فريقي خليجي

علي المزيد

TT

تقول الإحصائيات إن حجم التبادل التجاري الخليجي الأفريقي يبلغ 31 مليار دولار قابلة للتطور. رجعت لهذه الإحصائية بعد أن اطلعت على برنامج المنتدى الاقتصادي الخليجي الأفريقي، الذي سيعقد في عاصمة جنوب أفريقيا «كيب تاون» الثلاثاء المقبل ويستمر لمدة يومين ونصف اليوم ويحضره نحو 16 دولة أفريقية إضافة إلى عدد من دول الخليج العربية. والجميل في المنتدى أن الخليجيين يذهبون لأفر يقيا كوحدة واحدة يمثلون المنطقة الخليجية، يتناقشون ويتفاوضون مع الأفريقيين ولعل هذا يوحد الجهود، والأجمل في الأمر أن المنظم لهذا المنتدى هو القطاع الخاص عبر مركز الخليج للأبحاث وهو مركز غير ربحي مقره دبي وصاحبه سعودي هو عبدالعزيز بن صقر ولعل هذا يجسد روح السوق الخليجية المشتركة. هذا هو المنتدى الاقتصادي الخليجي الأفريقي الأول ولعل له أهداف اقتصادية وسياسية واجتماعية يمكن أن تتحقق بين دول المنطقتين ولعل التحدي يكمن في التخلف الذي تعيشه أفريقيا سواء على مستوى التقنية أو التعليم، لكن هذا بالتأكيد لا يقلل من فرص العمل الاستثماري، فمن المعروف أن الدول النامية تحقق للمستثمر أرباحا أكبر، لكن بالتأكيد مع مخاطر أكبر أيضا. ويعد تعقيد الأنظمة وتباينها في الدول الأفريقية تحديا آخر أمام المستثمرين الخليجيين راغبي الاستثمار في أفر يقيا، فعلى سبيل المثال يحتاج الترخيص لمشروع استثماري في بعض دول أفريقيا لمدة 365 يوما إضافة إلى الحواجز المختلفة التي تعيق الاستثمار، ومع ذلك هناك دول أفريقية ترخص للمشروع الاستثماري الأجنبي في مدة ثلاثة أيام وهذا يفرض توحيد الإجراءات في الدول الأفريقية لتسهيل عملية الاستثمار. والمؤتمر ينظم من جهة غير حكومية ويحضره الرسميون الخليجيون والأفريقيون على مستوى وزراء التجارة وغير الرسميين، وهم المنتسبون للغرف التجارية والمهتمون والأكاديميون مما يعزز فرص الحوار بين الافريقيين والخليجيين. لكن يجب أن لا ننتظر من المنتدى أكثر مما يجب بصفته المنتدى الأول. ومن المتوقع أن يثير المنتدى الكثير من الأسئلة بين الطرفين مثل فرص الاستثمار في أفريقيا، وهل هي متركزة في الطاقة والنقل والمعادن والسياحة والزراعة فقط؟ أم أن هناك فرصاً أخرى؟ هل يستغل الخليجيون هذه الفرص؟ وهل يدرك الأفارقة أن المشروع المشترك يعني خلق فرص عمل ونقل للتقنية؟ مثل هذا المنتدى فرصة لعمل اقتصادي سياسي مشترك يخدم الدول الأفريقية والخليجية، والمطلوب منه تحديد معالم الطريق للبدء بعمل مشترك يخدم المنطقتين، فأفريقيا هي الحديقة الخلفية للعرب وهي سلة الغذاء لهم أيضا، مما يؤكد أن الكثير من المشروعات سيركز على المشاريع الزراعية وتطوير التصنيع الغذائي بمال خليجي مشترك.

* كاتب اقتصادي