سيداتي سادتي

علي المزيد

TT

في عالمنا العربي تفتتح وسائل الإعلام المرئي والمسموع نشرات أخبارها بعبارة آنساتي سيداتي سادتي وذلك كناية عن تقديرنا للمرأة.

ولا أعرف إذا كان ذلك ممارسا في تراثنا، أم أنه تقليد لوسائل الإعلام الغربية أخذنا منه المظهر كالعادة وتركنا الجوهر.

طرأ عليّ ذلك مع قرب افتتاح منتدى في السعودية يناقش تنمية مساهمة المرأة في قطاع الأعمال السبت المقبل، الذي تنظمه جمعية الاقتصاد السعودية وعلى مدى يومين، ورغم تقديمنا لدورة المرأة في نشرات أخبارنا إلا أننا كمجتمع باختلاف أدوارنا نعطل دورها، ولم نقبلها بعد كعضو عامل في المجتمع وفي قطاع الأعمال بصفة خاصة. ومن ذلك تعطيل العمل بقرار توظيف المرأة الذي صدر برقم 120 قبل 5 سنوات.

ولن أنقل لكم مشاهداتي الشخصية، لكني سأنقل لكم ما يقوله أصحاب التجربة الميدانية.

تقول سيدة الأعمال هدى بنت عبد الرحمن الجريسي أثناء ندوة فرص الاستثمار في معهد الإدارة العامة إن القرار رقم 120 ينص على أن تقوم المرأة بمباشرة أعمالها ومراجعتها لدى الجهات المختصة، ومع ذلك ينقسم المعنيون بتطبيق القرار إلى عدة أقسام فمنهم: > من لم يسمع بالقرار، لذلك هو لا يطبقه بدعوى أن القرار لم يصل لدائرته، وأنتم تعرفون أن الجهات المطبقة للأنظمة تنتظر وصول الأنظمة لها من جهات التشريع، وهذا حق قد يكون مشروعا بصفتهم يطلبون مستندا كتابيا. لكن الحق المطلوب من الجهة والذي يطالبهم به المستفيدون من الخدمة أن لا ينتظروا وصول القرار، بل يسعون للحصول عليه من جهات التشريع، فقد يكون أحد السعاة أو المراسلين أوصله لجهة أخرى بطريق الخطأ، لا سيما وأن مثل هذه التشريعات الهامة تنشر في وسائل الإعلام كافة.

> آخرون غير مقتنعين بالقرار أو لديهم قناعات تخالفه، فهم غير حريصين على تطبيقه، وهذا يحدث في الدول النامية لأن التجربة الإدارية ضحلة. وأذكر في بدايات قيام مجلس التعاون أرادت دُوله أن تشعر المواطنين بالحدث فأحدثت كونتر استقبال للمسافرين في المطارات كتب عليه مواطنو دول مجلس التعاون، ومع نزولنا من الطائرة أصرّ الموظف في المطار في إحدى الدول الخليجية أن يذهب جميع المسافرين لكونتراتهم، ونكون نحن مواطني دول المجلس آخر من يصل لإنهاء إجراءات السفر، وكان يفاخر بذلك بوضوح أمام زملائه.

> آخرون لديهم ضبابية في فهم القرار فهم يطبقونه من دون حماس يذكر، وكأن إعطاء المرأة لدورها تنازل عن جزء من ساحة معركة.

وأخيرا فإن القرار لم يطبق بشكله الكامل، وهذا الكلام ليس لي بل للسيدة هدى الجريسي وهي تشرح معاناتها.

* كاتب اقتصادي