انهيار سوق السيارات في أميركا تسارع في الشهر الماضي.. والمبيعات تراجعت بـ41%

«فولفوغروب» تلغي خطتها لزيادة مكافآت المديرين بما يصل إلى 60%

معرض لبيع السيارات بولاية كاليفورنيا الأميركية يظهر فيه أحد الموظفين في ظل غياب ملحوظ للزبائن (أ.ب)
TT

تفاقم انهيارسوق السيارات الأميركية في فبراير(شباط) مع تراجع إجمالي مبيعات هذا القطاع بنسبة 41% بينما سجل أسوأ أداء مرة أخرى من شركات صناعة السيارات الوطنية التي انهارت مبيعاتها نحو 50% خلال عام.

وجاء تراجع سوق السيارات 688 ألف سيارة، مطابقا للتقديرات أكثر المحللين تشاؤما. وقد تلي ذلك تراجع بنسبة 37 بالمائة في يناير (كانون الثاني)، بحسب معطيات جمعها مكتب «اوتوداتا».واضاف هذا المكتب المتخصص انه بقياس المعدل السنوي، فإن مبيعات فبراير تمثل سوقا من 9.12 مليون سيارة في 2009 وهو أدنى مستوى يسجل منذ ديسمبر (كانون الأول)1981.وهذا الرقم بعيد جدا عن 16 او 17 مليون سيارة سنويا كانت تباع قبل الأزمة وأدنى من التقديرات لعام 2009 التي كانت تحوم حول 10.5 مليون سيارة، التي توقعها العديد من العاملين في القطاع.وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية قالت وكالة التصنيف«ستاندارد اند بورس» التي لا تتوقع تحسنا قبل الفصل الأخير من 2009«نحن في اوج تراجع سوق السيارات» مع«مستهلكين تحت تأثير صدمة ويخشون فقدان وظائفهم وتراجع قيمة مساكنهم وأرصدتهم ومترددين إزاء ذلك القيام بعملية شراء استنسابية مثل اقتناء سيارة».

وأعلنت شركة «جنرال موتورز» عن تراجع مبيعاتها بنسبة 52.9 بالمائة.وحذرت المجموعة التي تكافح من اجل بقائها من انها تنقصها السيولة لأنشطتها في أوروبا وانها تسعى للحصول على 3.3 مليار يورو من القروض في المنطقة لإنقاذ فرعها الألماني «اوبل».واعلنت كرايسلر تراجع مبيعاتها بنسبة 44 بالمائة ولوحت ادارتها الثلاثاء في معرض جنيف بشبح الإفلاس في حال لم تحصل على التمويلات التي طلبتها من الحكومة الأميركية.

واعلنت شركة «فورد» من جانبها عن تراجع مبيعاتها بنسبة 48.4 بالمائة.وسجلت شركات صنع السيارات اليابانية أداء أفضل بقليل من المعدل وسجلت مبيعاتها تراجعا بنسبة 37.3 بالمائة (تويوتا) و35 بالمائة (هوندا) و37.1 بالمائة (نيسان).وفي نهاية فبراير كانت الشركات الأميركية تسيطر على 44.3 بالمائة من السوق (51.2 بالمائة قبل عام) مقابل 47.3 بالمائة للصانعين الآسيويين.

وأكد «ثلاثي كبار دترويت» (جنرال موتورز وفورد وكريسلر) ان ارقامهم تراجعت بسبب الخفض الطوعي لمبيعات السيارات (لشركات التأجير والمؤسسات)، الأقل ربحية من البيع بالمفرق.واشارت جنرال موتورز الى تنامي مبيعاتها بالمفرق في فبراير مقارنة بيناير، إضافة إلى تراجع عمليات الجرد لدى وكلائها.

وقال مارك لانيفي نائب رئيس ومسؤول المبيعات في جنرال موتورز بأميركا الجنوبية السوق تظل صعبة، لكننا نرى عناصر مشجعة في مستوى الاحجام والاقبال على فضاءات العرض مقارنة بالشهرالسابق.اما في مستوى الانتاج، فإن جنرال موتورز أبقت على هدفها لاميركا الشمالية في الفصل الاول من العام عند 380 الف سيارة (تراجع بـ 57 بالمائة خلال عام).وكشفت الشركة عن تقديراتها الأولية للفصل الثاني مع هدف بيع 550 ألف سيارة (تراجع بنسبة 34 بالمائة).واعلنت شركة «فورد» انها ستواصل تخفيض انتاجها في المنطقة مع هدف 425 ألف سيارة في الفصل الثاني (تراجع بنسبة 38 بالمائة) بعد 375 الف وحدة في الفصل الأول (تراجع بنسبة 46 بالمائة).

وقالت «تويوتا»إنها لا تتوقع خفضا اضافيا بعد عمليات خفض الانتاج التي كانت قررتها هذا العام.غير ان ادارتها حذرت من انه«سنشهد على الأرجح نفس (الاتجاه اي تراجع في السوق) مع مرور (أيام) الفصل الأول».

وفي المقابل حققت شركة هيونداي موتورزالكورية الجنوبية للسيارات وكيا موتورز التابعة لها أداء جيدا خلال شباط/فبراير الماضي للشهر الثاني على التوالي في الأسواق الأميركية التي تتعرض لركود حاد.

ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء أمس الأربعاء عن شركة هيونداي للسيارات في الولايات المتحدة القول:إن مبيعاتها في السوق الأميركية خلال الشهر الماضي بلغت 36021 سيارة بانخفاض نسبته 1.5% فقط مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي في حين أن معدل التراجع في السوق الأميركية ككل يزيد على 40%.

وفسرت الشركة أن السبب في هذا التحسن يعود إلى استراتيجية جديدة في التسويق، حيث ركزت الشركة على تقديم الدعايات وترويج منتجاتها، بالإضافة إلى تسهيلاتها المقدمة عند شراء السيارات الجديدة من خلال الفعاليات الكبرى مثل مباريات كرة القدم ومراسم تسليم الجوائز، بالإضافة إلى عرض برنامج القسط الجديد الذي يتمثل في الإعفاء من الإقساط لمدة 3 أشهر لمن فقد وظيفته.

يذكر أن شركة هيونداي، سجلت نموا في مبيعاتها في يناير الماضي بنسبة 14.3%، مقارنة بالعام الماضي لتكون الشركة الوحيدة التي تسجل نموا في الأسواق الأميركية من بين الشركات الكبرى المصنعة للسيارات. كما أعلنت شركة كيا في الولايات المتحدة أيضا زيادة مبيعاتها في فبراير الماضي، مقارنة بــالعام المــاضي بنسبة 0.4% ، حيث باعت 22073 سيارة.

وأشارت الشركة إلى أن زيادة مبيعاتها للشهر الثاني على التوالي، تحققت بفضل زيادة مبيعات طرازي سورانتو وسيدونا بنسب 162.8% و153.1%. من جهة أخرى، أعلنت مجموعة «فولفو غروب» السويدية العملاقة لإنتاج الشاحنات الثقيلة والحافلات ومعدات البناء أمس إلغاء خطتها لزيادة مكافآت كبار المديرين.

كانت الخطة أثارت انتقادات واسعة النطاق، لآن المجموعة التي لا تضم شركة «فولفوكارز» لسيارات الركوب المملوكة لشركة فورد موتور الأميركية تعتزم الاستغناء عن آلاف العمال لمواجهة الأزمة المالية.

وتضمنت قائمة منتقدي زيادة المكافآت رئيس الوزراء السويدي فريدريك راينفيلدت والنقابات العمالية المحلية.

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية ذكرت«فولفو غروب»في بيان أن مجلس الإدارة قرر إلغاء خطة زيادة المكافآت من 50% إلى 60% لكبار مديري المجموعة وعددهم حوالي 250 مديرا.

وقال فين يوهانسون: إن مجلس الإدارة أدرك أن الزيادة المقترحة، أثارت جدلا داخل الشركة أو خارجها.

وأضاف أن مجلس الإدارة لا يريد تقديم أي اقتراح يكون له تأثيرات سلبية في التعاون داخل المجموعة في ظل هذه الظروف الاستثنائية. كما يتضمن سحب الاقتراح عدم توزيع أي أسهم جديدة لكبار المسؤولين في فولفو وبينهم الرئيس التنفيذي ليف يوهانسون في إطار برنامج الحوافز طويل المدى.