غالبية البورصات العربية تواصل أداءها «المتقلب»

مع استمرار حالة الحذر والترقب

جانب من التداولات في سوق دبي التي أفاقت بسرعة أمس من صدمتها بنتائج شركاتها وحققت مكاسب بنسبة 0.69% «الشرق الأوسط»
TT

استمرت اغلب أسواق المنطقة العربية في أدائها المتقلب بين جلسة وأخرى حائرة تبحث عن اتجاه واضح لتسلكه، وعاجزة عن تحديده في ظل الظروف الراهنة بما فيها من أزمة باتت معروفة للجميع وتداعيات من الممكن أن تباغت الأسواق بين عشية وضحاها، وعزز من حيرة الأسواق عدم اكتمال إعلانات الشركات عن نتائج العام الماضي. وشهدت أسواق المنطقة في جلسة يوم أمس استمرارا لحالة الحذر والترقب لأي من المستجدات وسط تراجع لقيم وأحجام التداولات في معظمها، وأقفلت الأسواق متباينة في الأداء مع وقوف مؤشرات غالبيتها عند مستويات قريبة من اغلاقات الجلسة السابقة. ففي دبي، أفاقت سوق دبي بسرعة من صدمتها بنتائج شركاتها وتمكنت من استيعاب التراجعات في نسب الأرباح التي منيت بها غالبية شركاتها جراء إطفاء جزء كبير من الخسائر الناجمة عن تراجع في قيم الأصول، الأمر الذي يمهد لها للانطلاق على أرضية نظيفة إلى حد كبير في السنة الحالية، فيما الأوضاع الراهنة وتداعيات الأزمة تعمل على خلق حالة من عدم اليقين حول النتائج المستقبلية للشركات وتشرع الأبواب لكافة الاحتمالات. وشهدت الجلسة تذبذبات وتقلبات في حركة المؤشر الذي تمكن في الساعة الأخيرة من الصعود التدريجي وتقليص الخسائر ليدخل في دائرة المكاسب ويقفل عند مستوى 1488.64 نقطة بمكاسب بلغت بواقع 10.25 نقطة أو ما نسبته 0.69%، وارتفع سهم إعمار بنسبة 1.63% ليقفل عند سعر 1.87 درهم وتبعته كافة العقارية والأسهم الثقيلة باستثناء تراجع بنسبة 0.94% لدبي المالي واستقرار لدبي للاستثمار.

وفي الكويت ازدادت وتيرة البيوع في السوق في جلسة يوم أمس قليلا عن الجلستين السابقتين وبخاصة في النصف الأول من فترة التداولات في الوقت الذي كانت هناك طلبات شراء لا بأس بها وسط استمرار التباين في اتجاهات المتداولين، الأمر الذي خفف من قوة التراجعات التي جاءت مع سيطرة حالة الترقب والحذر على المستثمرين الذين يتابعون بدقة نتائج الشركات من جهة وتطورات خطة الإنقاذ من جهة أخرى، وسط قناعة لدى النسبة الأكبر من المستثمرين بأن تمر الخطة في النهاية من مجلس الأمة لضرورتها للحد من تأثيرات الأزمة على الاقتصاد. وأشاعت أجواء من التفاؤل التوقعات بأن يقوم «المركزي الكويتي» بتخفيض سعر الفائدة للتخفيف قليلا من أعباء القروض على الشركات والأفراد وتحفيز السيولة للتوجه إلى الأسهم، حيث أنهى مؤشر السوق العام عند مستوى 6576.4 نقطة خاسرا ما نسبته 0.45% وبواقع 29.7 نقطة، وجاء الضغط الأكبر من أسهم البنوك والقياديات بشكل عام بجلسة تراجعت فيها قيم وأحجام التداولات لتسجل واحدا من أدنى قيمها منذ مطلع العام، حيث قام المستثمرون بتناقل ملكية 254.2 مليون سهم بقيمة 31.6 مليون دينار نفذت من خلال 5152 صفقة. من جهته سجل مؤشر السوق القطرية في جلسة يوم أمس تراجعا بلغت نسبته 0.26 % وبواقع 13.82 نقطة ليقفل عند مستوى 5303.38 نقطة، وكانت السوق قد ارتفعت قليلا في بداية التداولات لتعاود الهبوط التدريجي بضغط من سيطرة عمليات البيع على مجرى التداولات، وذلك لنزعة بعض المستثمرين لجني الأرباح التي تحققت لهم في الجلسة السابقة، كما ومهد الطريق للتراجعات وسهل من أمره غياب المحافظ المحلية وصناع السوق عن السوق لانتظار أي تطورات أو أخبار جديدة ترسخ أرضية ثابتة لانطلاقة جديدة، بالإضافة إلى التخوف، خاصة من قبل الصغار، بعد الشائعات المتضارب كثير منها، التي تدور في أروقة التداول حول سيناريوهات عديدة محتملة بانتظار السوق في الفترة المقبلة، منها ما يتحدث عن ايجابية في المستقبل القريب وآخر عن سلبية. وتراجعت القيم والأحجام المنفذة، حيث قام المستثمرون بتناقل ملكية 8.6 مليون سهم بقيمة 174.4 مليون ريال نفذت من خلال 4199 صفقة.

وفي المقابل اقفل مؤشر السوق البحرينية في جلسة يوم أمس عند مستوى 1617.28 نقطة كاسبا بواقع 0.19 نقطة أو ما نسبته 0.01%، وجاء الارتفاع طفيفا جدا رغم تفوق كبير للأسهم الرابحة على الخاسرة، وشهدت الجلسة ارتفاعا كبيرا بقيم وأحجام التداولات، حيث قام المستثمرون بتناقل ملكية 2.5 مليون سهم بقيمة 654.9 ألف دينار. من جهتها واصلت السوق العمانية في جلسة يوم أمس ارتفاعها مدعومة من إعلانات عدد من شركات السوق عن نتائج أفضل من المتوقع ليعود المستثمرون للشراء بعد تحققهم من مدى المبالغة في التشاؤم ورد الفعل في الفترة السابقة، كما وعزز من الارتفاع المشتريات الهادئة التي يقوم بها صندوق التوازن الاستثماري، حيث ارتفع مؤشر السوق العام بواقع 54.01 نقطة أو ما نسبته 1.11% ليقفل عند مستوى 4917.050 نقطة، فيما تراجعت القيم وأحجام التداولات بشكل كبير، حيث قام المستثمرون بتناقل ملكية 14.3 مليون سهم بقيمة 4.4 مليون ريال نفذت من خلال 3118 صفقة.

في الأردن تراجعت السوق في جلسة يوم أمس بنسبة طفيفة جدا نتيجة لجني الأرباح التي تعرضت له أسهم الصناعة واسهم الخدمات وسط ارتداد طفيف لأسهم القطاع المالي الذي حد من ارتفاعه التراجع البسيط لسهم العربي، وفقد مؤشر السوق العام ما نسبته 0.09% ليقفل عند مستوى 2710.69 نقطة، وقام المستثمرون بتناقل ملكية 23.1 مليون سهم بقيمة 35.6 مليون دينار نفذت من خلال 14015 صفقة.

من ناحيتها واصلت السوق المصرية في جلسة يوم أمس الارتفاع مدعومة من سهم اوراسكوم للإنشاء والصناعة وسهم العز لحديد التسليح بالإضافة إلى أسهم متوسط الثقل، حيث كسب مؤشر كايس 30 ما نسبته 1.07% ليقفل عند مستوى 3735.72 نقطة، وارتفعت قيم وأحجام التداولات بشكل كبير جدا، حيث قام المستثمرون بتناقل ملكية 130 مليون سهم بقيمة ملياري جنيه نفذت من خلال 50 ألف صفقة.