حرب كلامية بين ألمانيا وسويسرا حول الحسابات المصرفية السرية

بدأت بتصريح ألماني شبه الملاذات الضريبية بسكان أميركا الأصليين

TT

سويسرا وألمانيا جارتان يسود بينهما الود، كما أنهما شريكتان تجاريتان كبيرتان، لكن ثمة حرب كلامية اشتعلت بينهما حول سرية الحسابات المصرفية هزت العلاقة بين البلدين.

والتراشق بين الأصدقاء والأقارب يمكن أن يكون أشد حدة منه بين الأعداء.

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية بدأ الشجار قبل أسبوع، عندما صرح وزير المالية الألماني بيير شتاينبروك بأن ما يسمي بالملاذات الضريبية تفر مذعورة مثل سكان أميركا الأصليين وهم يفرون أمام القوات المتقدمة.

وقال شتاينبروك: «الفرسان في قلعة فورت يوما ليسوا بحاجة دائما للخروج، فأحيانا يكفي أن يعرف الهنود الحمر أنهم هناك». ويصر المسؤولون الألمان على أن التعليق لم يكن موجها لسويسرا التي يميل المتحدثون بالألمانية فيها، وهم الأكبر بين أربع جماعات لغوية أخرى، للشعور بأنهم الطفل الأصغر في أسرة التيوتوني (الشعب الجرماني القديم) الذي يتنمر عليه شقيقه الأكبر في بعض الأحيان.

وصرح تورستن البيج، المتحدث باسم وزارة المالية الألمانية لصحافي سويسرى قائلا: «إننا ندرك أنه حتى التشبيهات البسيطة يمكن أن تفهم على نحو يثير الحساسية لديكم. ربما كانت ثمة تفسيرات عديدة لتلك الكلمات».

على الناحية الأخرى تدخلت جماعة «الأميركيون الأصليون» (نيتف أمريكان) في الأمر، وقالت لصحيفة سويسرية إنها ترى أن كلمات المسؤول الألماني مهينة.

ووصفت وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي ري، تصريحات شتاينبروك بأنها «مزرية وعدوانية» وتم استدعاء سفير برلين في بيرن.

وأدلى الوزير الألماني بتصريحاته تلك بعد موافقة بلدان تعتمد قوانين سرية الحسابات المصرفية، منها سويسرا وليختنشتاين والنمسا ولوكسمبورغ، على إجراء تعديلات على تلك القوانين وفتح ملفات ومكافحة التهرب الضريبي.

وتقول ألمانيا التي تتزعم مع فرنسا حملة ضد قوانين سرية الحسابات قبل القمة القادمة لمجموعة العشرين (جي 20)، أصحاب الاقتصاديات الأكبر في العالم، إن وجود الملاذات الضريبية شجع مواطنيها على إبعاد أموالهم عن الخزائن العامة في بلادهم.

ويرى عدد كبير من مواطني سويسرا، الذين كثيرا ما جرح كبرياؤهم الوطني الهجمات على قوانين البنوك والتهرب الضريبي، أن تصريحات شتاينبروك قد أصابت جروحا لم تندمل.

وقال شتاينبروك أيضا إن السياسي السويسري المحافظ توماس مولر يحمل أوجه شبه عديدة مع عملاء البوليس السري «الجستابو» في عهد النازي.

واحتجاجا على التصريحات التي لم يتراجع عنها شتاينبروك، استبدل وزير الدفاع السويسري أولي مورر سيارة رينو بسيارته الحكومية المرسيدس ألمانية الصنع.

وقد أعلن شتاينبروك ووزير المالية السويسري هانز رودلف ميرتس أنهما سيلتقيان وإن لم يحدد موعد للقاء بعد.