استثمار لبناني وتشغيل كويتي لسلسلة فنادق عراقية.. أول ثماره الوالي بإدارة «سفير الدولية»

بعد الاهتمام المتصاعد للمصارف بدخول أربيل وبغداد

TT

أنتج تعاون استثماري لبناني كويتي بدء إطلاق سلسلة فنادق في مدينتي النجف وكربلاء العراقيتين بهدف مواكبة النمو المتزايد للسياحة الدينية فضلاً عن الثغرة الفندقية في المدينتين. وتم توقيع أول عقد بين الطرفين تقوم بموجبه شركة سفير الدولية لإدارة الفنادق الكويتية بإدارة وتشغيل أول فندق منجز تملكه المجموعة الدولية القابضة اللبنانية في مدينة كربلاء العراقية.

وحمل العقد توقيع الشيخ فاضل الصباح رئيس مجلس إدارة شركة سفير ونائبه فوزي المسلم عن الجانب الكويتي، وعباس فواز ونائبه علي إسماعيل عن الجانب اللبناني.

وقال إسماعيل لـ «الشرق الأوسط» أن الفندق الأول الذي سيتم افتتاحه رسمياً في كربلاء خلال الربع الثاني من العام الحالي سيحمل اسم «الوالي» وهو من فئة 5 نجوم مكون من 350 غرفة وجناحاً. ويضم قاعة فسيحة للمؤتمرات والاجتماعات ومجموعة مطاعم ومركز لخدمة رجال الأعمال.

وبلغت قيمة الاستثمار الأساسية 150 مليون دولار يتم ضخها من مساهمي المجموعة القابضة التي تضم إضافة إلى الرئيس ونائبه، اللبنانيين جلال البيطار وعلي شرارة ورجل الأعمال الكويتي عبد الرضا هورشيك. كما تم الاستعانة بمجموعة روتانا الإماراتية لتولي مهمة الإشراف الفني على المشروع.

وأوضح إسماعيل أن فندق الوالي هو الأول في سلسلة من 6 فنادق تتوزع بين كربلاء والنجف. بينها اثنان من فئة 5 نجوم في المدينتين وأربعة من فئة 4 نجوم. ويرتقب أن يتم الانتهاء من أعمال بناء الفندق الثاني في كربلاء قبل نهاية العام الحالي ليكون جاهزاً للعمل مطلع العام المقبل. فيما يمتد إنجاز باقي الفنادق تباعاً حتى عام 2012.

وأعرب عن أمله أن يكون العقد الأول مع مجموعة «سفير لإدارة الفنادق» فاتحة خير نحو إقامة شراكة استراتيجية تشمل الاستثمارات الفندقية للمجموعة الدولية في كل أنحاء العراق. علماً أن مدينتي كربلاء والنجف هما الاحوج حالياً للاستثمارات الفندقية بسبب الفجوة التاريخية في هذا المجال والتي لم يكن بالإمكان تغطيتها في السابق. ويحوز العراق حالياً على موقع مفضل لدى المستثمرين اللبنانيين أفراداً ومؤسسات تحت شعار المواكبة المبكرة للنهوض الاقتصادي بعدما تقلصت أعمال العنف في هذا البلد.

وركز المستثمرون اللبنانيون بداية على منطقة أربيل حيث أنشأ مصرفان لبنانيان هما «بيبلوس» و«انتركونتيننتال بنك» فرعين تابعين في المدينة، بالتوازي مع إقامة شراكات استثمارية لإدارة فنادق في منطقة الشمال بينها إنفاق تولاه رئيس نقابة أصحاب الفنادق اللبنانيين بيار أشقر في مدينة السليمانية.

وقد حازت أخيراً مجموعة بنك «الاعتماد اللبناني» بالمشاركة مع مستثمرين عراقيين من القطاع الخاص، رخصة لإنشاء مصرف مستقل برأسمال يناهز 90 مليون دولار، يتوقع انطلاقه رسمياً خلال أسابيع من خلال مركز رئيسي كبير في بغداد وفرع تابع في مدينة أربيل. كما أنشأت مصارف أخرى بينها بنك «بيروت» و«فرست ناشونال بنك» مكاتب تمثيل في بغداد. ويعتبر رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب الدكتور جوزف طربية الذي يرأس مجموعة الاعتماد اللبناني أن العراق نمر اقتصادي جريح على طريق المعافاة. ويملك إمكانات واعدة في المجالات الاستثمارية كافة. كما يتميز بوجود كفاءات بشرية ذات مستوى تعليمي متقدم.

في المقابل، يحتل العراقيون المرتبة الثانية في إحصاءات زوار لبنان من الدول العربية، كما يرتبط العديد من رجال الأعمال والمال العراقيين بعلاقات متواصلة مع مؤسسات مصرفية لبنانية، فضلاً عن علاقات قرابة تربط بين عائلات لبنانية وعراقية.