النفط ينتعش..والأنظار على اجتماع «أوبك»

ينعقد الأحد بفيينا وقد يبحث خفضا جديدا للإنتاج

TT

ارتفع النفط متجاوزا 43 دولارا للبرميل أمس بعد أن هبط أكثر من ثلاثة دولارات في آخر جلستي تعامل إثر بيانات أميركية أظهرت نموا جديدا في مخزونات الوقود. و تتجه الأنظار إلى منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) التي تعقد اجتماعا الأحد المقبل في فيينا قد تبحث خلاله مجددا في خفض عرضها من النفط في محاولة لرفع سعر البرميل إلى 75 دولارا، لكنها قد تدعو أعضاءها، إذا لم تفلح في ذلك، إلى احترام التزاماتهم السابقة بخفض الإنتاج.وبحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية وخلافا للاجتماعات الأخيرة التي كانت نتيجتها محسومة سلفا، لم تتبين هذه المرة بعد نوايا الأعضاء الاثني عشر في أوبك.واقر وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل أول من أمس في حديث لوكالة فرانس برس بأن«ثمة آراء مختلفة. البعض يرى انه يجب الخفض والبعض الآخر يريد إبقاء مستوى الإنتاج الحالي».وتوقع رئيس منظمة أوبك الأنغولي جوزيه ماريا بوتيلهو دي فاسكونسيلوس إقرار خفض الإنتاج مجددا.من جانبهم، دافع الأعضاء المتشددون في الكارت، إيران وفنزويلا، عن هذا السيناريو، فيما قالت ليبيا إنها«لا تستبعده»، بينما قدمت الجزائر مبررات في الاتجاه عينه. واستعادت الأسعار بعد ما انهارت حتى وصلت إلى 32.40 دولارا للبرميل في منتصف ديسمبر (كانون الأول) ، أنفاسها منذ مطلع السنة واستقرت فوق الأربعين دولارا للبرميل، لكنها ما زالت بعيدة عن 75 دولارا التي تعتبرها المنظمة التي تنتج 40% من النفط، السعر الأفضل.وبعد أن واجهت خلال سنتين متتاليتين انهيار الطلب على الذهب الأسود للمرة الأولى منذ 1983، قررت المنظمة خفضا كبيرا في إنتاجها في نهاية 2008 ووعدت بسحب 4، 2 مليون برميل يوميا من السوق، مقارنة بمستوى الإنتاج في سبتمبر (أيلول).وحسب تقديرات مستقلة، يبدو أن أعضاء المنظمة طبقوا بنسبة 80% الخفض المقرر في حصص الإنتاج، وأبدوا في ذلك انضباطا غير مسبوق في تاريخ الكارت.وقال خليل:«إذا كان الجميع قد وفي بالتزاماتهم، فإننا قد نتوجه نحو خفض جديد»، مشيرا إلى أن مسألة احترام الحصص ستكون في صلب مباحثات الأحد.واختلفت توقعات المحللين أمام غموض المؤشرات.وتوقع كريستوف باريه من مصرف كاليون ان«تعلن أوبك خفضا آخر لتلبية توقعات السوق».إلا أن اندري كريوشنكوف من في.تي.بي كابيتال يرى في المقابل أن المنظمة«قد تقرر المراوحة وبدلا من خفض الإنتاج، فإنها قد تعد باحترام أفضل للحصص».وقال بيتر هاتن من ان.بي.سي اويلز: إن«قرارات خفض الإنتاج المتخذة تكفي في حد ذاتها» لإعادة استقرار السوق.لكن ادم سيمينسكي المحلل في دويتشي بنك توقع«خفضا آخر في وقت ما خلال 2009 وليس بالضرورة خلال اجتماع الخامس عشر من مارس (آذار)».وفي انتظار الأحد، قد يؤثر تقرير وكالة الطاقة الدولية الذي ينشر اليوم الجمعة على القرار. فاعتبر ام. جاكوب أن «مراجعة (في اتجاه الخفض) مفاجئة لتوقعات الطلب ستدفع إلى خفض» عرض أوبك.

وأخيرا قد يؤثر مستوى الأسعار أيضا في القرار.واعتبر نيميت خمر المحلل لدى سوكدن انه «إذا بقيت الأسعار حول 40 دولارا فمن الممكن أن يحدث انخفاض بنحو 500 ألف برميل على الأقل»، مؤكدا انه إذا بلغت 50 دولارا فإن «أوبك قد تتردد أكثر في خفض عرضها» والمجازفة «بإلحاق الضرر باقتصاد عالمي هو أصلا هش».ويبلغ سقف إنتاج أوبك 24.84 مليون برميل يوميا.