الأزمة المالية تتسبب في تباطؤ مبيعات الأغذية العضوية رغم ازدهارها

سجلت نموا في ألمانيا بلغ 5.8 مليار يورو.. وانخفاضا في بريطانيا بنسبة 2%

تاجرة تعمل في محلها في يووي بالصين، اكبر سوق للجملة في العالم للبضائع الاستهلاكية الصغيرة. وقد بدأت اثار الازمة الاقتصادية العالمية تؤثر على السوق، الذي يدور نشاطه حول مبني ضخم يضم 26 الف كشك على مساحة 4 ملايين متر مربع (ا.ف.ب)
TT

بينما يدفع الكساد المستهلكين لخفض الإنفاق يواجه مدى التزامهم بالأغذية العضوية اختبارا نتيجة تباطؤ المبيعات رغم انها ما زالت تحقق نموا. وازدهرت الأغذية العضوية التي تزرع دون أسمدة تخليقية ومبيدات للافات بدعوى انها صحية أكثر وألذ مذاقا وان ما تسببه من اضرار بالبيئة اقل مما تسببه اساليب الزراعة التقليدية.

وذكرت مؤسسة يورومونيتور الدولية لابحاث السوق ان حجم السوق العالمية للاغذية والمشروبات العضوية بلغ 22.7 مليار دولار في عام 2007 بعد ان زاد اكثر من المثلين في 5 اعوام. وتمثل الولايات المتحدة نحو 45% من اجمالي حجم السوق.

ونتيجة الأزمة الاقتصادية يتباطأ الاتجاه نحو المنتجات العضوية في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا والاخيرة اهم سوق للاغذية العضوية في اوروبا. وحتى الان فان من المحتمل ان تشهد السوق البريطانية اكبر تراجع نظرا لاضطرار من دخلوها حديثا لترشيد الانفاق نتيجة انكماش دخولهم.

وقال سام بيروفانو من شركة ذا نيلسون كو لابحاث السوق ان معدل النمو النمطي لمبيعات الاغذية العضوية في الولايات المتحدة تراجع في النصف الثاني من عام 2008 مع احساس الاسر ذات الدخل المتوسط والمرتفع بضغوط الاستغناءات الوظيفية وتراجع قيمة محافظ الاستثمار.

وفي ديسمبر (كانون الاول) ارتفع حجم المبيعات بنسبة 5.6 في المائة مقارنة بنسبة 25.6 في المائة في نفس الشهر من العام الماضي. ورغم تباطؤ النمو اشار بيروفانو الى ان معظم من يشترون الاغذية العضوية متمسكون بها.

وقال «لست مقتنعا باننا سنشهد انخفاضا كبيرا في مبيعات الاغذية العضوية في وقت قريب». ومساء الجمعة الماضي كان عدد المتسوقين بمتجر في ساوث كينسينجتون في لندن الذي يتبع سلسلة هول فودز ستور للاغذية الطبيعية والعضوية ومقرها واشنطن قليل جدا.

وقالت ماري بوينتون، 20 عاما، وهي تشتري المزيد من المنتجات العضوية من متاجر تقدم عروضا ارخص «احاول دائما ان اشتري منتجات عضوية قدر الامكان. ولكن قلصت مشترياتي بكل تأكيد».

ولكن مايكل بيسانكون من هول فودز التي تمتلك 270 متجرا في اميركا الشمالية وبريطانيا والتي تقول انها تتصدر هذا القطاع على مستوى العالم يقول ان ثمة قاعدة متمسكة بهذه المنتجات. ويضيف «ليست بدعة. انا في الثانية والستين ولا تزال امي تنتظر مني ان احلق لحيتي واتوقف عن تناول الغذاء العضوي. هذا لن يحدث».

ويقول روني كومينز من اتحاد مستهلكي المنتجات العضوية ان من يشترون مثل هذه المنتجات بشكل عارض يخفضون مشترياتهم ولكن المشترين المنتظمين يقللون من الاغذية المصنعة لصالح الخضروات والفاكهة واللحوم العضوية.

ويقول «يحاولون تحقيق اقصى استفادة من نقودهم ولكن لا يرغبون في التوقف عن شراء الاغذية العضوية. نعتقد ان التقديرات جيدة. لا يمكن حقا معالجة ازمة الطاقة وتغيرات المناج الا من خلال الانتاج العضوي».

ويقول بيسانكون ان تعامل المستهلكين مع مشتريات المنتجات العضوية يختلف عنه مع المنتجات الاخرى الباهظة الثمن.

واضاف «حين تشتري منتجات عضوية تؤمن بان هذا افضل كثيرا لك ولكوكبك. من يطيق المرض. لذا اصبح الناس اكثر وعيا بشأن ما يأكلونه. ثمة نمو في القطاع ولكنه اقل من ذي قبل».

واذا كانت التكلفة النسبية للرعاية الصحية من العوامل المهمة التي تدفع الاميركيين ممن هم على درجة عالية من التعليم لمواصلة شراء المنتجات العضوية يقول منتجون المان ان الحداثة تساعد مبيعات الاغذية العضوية في البلاد.

ويقدر اتحاد صناعة الاغذية العضوية في المانيا بي.او.ال دبليو ان المبيعات نمت الى 5.8 مليار يورو فى عام 2008 مسجلة معدل نمو 10 في المائة فقط مقابل 14 في المائة في عام 2007.

وقال الكسندر جربر الرئيس التنفيذي للاتحاد ان سلاسل المتاجر التي تبيع بخصم كبير في المانيا تزيد معروضاتها من الاغذية العضوية مما يدعم السوق. واضاف ان المستهلكين يريدون غذاء صحيا انتج بشكل مفيد بيئيا وبشكل انساني. لن يتخلوا عن هذا المبدأ بكل بساطة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة.

وفي بريطانيا تفيد بيانات شركة ذا نيلسون كو لابحاث السوق ان مبيعات المنتجات العضوية سجلت انخفاضا كبيرا لتسجل 2 في المائة سنويا من 16 بالمائة. وفي فرنسا واصل القطاع النمو العام الماضي وتبدي اليزابيث مرسييه رئيس (اجنس بيو) التي تجمع مسؤولين ومنتجين يمثلون قطاع الاغذية العضوية ثقتها في استمرار النمو في عام 2009 ولكن بمعدل ابطأ. وقالت «المبيعات مستمرة في الوقت الحالي.. ما زال المشترون يبدون اهتماما والطلب ينمو».

ورغم ان البيانات الرسمية لن تعلن حتى الشهر المقبل لكنها ذكرت ان تصريحاتها تستند لاتصالات اجريت على نطاق واسع وفي الاونة الاخيرة مع منتجين ومتاجر متخصصة.

وتابعت «لا اعتقد انه سيكون هناك انخفاض كبير للاستهلاك هذا العام في اوروبا باستثناء بريطانيا على الارجح حيث تبدي السوق اكثر ضعفا ولكن معدلات النمو ربما لن تكون كبيرة».