قال خبراء اقتصاديون خلال اجتماع ضم مسؤولي شركات في فيتنام أمس إن فيتنام تبتعد كثيرا عن حجم الإنفاق المطلوب على البنية الأساسية من أجل الحفاظ على معدلات نمو اقتصادية مرتفعة.
وقال أندرو هونغ مدير وحدة تمويل الشركات في مؤسسة «برايس ووترهاوسكوبرز كابيتال» في ماليزيا إنه «إذا ما نظرت إلى معايير البنك الدولي فإن استثمارات البنية الأساسية يجب أن تكون ضعف معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي». وقال إن«الاستثمارات في (مشروعات) البنية الأساسية في فيتنام يجب أن تبلغ حوالي 15 في المائة» من الناتج المحلي الإجمالي بدلا من أن تكون أقل من 10 في المائة.
وقال بول هوجوايرتس ممثل شركة «مايرسك» النرويجية في فيتنام - أكبر شركة للشحن في العالم - إن ضعف الاستثمار في البنية الأساسية قد تسبب في حدوث اختناقات شديدة في الموانئ الفيتنامية خلال العام الماضي ولم تخف الحالة إلا بفعل التباطؤ الاقتصادي العالمي.
وقال هوجوايرتس إن «انعدام البنية الأساسية أضرنا فعلا خلال شهري أبريل ومايو(نيسان وأيار) من العام الماضي.. لقد شهدنا تكدسا كبيرا في الموانئ، حيث أن المستوردين يشترون في فيتنام كما لو أن السلع ستنفذ غدا».
وقال هوجوايرتس إن تراجع الصادرات والواردات الفيتنامية منذ الخريف الماضي منح للبلاد فرصة لتعويض احتياجاتها من البنية الأساسية.
وتتوقع فيتنام أن يتم افتتاح تسعة موانئ للحاويات خلال السنوات القليلة المقبلة، لكنها ستحتاج إلى بدء جولة جديدة من عمليات إنشاء الموانئ في عام 2012 للوفاء بالطلب في المستقبل.
ويعتمد اقتصاد فيتنام بشكل كبير جدا على الصادرات التي شكلت 70 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام الماضي.
وطالما اشتكى المصدرون من سوء البنية الأساسية في مجال النقل الذي يجعل من الصعب وصول منتجاتهم إلى المستهلكين في أوروبا والولايات المتحدة.
ونظرا لعدم وجود موانئ في المياه العميقة لفيتنام يمكنها استقبال الجيل الحالي من سفن الحاويات العملاقة، فإن السلع يجب أولا أن يتم شحنها إلى موانئ أكبر مثل سنغافورة وهونج كونج قبل أن تتم إعادة شحنها إلى وجهاتها الأصلية.
ومن المقرر أن يتم افتتاح ميناء «تان كانغ كاي ميب» بجنوب مدينة هو تشي منه وهو أول ميناء للبلاد يستطيع التعامل مع ناقلات حاويات بحجم 80 ألف طن في يونيو (حزيران) المقبل.
وقال هوجوايرتس إن القرارات الحكومية لبناء تسعة موانئ صغيرة بدلا من بناء ميناء كبير يبدو أنها اعتمدت على بيانات خاطئة. وكان آخرها أن عكفت الحكومة على خطط لبناء ميناء عبور «ترانزيت» في المياه العميقة في خليج فان فونج بوسط البلاد بعيدا عن أي مطار وعلى بعد مئات الكيلومترات من أي مراكز صناعية حول مدينة هو تشي منه.
لكن هونج قال إنه ستكون هناك حاجة لأن تقوم استثمارات القطاع الخاص وليس التمويل الحكومي بتمويل مشروعات البنية الأساسية المطلوبة. ومن المتوقع أن تتراجع مساهمة الحكومة إلى 23% من إجمالي الإنفاق على مشروعات البنية الأساسية بحلول عام 2010 بينما ستزداد مساهمات القطاع الخاص إلى 44%.