أعلنت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية أمس عن فوز ائتلاف «الراجحي» بعقد الجزء الأول من مشروع قطار الحرمين، والمتعلق بالإعمال المدنية بقيمة 6,78 مليار ريال (1,8 مليار دولار).
ويأتي فوز ائتلاف «الراجحي» ضمن تنافس أربعة ائتلافات للظفر بالمشروع، حيث تنافس كل من ائتلاف الراجحي وائتلاف «بن لادن» بمشاركة ائتلاف «أو إتش إل» الدولية، وائتلاف «سعودي أوجيه المحدودة»، والائتلاف السعودي الياباني.
وذكرت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن الائتلاف السعودي الياباني لم يتقدم بأي عرض مالي للجزء الأول من المشروع، بينما تم استبعاد العرض المالي المقدم من قبل ائتلاف «سعودي أوجيه المحدودة»، لأنه كان الأعلى، فيما تم اختيار عرض ائتلاف الراجحي لكونه الأفضل من الناحية الفنية والأقل سعرا.
وتم تجزئة المشروع «قطار الحرمين» إلى جزأين، تم ترسية الجزء الأول منه على الائتلاف الفائز، فيما ستتم ترسية الجزء الثاني خلال الربع الرابع من العام الجاري.
واستبعد المهندس عبد العزيز الحقيل الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية في حديث له مع «الشرق الأوسط» أمس، أن تخفض تكاليف إقامة المشاريع التي تنفذها المؤسسة «الجسر البري» و«قطار الحرمين»، وقال: «قد تكون بعض المواد الأساسية انخفضت، لكن في المقابل كلفة التمويل تضاعفت»، معتبرا أن ضخامة مشروع الجسر البري، هي سبب التأخير، لوجود 500 موظف سيتم نقلهم من المؤسسة إلى الشركة التي ستتولى المشروع، على حد تعبيره.
وأضاف في حديثه: أن «المشروعين يحصلان على التمويل اللازم من الصناديق الحكومية السعودية، ولا توجد أي مشكلات تمويلية تعوق المشاريع».
يُذكر أن قطار الحرمين يمول بشكل كامل من صندوق الاستثمارات العامة، ويقام بطريقة المناقصة، مع تقديم عروض فنية للأعمال التي ستتم في المشروع.
وذكر بيان صدر يوم أمس عن إدارة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية بمدينة الدمام شرق السعودية، أنه تنفيذا لتوجيهات الحكومة السعودية تم الإسراع في تنفيذ مشاريع توسعة شبكة الخطوط الحديدية في البلاد، حيث تم مؤخرا ترسية منافسة تنفيذ الأعمال المدنية لمشروع «قطار الحرمين» على ائتلاف الراجحي بقيمة 6,7 مليار ريال (1.8 مليار دولار).
وأوضح الدكتور جبارة الصريصري وزير النقل ورئيس مجلس إدارة المؤسسة، أن جهودا كبيرة بذلتها المؤسسة وصندوق الاستثمارات العامة واستشاريو المشروع خلال الأسابيع الماضية، لتقييم العطاءات المقدمة من الائتلافات المتأهلة للمشروع، وصولا إلى ترسية هذا الجزء الهام.
من جانبه قال المهندس عبد العزيز الحقيل إن هذا الجزء من المشروع يتعلق بالأعمال المدنية للخط الحديدي للمشروع الذي يربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة، مرورا بمدينة جدة ومطار الملك عبد العزيز، بينما يتعلق الجزء الثاني من المرحلة الأولى ببناء المحطات. ويستغرق تنفيذ المشروع ثلاث سنوات اعتبارا من توقيع العقد.
وعاد الحقيل ليؤكد أن توقيع العقد من الائتلاف الفائز سيتم قبل نهاية الشهر الجاري، مضيفا أن ترسية الجزء الثاني من المشروع والمتعلق بمد الخطوط الحديدية وبناء محطات الكهرباء وتركيب العربات والتشغيل والصيانة، ستتم في الربع الرابع من العام الجاري، على أن يكتمل المشروع في غضون ثلاث سنوات ونصف، بنهاية عام 2012.
وبيّن أن مشروع «قطار الحرمين» يتميز بسرعته العالية التي تتجاوز 300 كلم في الساعة، حيث سيكون زمن الرحلة بين جدة ومكة المكرمة نصف ساعة فقط، بينما لا يتجاوز زمن الرحلة بين جدة والمدينة المنورة الساعتين.
وأضاف الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية، أن المشروع سيوفر عند اكتماله وسيلة نقل جديدة في الشرق الأوسط، وخدمة سـريعة وآمنة لنقل الحجاج والمعتمرين والمسافرين المحليين، كما سيشكل إضافة مميزة لمشاريع التطوير التي تنفذها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في المشاعر المقدسة، ويضـع السعودية في مصاف الدول التي تقـدم خدمة النقل بقطارات الركاب السريعة.
وأكد أن أعمال هذا المشروع تشمل إنشاء خطوط حديدية مكهربة بطول 450 كيلومترا، مجهزة بأنظمة إشارات واتصالات حديثة.