«ميريل لينش»: اتساع التباطؤ الاقتصادي العالمي لن يؤدي الى تعاف سريع للسوق النفطية

أكدت أن بعض الدول تستغل تراجع أسعار الخام لتعزيز احتياطاتها

TT

توقعت ميريل لينش في احدث تقرير لها حول استهلاك النفط عالميا ان يستمر التراجع بالطلب على الطاقة هذا العام. وقالت ان الاسعار ما زالت تتراجع على الرغم من موسم الشتاء الذي عادة ما يؤدي الى ارتفاع الطلب على الوقود. وقد قاد هذا الامر الى تراجع تشغيل مصافي التكرير على ضفتي الاطلسي الى ادنى مستوياته. وفي المقابل فان المشتقات النفطية الخفيفة والثقيلة تقلصت بشكل كبير نتيجة الزيادة في طاقة المصافي الاحتياطية حول العالم الامر الذي اخرج الكثير من المصافي الصغيرة من العمل.

وبحسب التقرير فان «عمق واتساع التباطؤ الاقتصادي الذي يضرب العالم اليوم يقودان الى القول بان التعافي في الطلب على النفط ليس وشيكا. مما يضيف مخاطر على سيناريوهات التعافي في النصف الثاني من العام الجاري. فتقلص مستوى الطلب سيصل الى القاع في النصف الاول من هذا العام 0.7% ليصل الى 0.3% في النصف الثاني».

وقال التقرير ان مزيدا من التباطؤ الاقتصادي في الدول النامية سيؤدي الى مزيد من تراجع الطلب على الديزل في وقت يشهد تراجعا في انتاج الغازولين اساسا. «ففي السنوات الماضية قامت مصافي التكرير بتخفيف انتاجها من الغازولين لصالح المشتقات المتوسطة نتيجة ارتفاع اسعاره. لكن الهوة بين اسعار الغازولين ومشتقات التقطير المتوسطة ستضيق. كما سنشهد تراجعا اكبر في اسعار وقود التدفئة».

ويبقى هناك سؤال يتكرر باستمرار، وهو: هل سنشهد تراجعا في الطلب على الوقود في الولايات المتحدة هذا الصيف؟ ويوضح تقرير ميريل لينش بان «اجمالي نمو الطلب على الوقود في الولايات المتحدة تراجع بنسبة 5% سنويا، ليعود الى مستويات عام 2002. ومع خسارة نحو مليوني وظيفة في الاشهر الثلاثة الماضية وتراجع مبيعات السيارات بنحو 50 بالمائة، لا نجد تعافيا قريبا في نسبة استهلاك البنزين، حيث ان تراجع الطلب عليه يتم بشكل متواصل منذ 14 شهرا مقارنة مع معدل تراجع بنحو 25 شهرا ابان التباطؤالاقتصادي الذي حصل في الاعوام 1973 و1981 و 1991. اما في الدول الصناعية المتقدمة في اوروبا فان تراجع عمل المصانع وتراجع ثقة المستهلكين اديا الى تراجع في استهلاك الوقود في المصانع وقطاع المواصلات. و كان موسم الشتاء والصقيع الضوء الوحيد لرفع الطلب على الطاقة لكن هذا لم يتحقق. ولقد استغلت المانيا تراجع الاسعار لتعزيز احتاطياتها من وقود التدفئة. لكن هذا الطلب ايضا سيتوقف مع وصول الاحتياطي الى المستويات المطلوبة. ويضيف التقرير «اما في آسيا وبالتحديد في كل من اليابان وكوريا الجنوبية فان استهلاك الطاقة يرتبط بالدرجة الاولى بالنشاط الاقتصادي. وهذا يعني ان الطلب سيظل متراجعا. وفي الصين ،التي سجل الطلب على النفط في شهر اكتوبر الماضي فيها ارتفاعا بنسبة 5.6 بالمائة، تراجع في شهر ديسمبر الى 5.5 - بالمائة. ونتوقع قياسا الى التراجع المتوقع في النمو الاجمالي للاقتصاد وتراجع الصادرات، تراجعا في الطلب على النفط في الاشهر القادمة». وتوقع التقرير بان يؤدي ارتفاع الطاقة الاحتياطية لمصافي التكرير الجديدة في آسيا الى ضغط عكسي متزايد على البترول الخفيف في النصف الثاني من العام الجاري.