المعرض الدولي للكومبيوتر بهانوفر: نهاية عصر «الماوس».. ودخول نظام «المنضدة الشاشة»

عرض وندوز7.. ومرايا تعرض برامج التلفزيون.. وهبوط أسعار اللابتوب

أرنولد شوارزنيغر وانجيلا ميركل وعدد من زوار المعرض أمام الشاشة السحرية من ميكروسوفت («الشرق الأوسط»)
TT

استعرضت الشركات المساهمة في معرض الكومبيوترالدولي(سيبت) كافةعضلاتها«التقنية»لهذا العام بحضورحاكم كاليفورنيا وبطل العالم السابق في بناء الأجسام ارنولد شوارزنيغر. وإذا كان شوارزنيغر يميل طوال حياته لتنمية وتكبيرعضلاته، فإن الأجهزة الإلكترونية المتقدمة في معرض هذا العام، تميل إلى الصغر والتعددية الوظائفية والرشاقة.

وكان شوارزنيغر قد افتتح المعرض (3 -8 مارس الجاري) إلى جانب المستشارة الألمانية انجيلا ميركل مساء الاثنين الماضي وأجرى جولة خاصة في جناح« التقنيات الأمنية» في القاعة12، ثم ودع المستشارة، أمام أنظار الصحافيين، بعبارة«هاستا لا فيزتا بيبي» التي اشتهر فيها في سلسلة أفلام«تيرميناتور». ويشارك في معرض 2009 اكثر من 4300 شركة، اي أقل من المعرض المنصرم بنحو20%، إلا أن المعروضات زادت، وخصوصا التقنيات الجديدة، كما ارتفع عدد القاعات إلى 27 قاعة تحتل مساحة 58 كيلومتراً مربعاً.

في ذات الوقت، تميل إدارة معرض السيبت إلى اقتحام مختلف حقول الحياة الاجتماعية من خلال شعارها لهذا العام الذي يحمل «اسم ويبسايتي» الذي يجمع بين الشبكة(ويب) والمجتمع( السوياستي). فالمستقبل يحمل في طياته حياة اجتماعية كاملة على الشبكة (اونلاين) بدءا من الموسيقى وانتهاء بالسينما والطب والمكتبات. وأقام المعرض جناحا جديدا هذا العام بالـ«ويبسايتي».

وواقع الحال أن عمر نظام التشغيل الجديد«فيستا» لم يزد على سنتين، إلا أن مايكروسوفت،استعرضت هذا العام نظامها الجديد« ويندوز7». وتقول مايكروسوفت أنها تطرح في سيبت 2009 النسخة بيتا فقط من وندوز7، وهي نسخة تحتل مكانا أصغرعلى الكومبيوتر، لكنها تزود المستخدم بإمكانات هائلة من ناحية التعدد الوظيفي والكفاءة.

وهذه ليست كل مفاجآت ميكروسوفت لأنها سرقت الأنظار بنظام «المنضدة الشاشة» أو «كومبيوترالسطح»، وهي تقنية تحول المناضد إلى شاشات ضخمة تعمل باللمس ومن دون الحاجة إلى ماوس أو لوحة أزرار. وكات الشركة قد طرحت النموذج الأول من النظام في سيبت 2007 إلا أنها طرحته هذا العام كنظام جاهزللتسويق. وانخفض سعر الجهاز من 10 آلاف إلى 5 آلاف خلال عامين، كما زودته الشركة بأكثر من 52 جهازاستشعار وعدة كاميرات منمنمة، تؤدي مختلف الوظائف لهذه المنضدة الإلكترونية. وإذا كانت ميكروسوفت قد حولت سطح المنضدة بأكمله إلى جهاز، فإن شركة ارت+كوم البرلينية، أظهرت الدهشة على وجوه الجميع بنظامها الذي يحول سطح أي منضدة عادية إلى شاشة تعمل باللمس. واستخدمت الشركة مرآة«سحرية» تعكس الصور على سطح المنضدة من الأعلى ويستطيع المستخدم بعدها استخدام أصبعه لمنح الأوامر وتغيير الصور...إلخ وبمناسبة السحر، فقد استخدم شتيفان كراوس، من معهد«بت تيك اوند بايت» في جامعة هيسن، مرآة أخرى«سحرية» تولى عليها تفصيل بدلة بعدة ألوان لمراسل«الشرق الأوسط». فالمرآة تعكس صورة افتراضية للشخص، تحدد مقاساته، ثم تقترح البدلة المناسبة. ويمكن للإنسان بلمسة يد أن يغيراللون أو الفصال...إلخ. وطرح المعهد نفسه صفحة ألمانية جديدة لمنافسة غوغول-أيرث، واستطاع كراوس أن يستخدم صفحته لعرض أماكن مختلفة من سطح الأرض والقمر والمريخ بتفاصيل مدهشة.

وحسب نزعة تقليص حجم الأجهزة ورفع كفاءتها طرحت شركة«أي في أم»البرلينية جهازا لاسلكيا للربط بالانترنت يجمع بين نظامي VDSLوADSL.وتؤهل هذه التقنية الجهاز للاتصال بالانترنت بنحو 100 ميجابايت في الثانية، في حين أن السرعة القياسية هي 16 ميجابايت. عدا عن ذلك، فإنه مؤهل للربط بالهاتف النقال وبهاتف الشبكة الثابتة أيضا.

ويبدو أن«الماوس» يقترب من نهايته بفضل التقنيات الجديدة الممتدة بين استخدام الليزروشاشات اللمس. فكومبيوتر نيت-أوNetO ، من شركة «أم أس إي» مدمج وأنيق مثل أجهزة ابل مكنتوش إلا أن سعره لا يتجاوز 500 يورو.يستخدم شاشة اللمس ويستغني عن الماوس. ورغم أن لوحة أزرار شركة اسوس صغيرة ومفلطحة إلا أنها في الحقيقة عبارة عن كومبيوتركامل. فهناك شاشة 5 أنج مدمجة في لوحة أزرار«Eee Keyboard» تعمل باللمس وبكثافة نقطية عالية. والجهاز يمكن ربطه بالتلفزيون أو بشاشة كومبيوتر كبيرة.

والظاهر أيضا أن نزعة«الفلطحة» لا تتوقف عند حد وصولا إلى الشاشات الورقية الملتفة التي قدمتها العديد من الشركات. وبعد الكومبيوتر السطحي(المنضدي) من ميكروسوفت حولت شركة«أي دي نوتام» التلفزيون إلى مرآة يمكن تعليقها في الحمام أيضا لمتابعة مختلف البرامج. وأصغرحجما من المرايا التلفزيونية يكلف 3000 يورو.

من ناحية ثانية، وبعد دخوله مختلف نواحي الحياة بقوة، صارالهاتف المحمول يبتعد بالتدريج عن أذن المستخدم، وخصوصا في المحلات العامة وأثناء السياقة. وأصبح بوسع المستهلك، من الجنسين، الحديث بالهاتف بمساعدة أساور أنيقة من شركة «هاما». وسوار«بولسار» أنيق، سمكه 2 سم فقط، ويعمل مع الموبايل بتقنية «بلو توث» ويحتوي على جهاز التقاط ومكبرصوت مدمجين، كما يمكن استخدامه للاستماع للموسيقى.

وتحدثت إدارة المعرض عن رواج لم يسبق له مثيل للكومبيوترات المحمولة «اللابتوب» من الحجم الصغير، وهي نزعة تشيرإلى تفوق الأجهزة الصغيرة عموما. والأجهزة تتراوح أسعارها بين 300-500 يورو، حسب المواصفات، ومنها النوت بووك من توشيبا، 8,9 أنج، 160 جيجابايت وسعره 550 يورو، والنوت ببوك من «اسوس»، وزنه 1 كيلوغرام، وسعره يقل قليلا عن 400 يورو. وكان «الميني» نوتك بووك من سوني جذابا بألوانه وقدرته و وزنه. فالكومبيوتر مزود بشاشة 8أنج ولا تزيد مقاساته على 12X 20X2 سم ووزنه 683 غراماًفقط. وطبيعي، فإن أجهزة الملاحة ما انفكت تتضاءل في الحجم وتتعدد وظائفها لتشمل الموسيقى والفيديو وملاحة الطرق. واستحق جهاز«اي أم سي برو» لقب الملاح البيئي عن حق، لأنه يقتصد الكثير من البنزين لصاحب السيارة الذي يستخدمه. يعمل الجهاز بالصوت وينفذ الأوامر عبر التعرف إلى صوت صاحب السسيارة، كما أنه مزود ببرنامج يتنبأ بالزحام على الطريق قل حدوثه ويطرح الطرق البديلة على السائق. لكن سعره لا يقل عن 450 يورو.

وفي مجال البيئة، وأساسا تقليص استهلاك الكهرباء من قبل الهاردوير، طرحت فوجيستو-سيمنز أول كومبيوتر ينخفض استهلاك الكهرباء فيه إلى الصفرعند عدم الاستعمال. كما عرضت شركة انتل سوفت ويرا(بروسيسور) يحمل اسم انتل كورi7 ويحتوي على أسرع نظام Power Controle Unit في العالم، والنظام يقلل استهلاك الكهرباء حال«إحساسه» بانخفاض العمليات الحسابية التي يؤديها الحاسوب. وذكرت مصادر الشركة ان البروسيسور(3,2 جيجاهيرتز) يقلل استهلاك الكهرباء عموما بنسبة 40% وشعار البيئة(green IT) والتعددية الوظيفية مثّله أيضا جهاز فرتز بوكس من شركةAVM لأنه يعوض عن 8 أجهزة مرة واحدة. فهو يعوض عنDSL وWLANوهاتف وآلة مجيبة وفاكس و أم بي3. ويضيف طراز فرتز بوكس 7390 إلى وظائفه مهمة خزن 2 جيجابايت من الصور والموسيقى وغيرها.

ولمن لا يستطيع الاستغناء عن الموسيقى على الانترنت أن يقتني «بورلاين» من شركة «د-لان» الألمانية من آخن. فالجهاز يستقبل الموسيقى من آي بود وراديو الانترنت والكومبيوتر والهاي في ويوزعها عبرالكهرباء، وليس عبر الانترنت، إلى كافة غرف البيت. ولأن الأطباء يحذرون من مكبرات الصوت التي تضخم الموسيقى مباشرة على طبلة الأذن، فقد أنتجت شركة م- تيك جهاز«ساوند بووستر»الذي يتجاوزالطبلة ويرسل الصوت كاهتزازات، وليس كموجات كهرومغناطيسية، إلى العصب السمعي في الأذن. وذكر بول ريكسون، المتحدث باسم الشركة، لـ«الشرق الأوسط» أن نوعية الموسيقى لا تقل كفاءة بأية حال عن الأجهزة الأخرى، وهو ملائم تماما لمن يعانون سلفا من ضرر في طبلة الأذن.

وبمناسبة الحديث عن الموجات الكهرومغناطيسية، والأضرار التي يسببها ما يسمى بالالكتروسموغ(الغبارالإلكتروني المغناطيسي)، وضعت الشركة نفسها نظامها الجديد تحت تصرف منتجي الهواتف النقالة. وهذا يعني أن النقال هنا لايؤذي القلب ولا يعطل عمل أجهزة نظم عمل القلب ويصلح تماما لمن يعاني من صعوبة في السمع بسبب الأضرار التي لحقت بطبلة الأذن.

وفي المجال الطبي أيضا، استعرضت شركة «اكتف كي» الألمانية سلسلة من المنتجات المصنوعة من الأغشية السيليكونية التي لا تقف الأوساخ عليها والقابلة للتنظيف والتعقيم باستخدام المواد السائدة والماء. ولوحة الأزرار التي تنتجها الشركة خصيصا للمستشفيات ترمي إلى تقليص حوادث العدوى والالتهابات في ردهات المستشفيات( 2 مليون حادثة سنويا على المستوى الأوروبي). فاللوحة خالية من الفراغات والزوايا كما أنها مرنة، مضيئة ولايزيد سمكها على 2 سم.

واستعرضت شركة بلاوبنكت الألمانية(فرع من بوش) أول راديو ديجيتال للسيارات من نوعه في العالم. ويربط نيو جيرسي 600 آي سائق السيارة بعشرات الآلاف من محطات الراديو الرقمية كما يطلق الموسيقى من الأقراص المدمجة و أم بي 3.

وليس هذا كل شيء في عالم سيبت بالطبع، فهناك إطار ب ف810 من ترنس سيند الذي يعرض الصور الفوتوغرافية والأفلام بكثافة عالية وهناك راديو و مب3 مدمج فيه (150يورو)، وكاميرا فيديو جي في سيHD300 التي تحتوي على قرص ثابت 60 جيجابايت، تلتتقط الصوربكثافة 1920X 1080 ومزودة بزوم بصري 20 مرة(800 يورو).وعرضت أجفا فوتو كاميرا من كطراز دي في 55802 تأخذ الصوربكثافة 8 ميجا بكسل، وزنها لا يزيد على 160غراماً، سعرها 200 يوروفقط وقادرة على إرسال الأفلام مباشرة إلى آي بود و«يو تيوب» والأجهزة الأخرى.

لا يختلف اثنان على أن السيارة أهم بالنسبة للألماني من زوجته، فتلك نادرة معروفة عن عشاق المرسيدس وبي أم دبليو، لكن عدوى عشق السيارات انتقلت الآن إلى الهواتف النقالة. وأجرى معهد امنيد لاستطلاعات الرأي استفتاء بين الشباب قال فيه أكثر من 50% منهم إن هاتفه الجوال أهم من صديقته أو زوجته.