ارتفعت الأرباح الصافية لشركة «لافارج» المغربية لصناعة الإسمنت بنسبة 16.1% خلال سنة 2008، وبلغت 1.69 مليار درهم (190 مليون دولار). وترجع هذه النتيجة بشكل أساسي إلى مواصلة الشركة تنفيذ مخططها لتقليص التكاليف وترشيد الإنتاج، الذي مكنها من زيادة نتائج التشغيل بنسبة 20.3% مقارنة مع سنة 2007، وذلك رغم ارتفاع أسعار المحروقات بنسبة 44% وأكياس التغليف بنسبة 18% خلال نفس الفترة. وارتفع هامش الربح الصافي للشركة بنحو 9.8 نقطة إلى 43.5%.
كما ارتفع رقم معاملات الشركة خلال سنة 2008 بنسبة 12.8%، وبلغ 4.91 مليار درهم (560 مليون دولار)، وذلك تحت تأثير الزيادة في الأسعار، إذ لم يتجاوز نمو الحجم الكمي لمبيعات الشركة خلال هذه الفترة 2.6% نتيجة تضافر عوامل أزمة العقار السياحي والظروف المناخية غير الملائمة واحتدام المنافسة.
فبسبب الأمطار الغزيرة التي عرفها المغرب خلال النصف الثاني من سنة 2008، تراجعت مبيعات الإسمنت خلال سنة 2008 في المناطق الشمالية للمغرب (طنجة وتطوان) بنسبة 21% وفي المنطقة الوسطى (الدار البيضاء) بنسبة 17%، وهي المناطق التي تعتبر السوق التاريخية لشركة «لافارج». إضافة إلى ذلك، تأثرت مبيعات شركة «لافارج» من افتتاح مصنع جديد لشركة «هولسيم» في مدينة سطات قرب الدار البيضاء، الذي أصبح ينافسها في سوقها التقليدية بمنطقة الدار البيضاء التي تعتبر أكبر سوق للإسمنت في المغرب.
وواصلت شركة «لافارج» خلال سنة 2008 توسعها في المناطق الشمالية عبر افتتاح مصنع جديد للسحق في منطقة طنجة بقدرة 1.2 مليون طن من الإسمنت سنويا، ومحطة جديدة لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح بقدرة 8 ميجاوات. ويرتقب أن تفتتح الشركة فرنا ومصنعا جديدا للسحق في نفس المنطقة بقدرة مليون طن من الإسمنت خلال الصيف المقبل، بالإضافة إلى زيادة قدرة محطتها لتوليد الكهرباء من الطاقة الريحية في نفس المنطقة إلى 14 ميجاوات خلال نفس الفترة. ويهدف المخطط الاستثماري لشركة «لافارج» إلى رفع قدرتها الإنتاجية في منطقة طنجة إلى 3 ملايين طن من الإسمنت في أفق 2010، لتصل طاقتها الإنتاجية الإجمالية في المغرب إلى 7.5 مليون طن في 2010. وعرف استهلاك الإسمنت في المغرب زيادة بنسبة 9.9% خلال سنة 2008، وبلغ 14 مليون طن، وذلك رغم الظروف المناخية غير الملائمة في عدة مناطق، خاصة المناطق الشمالية حيث تراجعت المبيعات بنسبة 21% ومنطقة الدار البيضاء التي عرفت تراجعا بنسبة 17%. وعرفت مبيعات الإسمنت في المغرب خلال الشهر الأول من السنة الجارية ركودا ملحوظا إذ لم يتجاوز نموها 0.45% بسبب الأمطار وركود المشاريع العقاريةـ السياحية بسبب الأزمة العالمية. ويتوقع المهنيون أن لا يتجاوز معدل نمو مبيعات الإسمنت في المغرب 5% خلال السنة الجارية، مقابل 9.9% في سنة 2008، بعد تحقيق زيادة بنسبة 14.1% خلال سنة 2007.