خبراء يؤكدون نمو التجارة الإلكترونية 300% في الدول العربية

السعودية تتصدر نظيراتها بنسب تفوق 5 أضعاف

نمت التجارة الإلكترونية في العالم العربي، وذلك بعد العروض والتسهيلات وزيادة عدد مستخدمي الإنترنت (تصوير: إقبال حسين)
TT

أكد خبراء في مجال التجارة الإلكترونية أن السعودية تتصدر الدول العربية في نمو التجارة الإلكترونية، في ظل نمو التجارة الإلكترونية في الوطن العربي بشكل عام بنسبة 300 في المائة، وذلك خلال العامين الماضيين.

وعزا مختصون أسباب نمو التجارة الإلكترونية في السعودية إلى الانتشار الواسع لاستخدام البطاقات الائتمانية ودخول قطاعات جديدة للتجارة الإلكترونية كشركات الطيران، وانتشار الألعاب الإلكترونية التفاعلية، في الوقت الذي يمثل فيه الشباب 50 في المائة من سكان المملكة. وذكر مهند عبويني، مدير عام شركة «ون كارد» للتجارة الإلكترونية أن نمو مستخدمي الانترنت بين عامي 2007 و2008 بلغ 1.17 في المائة، الأمر الذي يتوقع له أن يرفع عدد مستخدمي الإنترنت إلى 25 مليون مستخدم خلال العام الجاري في الوطن العربي. وأضاف عبويني أنه بحسب تقارير لشركة «فيزا» و«ماستر كارد» للفترة نفسها، كان حجم استخدام البطاقات الائتمانية من دول الخليج على مواقع التجارة الإلكترونية بحدود 170 مليون دولار، في حين بلغ حجم الإنفاق العالمي على التجارة الإلكترونية نحو 81 مليار دولار، مما يجعل نسبة الدول العربية ضئيلة مقارنة بالإنفاق العالمي.وأشار عبويني إلى أنه منذ عام 2007، وحجم التجارة الإلكترونية في الوطن العربي عامة والسعودية خاصة، في نمو سريع وكبير يصل إلى نسبة 300 في المائة، ورغم عدم وجود إحصائيات مؤكدة، إلا أن التجارة الالكترونية تشهد نموا كبيرا لأسباب عدة، منها القوة الشرائية العالية للأفراد والانتشار الواسع لاستخدام البطاقات الائتمانية وشركات الدفع الإلكتروني، ودخول قطاعات جديدة للتجارة الإلكترونية مثل شركات الطيران الاقتصادي وقطاع السياحة، وانتشار الألعاب الالكترونية التفاعلية على شبكة الانترنت.

وأكد مدير عام شركة «ون كارد» أنه يضاف إلى ذلك زيادة وعي وثقة مستخدمي الانترنت بالتجارة الالكترونية، والمبادرات الحكومية لبناء وتوفير البنية التحتية للتجارة الالكترونية ومنها خدمة سداد التابعة لمؤسسة النقد، مضيفا أن 50 % من السكان في السعودية أعمارهم تحت 22 سنة.

وذكر عبويني أن السعودية تعد أكبر بلد عربي من ناحية التجارة الالكترونية، مستندا في ذلك إلى التقارير الصادرة من جهات خاصة بالتجارة الالكترونية، حيث أعلنت إحدى شركات الشحن الدولي، أنه تم شحن منتجات بقيمة 280 مليون دولار من موقع «أمازون دوت كوم» إلى السعودية فقط، مضيفا أنه بمقارنة حجم المبيعات التي تتم على «ون كارد» في الدول العربية، فإن حجم المبيعات واستخدام التجارة الإلكترونية في السعودية يفوق مثيلاتها من الدول العربية بخمسة أضعاف.

إلى ذلك أشار الدكتور عبد الرحمن مازي، عضو مجلس إدارة شركة «الاتصالات السعودية» لـ«الشرق الأوسط»، أن التجارة الإلكترونية بدأت في السعودية منذ 3 سنوات ولكنها لم تأخذ حقها وحجمها كاملا، وأنها على وشك الانطلاق خاصة بعد دخول خدمة النطاق العريض للشرق الأوسط، والتي توفر خدمة ممتازة بأقل التكاليف الممكنة. فعدد مستخدمي الحاسب الآلي في تزايد، كما أن الأسعار أصبحت تنافسية، إضافة إلى أن هناك شركات جديدة منافسة ستدخل سوق الاتصالات منها على سبيل المثال شركة «عذيب».

ونوه مازي أن أكبر العوائق التي تواجه التجارة الإلكترونية، هو عدم السماح باستخدامها في مناقصات ومشتريات الجهات الحكومية، موضحا أن استخدام التجارة الإلكترونية الاستخدام الصحيح في المعاملات الحكومية يمنح شفافية أكبر ويقلل من الفساد الإداري. فيما اعتقد عبويني أن أهم معوقات التجارة الإلكترونية في الوطن العربي عامة وفي السعودية خاصة، هو عدم وجود مواقع تخدم ثقافة المجتمع العربي، فكل ما يشاهد حاليا هو مبادرات لتقليد مواقع أجنبية، مضيفا إلى ذلك معوقات أخرى مثل ارتفاع تكاليف إيصال السلع.

وأشار عبويني إلى أن ميزات التجارة الإلكترونية كثيرة جدا، وأول ميزة هي الحصول على سلع مميزة غير موجودة في الدول العربية وبأسعار أقل، كذلك اختصارها للمسافات، فهناك مناطق في السعودية لا تتوفر بها المجمعات التجارية الكبرى، فيكون البديل الأسهل لها هو التسوق عن طريق الإنترنت. فيما ذكر مازي أن ما يميز التجارة الإلكترونية هو سهولة التسوق في أي وقت، والراحة وسهولة الدفع، مضيفا أن هناك ميزة أخرى وهي الأسعار المنافسة حيث تقل تكاليف عرض السلعة، كما يمكن للمشتري مقارنتها بأكثر من سلعة أخرى في الوقت نفسه.

وأوضح عبويني أن أبرز سلبيات التجارة الإلكترونية هو مشكلة القراصنة الالكترونيين واختراق المواقع، وهي مشكلة قديمة ولكنها متجددة وفي تفاقم، حيث إن اختراق المواقع في تطور سريع ومستمر، وأكبر دليل على ذلك ما حدث من مشاكل مخيفة في البنوك في دبي والسعودية.

وأكد عبويني أن المواقع العربية التي تعمل حقا في التجارة الإلكترونية قليلة جدا في الوطن العربي، وأنه سيتم قريبا دخول مواقع جديدة إلى عالم التجارة الإلكترونية، مضيفا أنه سيتم قريبا إطلاق أول موقع في الشرق الأوسط خاص ببيع المفروشات والإكسسوارات الخاصة بالمنزل عن طريق الانترنت في السعودية.

وأشارت رشا الخوري، مديرة موقع «ضياء ديوان» لـ«الشرق الأوسط»، أن نسبة 8 إلى 10 في المائة من مستخدمي موقعها من السعودية، كما انه يتم إرسال 4 في المائة من البضائع التي يتم شراؤها من السوق التابعة للموقع إلى السعودية، حيث تمثل حقائب اليد والمجوهرات أكثر المنتجات طلبا في السوق السعودية.