شواب يعلن عن مبادرة لإعادة صياغة النظام المالي العالمي

الخوف من الحمائية شكل محور مناقشات دافوس

==================
TT

صرح كلاوس شواب مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي خلال الساعات الختامية لمنتدى دافوس لهذا العام أن المنتدى سوف يطلق خلال الأسابيع المقبلة مبادرة تركز علي إعادة صياغة الأنظمة المالية العالمية. وقال شواب في بيان مرتجل «سوف نبدأ مبادرة لإعادة صياغة النظام المالي في العالم خلال الأسابيع القليلة المقبلة».

وأضاف «أن هذه المبادرة حظيت بدعم معظم الزعماء السياسيين» الذين كانوا في دافوس خلال الايام الخمسة الماضية». وذكر بوجه خاص الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء الصيني وين جياو باو كداعمين للمبادرة. وقال إن الاجتماع المقبل في ابريل (نيسان) المقبل لمجموعة الدول الصناعية العشرين لن يكون كافيا لحسم الأزمة الاقتصادية العالمية. وأضاف «أن الاجتماع لن يناقش القضايا من جميع الجوانب» مضيفا أنه قد يناقش الامور «الفنية» فقط. وذكر شواب أن هناك حاجة لإعادة صياغة النظام المصرفي العالمي واللوائح المالية وإدارة الشركات. وعلى صعيد آخر اوضحت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها ان الخوف من الحمائية شكل محور المناقشات في دافوس حيث حاول وزراء الاقتصاد اعادة المناقشات حول تحرير المبادلات التجارية الى مسارها الصحيح.

وشهد المنتدى الاقتصادي العالمي نداءات عدة للتنبه من ردة الفعل الحمائية للاسواق المحلية في مواجهة الازمة المالية والاقتصادية. الا انه بالنسبة للكثيرين، فان ردة الفعل هذه قد بدأت بالفعل. فقد ادانه العديد من القادة من رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني وين جياباو والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل او رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون. واعلن وزير الاقتصاد والتجارة المصري رشيد محمد رشيد في ختام الاجتماع ان «الحمائية قد بدأت بالفعل وستستمر».

واكد مدير منظمة التجارة العالمية باسكال لامي انه رصد العديد من «النقاط الحمراء» في مراقبة السياسات التجارية.

واوضح ان المسؤولين «يخضعون لضغوط سياسية داخلية وما يسمعونه في دولهم هو ان التجارة يجب ان ترمى في سلة المهملات». واضاف ان «ذلك مدعاة قلق بالنسبة اليهم وبالنسبة الي». وتنتقد منظمة التجارة العالمية عدة دول لعدم فتحها اسواقها بشكل كاف. لكن خطة واشنطن للانقاذ الاقتصادي التي شملت حماية صناعة الصلب الاميركية عززت في دافوس المخاوف من تراجع التجارة العالمية. واشار وزير الاقتصاد الكوري الجنوبي كيم جونغ ـ هون الى ان حوالي عشرين وزيرا «اتفقوا على تفعيل الرقابة» على السياسات الاقتصادية للدول الـ153 الاعضاء في منظمة التجارة لمكافحة الحمائية التي تعتبر ضارة على المدى البعيد. والتزم لامي بالبقاء «يقظ».

الا ان ذلك لن يكون كافيا بالنسبة للدول التي تعتمد شتى انواع العوائق غير الجمركية مثل المعايير وشهادات المنشأ... حتى لحماية صناعاتها. وبالنسبة لوزراء الاقتصاد فان العقبة الوحيدة للتبادل الحر تبقى تنفيذ دورة الدوحة التي تراوح مكانها منذ اكثر من سبع سنوات وتفرض فتح الحدود التجارية.

واكد الوزراء السبت الماضي ان «التجارة ليست جزءا من المشكلة بل جزء من الحل».

وفي تحرك قامت به، اقترحت سويسرا منظمة المؤتمر، اجتماعا وزاريا لمنظمة التجارة العالمية قبل الموعد المنتظر لمجموعة العشرين.

ويكمن الطرح السويسري في ادراج دورة الدوحة في برنامج المناقشات حول النهوض بالاقتصاد العالمي. وكانت قمة العشرين الاخيرة ادت الى المطالبة بتعليق النقاط الاساسية لدورة الدوحة حتى نهاية 2008. الا ان حسن نية المشاركين لم يترجم الى افعال ملموسة في غياب موقف واضح للولايات المتحدة المشلولة في الفترة الانتقالية بين ادارتين.

وتمثلت واشنطن في المؤتمر على مستوى سفيرها لدى المنظمة. وكان وزراء الاقتصاد الحاضرون نشروا اعلانا مشتركا اعتبروا فيه ان «التقدم الكبير الذي تحقق في 2008» يشكل «قاعدة صلبة لقرار سريع حول الاختلافات المتبقية في 2009». ويشكل ذلك فرصة لتجسيد امل لا ينفك يؤجل عاما بعد عام.

وفي شتى الاحوال، فان شيئا لن يحصل قبل الصيف، بعد انتهاء الانتخابات النيابية في الهند وبعد تثبيت الادارة الاميركية لنفسها.

ونظرا للظروف العالمية، كان اجتماع النخبة السياسية والاقتصادية في العالم اكثر بساطة، وتخللته سهرات اقل بذخا ومآدب اميل الى التوفير.

لكن الصورة التي ستبقى عن هذا المنتدى، بعيدا عن الازمة المالية هي انسحاب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بغضب وأمام مئات الأشخاص، من مناقشة حادة مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز حول الهجوم على غزة..وكانت الإدارة الاميركية الغائب الأكبر عن هذا المنتدى اذ ان الرئيس باراك اوباما اكتفى بارسال مستشارة. وقال وزير الخارجية البرازيلي سيلسو اموريم المؤيد لتحرير اكبر للتجارة انه في الازمات «لا تميل الامور الى التبادل الحر بل الى الحمائية».

وفي الوقت ذاته تخشى دول الجنوب انطواء الدول الغنية على نفسها، ليس على الصعيد التجاري وحده بل على صعيد المساعدات.

وقال رئيس الوزراء الكيني رايلا اودينغا ان «الوقت ليس مناسبا لخفض تدفق رؤوس الاموال على افريقيا».

اما الرئيس الكولومبي الفارو اوريبي، فعبر عن الامل نفسه لاميركا اللاتينية حيث تشمل مكافحة الفقر «مئتي مليون شخص».

ووجه الملياردير الاميركي بيل غيتس الذي لا يغيب عن دافوس، نداء الى الحكومات الى «عدم خفض المساعدة الى الدول النامية في هذه الفترة من الصعوبات الاقتصادية».