رئيس اتحاد الصالحية: قطاع التمور السعودي الأقل تأثرا بالأزمة المالية العالمية

قال إن شركته تخطط لفتح أسواق جديدة في 2009

تحتل السعودية المركز الثاني على مستوى الوطن العربي إنتاجا للتمور والثالث من ناحية التصدير
TT

قال فهد بن عبد العزيز الصالح رئيس مجلس إدارة اتحاد الصالحية ورئيس اللجنة الوطنية للتمور بمجلس الغرف السعودية: إن الإنتاج السعودي للتمور كان الأبعد تأثرا بأزمة الإئتمان العالمي. وقال الصالح:إن إنتاج التمور من المزارع السعودية في 2008 بلغ 950 ألف طن من أكثر من 230 مليون نخلة، بنسبة اكتفاء وصلت إلى 105 في المائة وبصادرات بلغت سبعة وعشرين طنا من التمور، فيما زاد إنتاج 2008، بحيث وصل إلى المليار كيلو من التمور الفاخرة والمتوسطة.

وفي ما يخص تمور الصالحية ، قال الصالح إنها سجلت نموا ماليا بنسبة عشرين في المائة عن العام الماضي وعلق حول ذلك بقوله : نتائجنا للعام الماضي طيبة جدا، وستعلن قريبا بإذن الله، حيث إن نهاية السنة المالية للشركة كانت في اَخر يناير (كانون الثاني) الماضي.

وكشف أنه بناء على هذه النتائج الإيجابية، تخطط الشركة خلال هذا العام لفتح فروع جديدة لها حول العالم، يذكرها الصالح لـ « الشرق الأوسط» قائلا:«استطعنا دخول العديد من الأسواق ولدينا فرع في السوق الأوروبية بباريس منذ ثلاث سنوات، إضافة إلى فرع اَخر في تركيا ، نغطي من خلاله أسواق شرق أوروبا. وسيكون لدينا قريبا فرع في كوالالمبور منتصف هذا العام، وفي سبتمبر المقبل سيكون لدينا فرع جديد في هيوستون بالولايات المتحدة».

وتحرص تمور الصالحية على توفير منتجات صحية غذائية مبتكرة تحاكي متطلبات الأسواق، فلكل سوق كما يصف الصالح منتجاته الخاصة بحسب ذوق المستهلك، فعلى سبيل المثال يفضل المستهلك الأوروبي منتجات الصحالية من الشوكولاته الداكنة والممزوجة بأفخر أنواع التمور، واَخرون يفضلون مواصفات خاصة لبعض أنواع التمور المقطعة لإدخالها في صناعات غذائية تابعة لمصانع أوروبية وحول ذلك يعلق الصالح قائلا :« لدينا قائمة منتجات موجهة لكل سوق، ندرسها وندرس اهتمامات المستهلك في هذه السوق ونعمل على أساس نتائج هذه الدراسة، وطورنا كثيراً من المنتجات لتواكب متطلبات المستهلكين في هذه الأسواق، وأصدرنا العديد من المنتجات وحرصنا في طرحها على مخاطبة الشريحة الكبرى في المجتمع. وتتبع الصالحية أساليب تغلق لمنتجاتها ذات جودة عالية، أبرزها شروحات عن كل منتج بلغة البلد الذي يصدر إليه».

وقد اعتمدت الصالحية للتمور من الإلف دي اي الاميركية، إضافة إلى حصولها مؤخرا على شهادة للجودة من فلوتاب وهو من أكبر المختبرات الأوروبية في بلجيكا. وتتوجه الشركة حاليا إلى طرح منتجات صحية مبتكرة وموجه خصيصا للأطفال ذات قيمة غذائية عالية وبشكل محبب لهم. ويطالب الصالح بوجود هيئة منظمة لمنتجي ومصدري التمور سواء في السعودية أو في الدول العربية، كون هكذا تنظيم سيعمل على زيادة الدخول للأسواق العالمية.

وحول ذلك يعلق لـ«الشرق الأوسط» بقوله:«نحن طالبنا كثيرا من خلال مجلس الغرف السعودية، ومن خلالنا كرئيس لجنة التمور والنخيل في مجلس الغرف السعودية، أن يكون هناك هيئة تنظم عمليات الإنتاج والتصنيع والتصدير للتمورالسعودية والصناعات التابعة لها.» ويقول مسؤولو الشركة: إن لتمور الصالحية حصة جيدة في الأسواق المحلية والخليجية والعالمية، تتجاوز في قطاع التجزئة الخمسة وستين بالمائة، وللشركة خطط لزيادة هذه الحصة مستقبلا من خلال الأفرع الجديدة التي سنقوم بافتتاحها خلال السنة الحالية. وأوضح الصالح أن المشاركة في المعارض الدولية كمعرض جلف فوود يساهم بقوه في فتح أسواق جديدة للشركة. وعلق الصالح حول ذلك قائلا :« الشهر الماضي كنا في سان فرانسيسكو والشهر المقبل سننطلق بعون الله لمعرض اي في للأغذية في لندن».

وفي ما يتعلق بأبرز الصعوبات التي تواجه منتجي ومصدري التمور والصناعات التابعة لها أوضح الصالح أن عدم توفر الدعم الحكومي للأخيرة وخاصة مع وجود إتفاقيات تجارية بين العديد من الدول الأوروبية ومنتجي التمور في الأسواق العالمية تنص على تصدير التمور لأوروبا من دون رسوم جمركية وهو ما لا تستطيع شركة تمور الصالحية انتهاجه وحدها لو لم يتوفر الدعم الحكومي، والحال كذلك بالنسبة للشركات الأخرى المنتجة المصنعة للتمور في المملكة والتي سيكفل الدعم الحكومي مشاركات قوية لها في المعارض الدولية وفتح أسواق جديدة .

وأكد الصالح أن تقلبات الطقس لم تؤثر في زراعة النخيل بالمملكة ، من خلال لجان تتابع سير العملية الإنتاجية في مزارعنا التي تنتشر في جميع مناطق المملكة ويتوسم الصالح خيراً لعدد كبير من المزارع التي بدأت بزراعة فسائل جديدة، ستضاعف إنتاج المملكة خلال العشر سنوات المقبلة من خمسة إلى ستة أضعاف الإنتاج الحالي. و تحتل السعودية المركز الثاني على مستوى الوطن العربي إنتاجا والثالث من ناحية التصدير. ونفى الصالح ما تردد على بعض المواقع الالكترونية حول قيام بعض تجار التمور في بلدان عربية مرتبطة بمعاهدات سلام مع إسرائيل بسحب أنواع من التمور السعودية الفاخرة، ما أدى إلى رفع أسعارها لصالح الدولة العبرية وعلق حول ذلك بقوله :« أحب ان أؤكد أن هذه المعلومة غير صحيحة نهائيا ، كان لدينا بحث معمق في هذ الجانب وتأكدنا من عدم صحته».

ويأسف الصالح على ظاهرة تدني أسعار التمور في العالم، مقارنة بقيمتها الغذائية. ووصف أكل التمرالمنطقة العربية وخاصة الخليد بالعادة وليس من منطلق الوعي بقيمتها الغذائية العالية، مقارنة بمنتجات غذائية أخرى أعلى سعرا وأقل فائدة لجسم الإنسان.