الأزمة تطيح بـ30% من مليارديرات قائمة «فوربس» لأغنى أغنياء العالم

بيل غيتس يتصدرها رغم خسارته 18 مليار دولار.. وموسكو تفقد لقب عاصمة المليارديرات.. والوليد بن طلال في المركز الـ22

TT

فقد عالم الأثرياء العديد من أسمائه اللامعة ممن تأثروا بالأزمة المالية، تماماً مثل أي شخص آخر على وجه الأرض، لتفقد قائمة مليارديرات العالم 30 في المائة من أعضائها مقارنة بعام مضى. وبحسب تقرير مجلة «فوربس» السنوي أن عدد المليارديرات في العالم تقلص من 1125 إلى 793 شخصاً، 355 منهم بسبب فقدان ثرواتهم، بينما توفى 18 منهم. وعاد بيل غيتس الشريك المؤسس لمجموعة مايكروسوفت إلى صدارة لائحة أثرى أثرياء العالم، الذين تبخر تريليونا دولار من خزاناتهم منذ مارس (آذار) 2008، بحسب تصنيف مجلة فوربس للعام 2009.

ورغم خسارة غيتس 18 مليار دولار من ثروته بسبب انخفاض أسعار الأسهم العام الماضي، لتصل الثروة إلى 40 مليار دولار، فقد احتل المركز الأول على القائمة، متقدماً على وارين بافيت الذي احتل المركز الثاني، والذي بلغت ثروته وفقاً لما أعلنته المجلة أول من أمس 37 مليار دولار، وكارلوس سليم الذي بلغت ثروته 35 مليار دولار في المركز الثالث.

وتضمنت القائمة الثالثة والعشرون الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال، رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة، وذلك للعام العاشر على التوالي، ليكون ضمن أغنى 25 شخصية في العالم في الترتيب الثاني والعشرين، على الرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية، إلا أنه تم تصنيفه كأغنى عربي ومسلم في قائمة أغنياء العالم الذين كونوا الثروة والنجاح بأنفسهم.

وأعلنت موني بيغلي نائبة رئيس فوربس في مستهل مؤتمر صحافي أن «الخبر الأهم اليوم هو: نحن هنا ولا يزال أصحاب المليارات موجودين».

وكانت أبرز الأسماء التي سقطت من اللائحة من روسيا والهند وتركيا التي تلقت ضربات موجعة نتيجة الأزمة المالية العالمية. وفي حين صمد اسمان هنديان بين العشرين الأوائل، لم يبق إلا اسم روسي واحد في مقابل أربعة عام 2008.

وأضافت أنه منذ مارس (آذار) 2008 تقلصت ثروات أصحاب المليارات في العالم من 4400 مليار دولار إلى 2400 مليار دولار.

وظل ثلاثي الصدارة على حاله، أي غيتس والمستثمر الأميركي وارن بافيت وعملاق الاتصالات المكسيكي كارلوس سليم. واستعاد غيتس الصدارة التي حافظ عليها 13 عاماً متتالياً، وانتزعها منه بافيت العام الفائت. أما سليم، اللبناني الأصل، فقد تراجع من المرتبة الثانية إلى المرتبة الثالثة هذا العام.

ولعل الفرق الأكبر بين العامين؛ الماضي والحالي، هو التقلص الهائل في حجم ثروات هؤلاء الثلاثة، حيث ضمرت ثروة بيل غيتس من 58 مليار دولار إلى 40 مليار دولار، وثروة وارن بافيت من 62 ملياراً إلى 37 ملياراً، أما كارلوس سليم فبات يملك 35 مليار دولار عوضاً عن 60 ملياراً قبل قبل عام واحد.

وفقدت العاصمة الروسية لقب عاصمة مليارديرات العالم، ضمن التغيرات التي طرأت على لائحة العام 2009، لتتأثر طبقة «الأوليجارك»، وهم أقطاب الصناعة في العاصمة موسكو، بشدة بالغة، بسبب الأزمة المالية العالمية والتي خفضت قائمتها من المليارديرات بمعدل الثلثين. وشهدت موسكو وجود 74 مليارديراً العام الماضي مقابل 27 مليارديراً فقط العام الحالي، أمام الأميركيين الذين احتلوا 45 في المائة من القائمة عند 55 مليارديراً. وأفاد نيكولاي مازورين نائب رئيس تحرير المجلة الصادرة باللغة الروسية «الأثرياء الحاليون هم رجال الأعمال الذين تمكنوا من عمليات البيع قبل تفجر الأزمة ويملكون حالياً الأموال».

وعمل هبوط أسعار النفط عالمياً، المحرك الرئيسي للطفرة الاقتصادية الأخيرة التي شهدتها روسيا، على وقف النمو وتسريع انخفاض بورصة موسكو بنسبة 70 في المائة من قيمتها التي حققتها في قمة انتعاشها خلال مايو (أيار) الماضي.

وتضاءلت ثروة الأوليجارك الروس بما يصل إجماله 369 مليار دولار منذ نشر قائمة فوربس العام الماضي. وكانت قطاعات العقارات والمعادن والتعدين هي الأكثر تأثراً بالأزمة.

وأعلنت إيلينا باتورينا، أغنى سيدة في روسيا وزوجة عمدة موسكو، أنها تسعى للحصول على مساعدة حكومية بعدما خسرت أكثر من 3.3 مليار دولار لتراجع الأسهم وشراء العقارات. ومن أشد الخاسرين أيضاً في القطاع كل من كيريل بيساريف ويوري زوخوف، حيث فقدا أكثر من 90 في المائة من ثروتيهما لتراجع قيمة أسهم شركة بي أي كيه العقارية.

كما تراجعت ثروة أغنى رجل في روسيا أوليج ديريباسكا عملاق صناعة الألومنيوم من 28 مليار دولار إلى 3.5 مليار دولار.

وبات أغنياء العالم أكثر فقراً أيضاً بعد أن استقرت إجمالي ثرواتهم عند 2.4 تريليون، فاقدة تريليوني دولار من العام الماضي، عند مستويات العام 2003. ومن بين القلائل الذين لم تتراجع ثرواتهم على هذه اللائحة في 2008 رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ الذي ازدادت ثروته لتبلغ 16 مليار دولار بحسب المجلة، التي منحته المركز الـ17 في ترتيبها العالمي.

أما في ما يخص النساء من صاحبات المليارات، فخسرت الفرنسية ليليان بيتانكور وريثة مجموعة «لوريال» لقبها كأغنى سيدة في العالم، وباتت أغنى امرأة في أوروبا بامتلاكها 13.4 مليار دولار أعطتها المرتبة 21 على لائحة فوربس. أما وريثة سلسلة متاجر والمارت الأميركية أليس والتون فتبوأت المركز الأول نسائياً والـ12 عالمياً بملياراتها الـ16.7.

وشهد هذا العام أيضاً تقلصاً كبيراً في عدد الشبان الأثرياء الذي انخفض إلى 18 في مقابل 50 في العام الماضي. ولفت خروج مؤسس موقع فايسبوك للتواصل الاجتماعي مارك زوكيربرغ (24 عاماً) من اللائحة.

وقال رئيس تحرير المجلة ستيف فوربز «غالبية أصحاب المليارات عصاميون، رجال أعمال، وعلينا الترحيب بإضافة أسماء جديدة إلى هذه اللائحة».

وأضاف «شهدنا في السنوات الأخيرة بروز ثروات في دول جديدة، لكنها أكثر هشاشة» مشيراً إلى أن قطاعات التجارة بأسعار متدنية تحرز نجاحاً وأسهمت في إدراج ياباني وصيني في النادي.

ومن الصينيين تذكر اللائحة رئيس شركة «بي واي دي» وانغ شوانفو، وهي الثانية عالمياً لصناعة بطاريات أيون الليثيوم التي بدأت أخيرا إنتاج السيارات الهجينة والكهربائية.

أما الفرنسي الأول على اللائحة فهو رئيس مجلس إدارة مجموعة «ال في أم اش» للسلع الفاخرة بيرنار أرنو، الذي نال المرتبة الخامسة عشرة ويمتلك 16.5 مليار دولار.

وأشار منظمو المؤتمر الصحافي إلى أن المنضمين الجدد الأكثر لفتاً للنظر كان من بينهم وانغ شوانفو، وجون بول ديجوريا عن صناعة الصابون والمشروبات الروحية. وكان من المستحيل مقابلة أحد الوافدين الجدد على اللائحة وهو المكسيكي يواكين غوزمان لويرا (54 عاماً) وهو أحد أهم تجار الكوكايين في أميركا الجنوبية وقدرت ثروته بمليار دولار.