أميركا تُطمئن الصين حيال استثمارات بقيمة تريليون دولار في سندات الخزينة

رئيس وزراء الصين يُطمئن العالم بأنه سيفي بوعده بتحقيق معدل نمو يبلغ 8% في 2009

رئيس الوزراء الصيني وين جيابو أثناء الجلسة السنوية للبرلمان الصيني (رويترز)
TT

أكد المستشار الاقتصادي في البيت الأبيض لورانس سامرز، أمس، انه ليس هناك ما يدعو الصينيين إلى القلق على الأموال التي استثمروها في الولايات المتحدة، عندما اكتتبوا في سندات الخزانة الأميركية.

وأفاد سامرز بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما «قطع تعهدا واضحا»، ينبغي أن نقوم بدور المديرين الحذرين للمال الذي نستثمره، في إشارة إلى المبالغ الضخمة التي تضخها السلطات الأميركية العامة في اقتصادها للنهوض بالنشاط الاقتصادي.

وجاء تأكيد سامرز ردا على إعراب رئيس الوزراء الصيني وين جيابو عن قلقه إزاء الموجودات الصينية لدى أميركا، والتي يبلغ قيمتها تريليون دولار في هيئة استثمارات لدى الحكومة الأميركية، مطالبا أميركا تقديم ماهيات تأمينية والمحافظة على وعودها والتزاماتها بأن تحافظ الاستثمارات على قيمتها خلال الأزمة المالية الجارية. وجاء ذلك أثناء مؤتمر صحافي على هامش الجلسة السنوية للبرلمان الصيني، ليضيف وين أنه «قلق» بشأن أذون الخزانة، في الوقت الذي تراقب فيه الصين التطورات في اقتصاد الولايات المتحدة عن كثب. وطمأن وين العالم بأنه سيفي بوعده بتحقيق معدل نمو اقتصادي يبلغ 8 في المائة في العام الجاري، وأنه ربما يطرح خطة إنفاق إضافية لتحفيز الاقتصاد إذا اقتضى الأمر لتحقيق هذا الهدف.

وأكد رئيس الوزراء من جديد التزام الصين بإبقاء عملتها اليوان مستقرة إلى حد كبير، وأشار إلى أن العملة ارتفعت قيمتها بسبب انخفاض حاد للعملات الأوروبية والآسيوية. وكانت بكين أعلنت عن خطة قيمتها أربعة تريليونات يوان (585 مليار دولار) في التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) لزيادة الطلب المحلي ومواجهة تراجع الصادرات بفعل الأزمة المالية العالمية. لكن وين أكد أن الصين «مستعدة بذخيرة كافية وبوسعها إطلاق سياسات تحفيز اقتصادي جديدة في أي وقت». وتعتمد الولايات المتحدة منذ فترة طويلة على المشتريات الأجنبية لسندات الخزينة من اجل تمويل دينها الهائل. وانتزعت الصين من اليابان في سبتمبر (أيلول) صفة الدولة الدائنة الأولى للولايات المتحدة، وكانت تملك في ديسمبر (كانون الأول) سندات خزينة تبلغ قيمتها 727.4 مليار دولار. وشدد رئيس الوزراء الصيني على أهمية أن تساعد قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها مطلع الشهر المقبل في لندن، الدول النامية للخروج من الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة. وأضاف «الدول النامية هي الأكثر تضررا من الأزمة المالية، بيد أن هناك نزعة لتجاهل المصاعب التي تمر (الدول النامية) بها».

وأعرب المسؤول الصيني عن أمل بلاده ألا يتم تجاهل احتياجات تلك الدول بسبب الأزمة المالية التي يواجهها العالم مؤكدا «يمثل الفقر في تلك البلاد سببا وراء قلق الدول المتقدمة وعدم الاستقرار الذي يشهده العالم الآن». وأيدت اليابان والصين أمس الدعوة للمزيد من الإنفاق الحكومي لمكافحة الأزمة المالية العالمية، قبيل قمة مجموعة العشرين التي تختلف فيها الولايات المتحدة مع أوروبا بشأن الحاجة للمزيد من الإجراءات لتحفيز الاقتصاد. وحث وزير المالية الياباني كاورو يوسانو زعماء العالم على التركيز على إعطاء دفعة فورية للاقتصاد العالمي، ووعد بالكشف عن إجراءات جديدة لتحفيز الاقتصاد في ابريل (نيسان). وقالت الصين إنها مستعدة لبذل المزيد لدعم النمو.

ونقل عن يوسانو قوله في طبعة أمس من صحيفة فاينانشال تايمز «القضايا الملحة هي تحقيق استقرار القطاع المالي والتعامل مع تحدي انكماش الأسعار الذي يواجه الاقتصاد العالمي».