجة الأولى إلى السياحية، رغم أن حجزي مؤكد حتى أسافر، وحينما رفضت طارت الطائرة من دون أن أكون على متنها، بينما شركة أخرى حجزت على الدرجة الأولى حجزا زائدا أعطت ركابها المتنازلين عن المقعد تذاكر درجة أولى مجانية على رحلة أخرى مع سكن فندقي شامل وتخفيض لرحلة أخرى يبلغ 30 في المائة مع أسرهم نتيجة للتنازل، إذا طالبت بالحقوق فلا تنسى الواجبات.

* كاتب اقتصادي