ارتفاع الدولار مع تزايد التوترات الاقتصادية العالمية

سجّل أعلى مستوى منذ 3 أعوام أمام ست عملات رئيسية

التوترات المالية العالمية دفعت المستثمرين إلى العملة الأميركية التي تتمتع بسيولة عالية
TT

ارتفع الدولار الأميركي أمس مقترباً من 100 ين، بعد أن أدت أنباء انكماش الاقتصاد الاسترالي والمخاوف على الاقتصاد الياباني إلى تزايد التوترات المالية العالمية، ودفعت المستثمرين إلى العملة الأميركية التي تتمتع بسيولة عالية. وهزّت المكاسب العامة التي حققها الدولار العملة الأوروبية الموحدة لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من ثلاثة أشهر، بينما ضخم من ضعف الين القبض على أحد المساعدين المقربين من زعيم المعارضة الياباني في فضيحة عن جمع تبرعات زادت من غموض الصورة السياسية في اليابان. وأظهرت بيانات نشرت في وقت سابق أمس أن الاقتصاد الاسترالي انكمش على غير المتوقع في الربع الأخير من العام الماضي للمرة الأولى منذ ثماني سنوات، ليدفع بالعملة الاسترالية للهبوط ومعها اليورو الأوروبي. انكمش الاقتصاد الاسترالي على غير المتوقع في الربع الأخير من العام الماضي، وذلك للمرة الأولى منذ ثماني سنوات مع إقبال المستهلكين على الادخار بدلا من الإنفاق، مما جدد الضغوط لزيادة الحوافز النقدية والمالية. وانخفض الدولار الاسترالي وارتفعت السندات في التعاملات الآجلة، إذ راهن المستثمرون فيما يبدو على أن بنك الاحتياطي الاسترالي قد يندم على قراره الأسبوع الماضي بعدم خفض أسعار الفائدة، وسيضطر لخفضها في ابريل (نيسان). وأظهرت بيانات رسمية أول من أمس أن الناتج المحلي الإجمالي أي قيمة مجمل الإنتاج من السلع والخدمات في استراليا انكمشت بنسبة 0.5 في المائة في الربع السابق مقارنة بالربع الثالث من العام الماضي الذي ارتفع فيه بنسبة 0.1 في المائة. ووصف جوشوا وليامسون خبير الاستراتيجية لدى تي. دي سيكيوريتيز الانكماش بأنه هائل، ويمثل الخطوة الأولى صوب الكساد. والتعريف الشائع للكساد هو انكماش الناتج المحلي الإجمالي ربعين متتاليين. ولم تشهد استراليا كسادا منذ عام 1991. وخفضت الشركات الإنتاج والمخزونات، ولم يطرأ أي تغير على إنفاق الأسر مما أدى إلى محو المكاسب التي تحققت من خلال التصدير.

وبحسب «رويترز» قال مياكو سودا عضو مجلس بنك اليابان المركزي أول من أمس إن من الصعب القول ما إذا كان الاقتصاد قد بلغ أدنى نقطة في موجة التراجع. وأعرب عن قلقه بشأن أسعار الأسهم المنخفضة. وارتفع الدولار 0.9 في المائة أمس إلى 99.20 ين، بعد صعوده في وقت سابق أول من أمس إلى 99.36 ين، مسجلا أعلى مستوى منذ أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) وفقا لبيانات رويترز. وتراجع اليورو إلى 1.2457 دولار في التعاملات على شبكة (اي. بي. اس) ليسجل أدنى مستوى منذ أكثر من ثلاثة أشهر، قبل أن يتحسن بعض الشيء إلى 1.2521 دولار بانخفاض 0.3 في المائة عن اليوم السابق. وارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسية إلى 89.624، ليسجل أعلى مستوى منذ ثلاثة أعوام. واختبرت العملة الاسترالية أدنى مستوى منذ أكثر من شهر عند 0.6285 دولار، والدولار النيوزيلندي أدنى مستوى منذ ستة أعوام عند 0.4895 دولار. وقال متعاملون إن اليورو تعرض لضغوط أيضا قبل اجتماع مجلس البنك المركزي الأوروبي اليوم (الخميس) الذي يتوقع أن يخفض فيه الفائدة إلى مستوى قياسي يبلغ 1.5 في المائة من 2.0 في المائة. وانخفض سعر صرف العملة الأوروبية اليورو أثناء التعاملات بعد ظهر أمس، وحدد البنك المركزي الأوروبي السعر الاسترشادي لليورو بـ 1.2555 دولار مقابل 1.2615 دولار أول من أمس الثلاثاء.

في الوقت نفسه سجل الدولار أمس 0.7965 من اليورو مقابل 0.7927 من اليورو أول من أمس.

وحدّد البنك أيضا السعر الاسترشادي لليورو أمام الجنيه الاسترليني بـ 0.89020 من الجنيه وأمام الين الياباني بـ 124.67 ين، وأمام الفرنك السويسري بـ 1.4782 فرنك.

من ناحية أخرى قال البنك الوطني السويسري (المركزي) أول من أمس إن خسائره في العام الماضي 2008 بلغت 4.7 مليار فرنك سويسري (3.97 مليار دولار).

وقال البنك المركزي، بحسب «وكالة الصحافة الألمانية»، إن الجانب الأكبر من خسائر الصرف الأجنبي قد تحملها في إطار جهوده لإحداث استقرار في الأسواق المالية بالإضافة إلى إصداره لسندات مالية.

وكان البنك قد حقق مكاسب بقيمة 8 مليارات فرنك في عام 2007، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى عمليات بيع الذهب والاستثمار في العملات.