تزايد الحديث عن توجه واشنطن لـتأميم جزئي لـ«سيتي غروب» يلقي بظلاله على الأسواق العالمية

وسط تحركات أوروبية أخرى لدعم القطاع المصرفي ونجدة مؤسساته المتعثرة

إشارة مرور حمراء أمام أحد فروع «سيتي غروب» بسنغافورة (رويترز)
TT

عادت المصارف التي تعاني من أوضاع صعبة في الولايات المتحدة، وكذلك في أوروبا، إلى الاعتماد على الدولة، ويستعد «رويال بنك أوف سكوتلاند» و«إل بي جي»، لعمليات إعادة هيكلة مدعومة من لندن، فيما تعاود باريس تمويل اتحاد صندوق الادخار- البنك الشعبي، بينما تزايد الحديث عن تأميم جزئي لمصرف سيتي غروب الأميركي.

وفي ألمانيا قد تحل الدولة مكان المصارف. وتعتزم وزارة الاقتصاد الألمانية- بحسب الصحف- إنشاء «بنك للاقتصاد» لحل مشكلة نقص السيولة لدى الشركات، وقد تستجيب، خصوصا لدعوات المساعدة التي أطلقتها شركتا أوبل وشافلر. ويتوقع بحسب الصحافة أن يعلن المصرفان البريطانيان «آر بي إس» و«إل بي جي» بعد غد الخميس وضع مئات المليارات من الجنيهات من الأصول الهالكة تحت حماية الدولة. إلى ذلك من المنتظر أن يكشف «آر بي إس» في الوقت نفسه عن خسائر ضخمة خلال عام 2008 والتخلي عن كمية كبيرة من الأصول. وفي فرنسا ستضخ الدولة «ما بين 2.5 و5 مليارات يورو» بشكل قروض في الاتحاد الجديد لصندوق الادخار-البنك الشعبي الذي سرعت عملية اندماجه. ومن المنتظر أن يعلن الاندماج رسميا هذا الأسبوع. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية تريد باريس بذلك إعطاء «حجم استراتيجي» لهذا المصرف الجديد الذي سيصبح ثاني اكبر مصرف فرنسي، كما قالت وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاغارد أمس، من دون التحدث عن إسهام في المصرف الجديد. لكن الرئيس الجديد لهذا الاتحاد سيكون منبثقا عن السلطة بحسب الصحافة التي ذكرت اسم فرنسوا بيرول السكرتير المساعد لقصر الاليزيه. وفي الولايات المتحدة قد يجري مجددا تعويم البنك العملاق سيتي غروب، إذ تنوي الحكومة القيام بتأميم جزئي للمجموعة المصرفية تمتلك بموجبها 25 إلى 40% من رأسماله، كما ذكرت وول ستريت جورنال أول من أمس. وقد سرت طوال الأسبوع الماضي شائعات بشان تأميم «سيتي غروب»، وكذلك بنك أوف أميركا، وكلاهما أعيدت رسملته بمستوى 45 مليار دولار لكل منهما بعد تدخل واشنطن.

وفي المقابل اتجهت مجموعة الخدمات المالية نومورا في اليابان نحو السوق وأعلنت أمس زيادة لرأسمالها بأكثر من 36% ليبلغ 331.7 مليار ين (2.86 مليار يورو). وأدى احتمال حصول المصارف على مساعدة من الدولة، خاصة التقرير المتعلق بـ«سيتي غروب» إلى إلقاء ظلال ايجابية على أسواق المال العالمية،خاصة الآسيوية التي ارتفعت غالبيتها، إلا أن مؤشر نيكي القياسي للأسهم اليابانية هبط 0.5 % أمس بعد أن أدى تعثر بنك إس.إف.سي.جي الذي يقدم قروضا بفوائد مرتفعة للشركات الصغيرة، إلى تنامي المخاوف من تأثير شح الائتمان على الشركات في شتى مجالات الاقتصاد الياباني.

وأدى التقرير حول سيتي إلى إشاعة ارتياح بين المستثمرين وعزز المعنويات مما أدى إلى ارتفاع النفط الخام الأميركي الخفيف متجاوزا 40 دولارا للبرميل أمس بعد انخفاضه في وقت سابق.

وفي المقابل أدى التقرير حول «سيتي» إلى تراجع الدولار وانخفاض الذهب أمس بعد أن تجاوز 1000 دولار للأوقية (الاونصة) الأسبوع الماضي. وقد ذكرت «وول ستريت جورنال» الأميركية أمس أن مجموعة «سيتي غروب» المصرفية الأميركية العملاقة المتعثرة، تجري مفاوضات حاليا مع الحكومة الأميركية للحصول على حصة أكبر في البنك.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة بالمجموعة قولها، إن البنك وهو أحد أكبر المؤسسات المالية في العالم، قد تلقى من الحكومة 45 مليار دولار أميركي نقدا العام الماضي، لكنه يسعى الآن إلى الحصول على مزيد من المساعدات الحكومية في مقابل حصة تتراوح نسبتها بين 25 إلى 40%.

وقالت الصحيفة إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لم تشر بعد إلى ما إذا كانت ستوافق على تلك الخطة أم لا، وسط تزايد التوقعات بشأن إجراء عملية تأميم كاملة لمختلف البنوك الأميركية في أعقاب الأزمة الاقتصادية العالمية.

وتمتلك حاليا حصة بنحو 8% من أسهم «سيتي غروب» التي يطلق عليها «أسهم ممتازة» في مقابل ما ضخته من سيولة نقدية في البنك وتبلغ 45 مليار دولار.