وزير إيطالي: إنهاء الأزمة المالية يحتاج لإلغاء القواعد «الانتحارية» التي يمكن أن يكتبها بن لادن

ميركل تطالب بقواعد تنظيمية لأسواق المال العالمية > ساركوزي يدعو لنهج أوروبي مشترك في قمة الـ20

وزير الاقتصاد الإيطالي جوليو تريمونتي ( يسار) إلى جانب المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس كان خلال مؤتمر صحافي في روما أمس على هامش مؤتمر اقتصادي عقد بمقر البرنامج العالمي للغذاء ( أ.ب)
TT

أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس انه ينتظر من الدول الأوروبية الأعضاء في مجموعة العشرين التي ستعقد اجتماعا اليوم الأحد في برلين أن تتبنى «الأجوبة الصحيحة» في مجال ضبط الأسواق المالية وان فرنسا تعارض «إجماعا خاطئا». وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية صرح ساركوزي للصحافيين عقب زيارة معرض المزارعين في باريس «أتوقع أمرين، أن تستعد أوروبا لاتخاذ موقف مشترك في قمة مجموعة العشرين في لندن في الثاني من ابريل (نيسان) المقبل وألا يكون الموقف المشترك إجماعا خاطئا... ذا تطلعات صغيرة».

وأضاف أن «قوة الأزمة وعمقها يفرضان علينا تغييرات عميقة. لا بد من إعادة النظر في أسس النظام الرأسمالي وتحليه بالأخلاق، وبالتالي فإنني أنتظر أجوبة صحيحة وستدفع فرنسا من اجل أن نكون طموحين في ردودنا». وأضاف بإلحاح «لن أشارك في إجابة قد تكون ظرفية، لن أشارك في أمر لا يرد بشكل طموح على أزمة شديدة العمق».

كان رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني وساركوزي قد طالبا أول من أمس الجمعة قمة مجموعة العشرين في ابريل بتقديم مقترحات «قوية وملموسة» لمحاربة الأزمة المالية العالمية. ويعقد رؤساء الدول والحكومات الأوروبية الأربع الأعضاء في مجموعة العشرين (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا) الأحد في برلين اجتماعا لإعداد قمة اكبر الدول الاقتصادية العشرين في العالم المقررة في الثاني من ابريل في لندن لرسم ملامح إصلاح النظام المالي العالمي. كذلك دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أرباب العمل في مجموعة الدول التي تتعامل باليورو والمفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي واسبانيا وهولندا والجمهورية التشيكية للمشاركة في الاجتماع.

وقد أكدت المستشارة الألمانية على ضرورة وضع قواعد تنظيمية دقيقة لأسواق المال العالمية.

وقالت ميركل في رسالتها الأسبوعية المصورة بالفيديو على شبكة الانترنت أمس السبت: «يجب ألا نسمح بأي بقع حتى ولو كانت بيضاء». وأشارت إلى أن هذا يسري على منتجات أسواق المال والمساهمين في هذه الأسواق والأدوات المستخدمة.

وأوضحت ميركل أن مجموعة الدول العشرين تعمل في الوقت الحالي «بكل قوة» على تنفيذ خطة العمل التي تم الاتفاق عليها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية توقعت ميركل أن تسفر القمة المزمعة في الثاني من أبريل (نيسان) المقبل في العاصمة البريطانية لندن عن خطوات إيجابية، وأضافت أن اجتماعها اليوم الأحد مع الأعضاء الأوروبيين في مجموعة دول العشرين في العاصمة برلين يهدف إلى اتخاذ الاستعدادات المناسبة لقمة لندن.

من ناحية أخرى ذكرت ميركل أن موافقة مجلس الولايات أول من أمس الجمعة على الحزمة الثانية لدعم الاقتصاد بقيمة 50 مليار يورو يأتي كرد ألماني على الوضع الاقتصادي الصعب الذي حدث بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية.

وعلى صعيد متصل قال المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس انه يؤيد تماما فكرة طرح سندات أوروبية مشتركة لمعالجة الأزمة الاقتصادية التي حذر من أنها قد تتفاقم في الشهور المقبلة.

وقال ستراوس خلال مؤتمر صحافي في روما أمس: «لدينا لاعب كبير هو الاتحاد الأوروبي ولا يوجد ما يمنع من أن يكون له سبيله الخاص للتمويل وإصدار سندات فكرة جيدة».

وأضاف أنه إذا منح الاتحاد الأوروبي سلطة إصدار سندات فانه سيحتاج أيضا إلى تحديد الموارد اللازمة لسدادها.

وقال: «أؤيد هذه المبادرة حقا، يتوقف الأمر على المفوضية الأوروبية وسلطات الاتحاد الأوروبي، لكنني لا أرى سببا يمنع الاتحاد الأوروبي من هذا».

وفي نفس المؤتمر الصحافي سئل وزير الاقتصاد الايطالي جوليو تريمونتي إن كان يرى دعما سياسيا متناميا بين الحكومات الأوروبية لمثل هذه الفكرة فأجاب قائلا: «بصراحة.. نعم».

وبحسب «رويترز» أضاف تريمونتي أن إنهاء الأزمة يستلزم إلغاء وإحلال قواعد المحاسبة الحالية.

وقال إن الكثير من هذه القواعد «انتحارية، وكان يمكن أن يكتبها أسامة بن لادن».

وقال ستراوس إن توقعات الصندوق لتراجع الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو هي اثنان في المائة في 2009 تواجه «خطر إجراء خفض كبير».

وقال إن المخاطر قريبة الأجل للازمة ترتبط بقدرة الأسواق الصاعدة على تمويل حساباتها الجارية وان هناك حاجة إلى توخي «قدر كبير من اليقظة» في الأسابيع المقبلة.

وأضاف أن صندوق النقد يعمل على مساعدة الاقتصادات الصاعدة على تعويض التدفقات الرأسمالية الناضبة.